حياة كريمة| «تبطيـن التـرع».. حلـم يتحقـق

أعمال تبطين الترع تسير بوتيرة سريعة
أعمال تبطين الترع تسير بوتيرة سريعة

أعلنت وزارة الموارد المائية والري، أنه تم تأهيل 1050 كيلوا متر فى 20 محافظة ضمن مشروع تبطين الترع وبلغ إجمالي الأطوال المتعاقد عليها للتأهيل 5651 كيلو مترا في مختلف المحافظات.

وأكد المهندس محمود السعدي المشرف على مشروعات تأهيل وتبطين الترع، أن الادارات العامة للري مستمرة بواسطة المهندسين والفنيين وأطقم التنفيذ من المقاولين والشركات المنفذة فى متابعة وتنفيذ أعمال التأهيل للترع بنطاق الجمهورية وأشار إلى أن تلك الاعمال تأتي في ضوء خطة الوزارة لتأهيل وتبطين الترع ضمن المشروعات التى يتم تنفيذها لترشيد استخدام الموارد المائية كأحد محاور الاستراتيجية القومية للموارد المائية 2037 والتي تهدف الى توفير الموارد المائية المطلوبة لكافة القطاعات المستفيدة من الموارد المائية.

تكلفة  تبطين  الكيلو متر 3 ملايين جنيه

 

 في أبريل الماضي وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، ببدء المشروع القومى لتأهيل وتبطين الترع، ومنذ ذلك الحين تشهد محافظات مصر العمل على قدم وساق فى تنفيذ هذا المشروع الهام الذى يساهم فى الترشيد وتقليل الفاقد من المياه التى يتم هدرها فى الشبكة المائية، بما يحقق وفرا فى مياه الرى بحوالى ٥ مليارات متر مكعب سنويًا، خاصة وأن التوجيهات تضمنت سرعة الانتهاء من المشروع خلال عامين فقط بدلاً من عشر سنوات، ويبلغ اجمالى أطوال الترع التى يستهدفها المشروع (20) ألف كم على مستوى المحافظات على مرحلتين، وتبلغ أطوال ترع المرحلة الأولى (7000) كم تنتهى منتصف عام 2022، وتبلغ أطوال الترع التى تم تبطينها على مرحلتين (511.2) كم، ويبلغ اجمالى أطوال الترع التى تم الانتهاء من طرحها (4026) كم.

 وبالفعل حققت الدولة إنجازاً ملموساً فى هذا الملف خلال الفترة القصيرة الماضية، حيث شهدت المحافظات طفرة كبيرة فى أعمال التبطين،خاصة تلك التى بدأت فى تنفيذ المشروع أولاً، وبدأت تبطين مئات الكيلومترات، حتى صار المشروع يتشكل ليصبح واقعاً ملموساً بعد أن كان حلماً لسنوات عديدة.

والتبطين يعني عمل تكسية في قاع الترع والجوانب، حيث تأخذ الجوانب الميل المصمم عليه الترع أو القنوات بالشكل المضبوط فيما يعرف بالدبش الغشيم أو المنحوت، أما التأهيل فهو عبارة عن استخدام الدبش والخرسانة العادية، حيث يتم تغليفه بها بالكامل وهذا يؤدى إلى تعديل شكل الترع لتأخذ الشكل الهندسى الذى تم التصميم عليه، وذلك لمنع تسريب المياه فمن المعروف أن التربة الطينية تسمح بنفاذ كمية كبيرة جداً من المياه وهو ما يؤدى إلى الهدر، وبالتالى فإن التبطين يحافظ على كمية المياه الموجودة كما يقلل تكلفة نزع الحشائش ويضمن وصول المياه إلى نهايات الترع بأسرع وقت ممكن.

 وهناك أكثر من نوع فى التبطين فمنها ما يتم بطبقة من الأحجار سمك 30 سم وفوقه طبقة من الخرسانة العادية سمك 10 سم، وهناك نوع آخر خرسانة مسلحة وخرسانة عادية يعلوه طبقة من الرمال المثبتة، ويتم تحديد نوع التبطين طبقا لطبيعة التربة المارة بها الترعة، وجدير بالذكر أن الإدارة المركزية للموارد المائية والرى بالغربية كشفت عن أنه سيتم استخدام تقنية الجيوسيل فى أعمال تبطين الترع ضمن المشروع القومى لتبطين الترع، وهذه التقنية جديدة من نوعها وأثبتت كفاءتها فعلياً بجودة عالية وتعمل على توفير الوقت والنفقات والجهد، وسيتم إنشاء خط إنتاج جديد لهذه التقنية.

وتعد وزارة الإنتاج الحربى إحدى الجهات الوطنية المشاركة فى تنفيذ المشروع القومى لتبطين الترع، حيث تشارك من خلال شركة الإنتاج الحربى للمشروعات والاستشارات الهندسية والتوريدات العامة فى تأهيل عدد 12 ترعة بزمام هندسة رى السنطة بمحافظة الغربية.

 كما تقوم شركة الإنتاج الحربى للمشروعات والاستشارات الهندسية بتبطين ترع فى محافظة الأقصر بهندسة إسنا فى ترعتى "ساحل الدير" و"الدير" حيث تجرى أعمال التبطين بالخرسانة المسلحة والعادية أعلى طبقة من الرمل المثبت بالترعتين وبأطوال مستهدفة (79) كم، كما تقوم بتبطين ترع "دير المواس" بالمنيا، وتقوم الشركة أيضاً بتبطين عدد من الترع فى محافظة البحيرة حيث يتم تنفيذ المشروع بمعدلات تنفيذ عالية وبأفضل جودة ليتم ذلك فى التوقيتات المحددة.

 وهناك العديد من العوائد والمميزات التى يحققها مشروع تبطين الترع، حيث يستهدف هذا المشروع توفير نسبة كبيرة من المياه المهدرة داخل الترع وخاصة المتهالكة بنسبة كبيرة تصل إلى (520) مليار متر مكعب، حيث يمنع تسريب المياه والرشح فى الترع الرملية وبذلك يتم توفير المياه. ويشير الخبراء إلى أن مشروع التبطين يمنع نمو "الحشائش" فى الترع الطينية والتى كانت إزالتها تكلف الدولة أموالاً باهظة. وهناك فائدة صحية واجتماعية للمشروع، لأن المشروع يحقق حمايةً لأهالى المناطق المحيطة بالترع التى سيتم تبطينها حيث كانت القمامة والمخلفات التى توجد بالترع سبباً أساسياً فى وجود الحشرات وانتشار الأمراض.