نبض السطور

ترتيب البيت الفلسطيني

خالد ميري
خالد ميري

قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي وصدق.. بداية الحل الحقيقى للقضية الفلسطينية وهي قضية مصر والعرب الأولى لن تكون إلا بالمصالحة وإنهاء الانقسام بين الأشقاء في فلسطين.

على مدار عشرات السنين قدمت مصر كل التضحيات من أجل القضية الفلسطينية، ودفعت فاتورة الدم الغالية منذ عام 1948، وظلت القضية فى مقدمة أولويات السياسة الخارجية المصرية.. فهي أم القضايا بالمنطقة والوصول إلى حل عادل لها بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية هو مفتاح الحل الحقيقي لأزمات المنطقة الملتهبة.

والحقيقة أن قضيتنا الفلسطينية دفعت طوال السنوات الماضية ثمنا باهظا نتيجة الخلافات بين الأشقاء في فلسطين، تفرق دم القضية بينهم ولم يعد هناك جهة واحدة تمثل شعبا محتلا يبحث عن حقوق عادلة ضائعة.

ولم تغب مصر للحظة واحدة ولم تتأخر عن القيام بدورها.. فوجهت دعوات متكررة للأشقاء للم الشمل وإنهاء الانقسام واحتضنت القاهرة لقاءات متعددة للأشقاء.. وكان الهدف واضحا وواحدا، توحيد الصف دفاعا عن أرض محتلة واستعادة حقوق ضائعة.

وكانت الفصائل الفلسطينية على موعد جديد لجولة حوار جادة وحاسمة يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين بالقاهرة، وبرعاية مصرية لا تبحث إلا عن مصالح الأشقاء، تكللت جهود الحوار بالنجاح وخرج البيان الختامى ليعلن عن بداية جديدة، هو تطور محوري في عملية المصالحة وخطوة إيجابية جادة لإنهاء الانقسام وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني.

انتهت الاجتماعات بتوافق وطني بين قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية حول قضايا الشراكة والانتخابات، لضمان نجاح انتخابات المجلس التشريعي وبعدها انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية، ثم استكمال تشكيل المجلس الوطني بالانتخاب أو التوافق بما يضمن مشاركة كل الفلسطينيين في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطينى.

قادة الفصائل أجمعوا على توجيه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي الذي كان داعما وراعيا لنجاح الحوار، والذي وجه السلطات المختصة في مصر بمتابعة تنفيذ اتفاق المصالحة والمشاركة الفاعلة في رقابة الانتخابات الفلسطينية، والتي ستجرى فوق كل الأراضي المحتلة بالضفة الغربية وغزة والقدس.

ومن جديد سيتواصل الحوار الجاد والناجح والصادق الشهر القادم بمشاركة الفصائل ومنظمة التحرير ولجنة الانتخابات المركزية.. ليستمر التنسيق وحل أى قضايا خلافية، وضمان استمرار التوافق حتى يتحقق الهدف المنشود بنجاح الانتخابات ومصالحة حقيقية تجمع كل الفلسطينيين تحت راية واحدة.

لم تتأخر مصر يوما عن تقديم كل الدعم للقضية الفلسطينية ولن تفعل، هى قضية مصر كما هى قضية الفلسطينيين، وحصول الأشقاء على كامل حقوقهم كان وسيظل أولوية أولى لكل جهد مصرى.

ما بين مصر وفلسطين هو رباط التاريخ والجغرافيا والدين واللغة، هو الماضى المجيد والحاضر الذى يعانى فيه الأشقاء، والمستقبل الذى نريدهم فيه يدا واحدة حتى يستعيدوا كل حقوقهم المشروعة.