رسالة «موجعة» من إسماعيل يس إلى إحدى الصحف

إسماعيل يس أضحكنا ولم نلتفت لدموعه
إسماعيل يس أضحكنا ولم نلتفت لدموعه

كثير من الكتاب والصحفيين والنقاد قست أقلامهم على أمبراطور الضحك إسماعيل يس عندما اضطرته الظروف فى سنواته الأخيرة للعمل فى الملاهى التى كان يؤدى بها مونولوجاته.

نال أمبراطور الضحك والفكاهة إسماعيل من الكاتب الساخر محمود السعدنى لقب "الغلبان" فى الفصل الذى كتبه عنه فى كتابه "المضحكون"، رفعته الدنيا من القاع للقمة، وعادت به من القمة إلى الحالة التى جعلته يعمل كما بدأ فى الكباريهات، وهو الذى كان يقف على باب بيته حاملا أوردارات التصوير، وكان يتنافس عليه المنتجون ويا حظ من يسبق الآخر فى التوقيع معه على فيلم جديد.

لكن كتابات أغلب الصحفيين فى الصحف والمجلات اللبنانية أوجعت إسماعيل يس فى آخر أيامه، وسار على نهجهم بعض الصحفيين فى صحف القاهرة، مما اضطر إسماعيل إلى إرسال خطاب لمجلة "الصياد" البيروتية يقول فيه ردا على منتقديه:

− أكثر من 40 عاما من العرق والسهر والجهد والدموع وأنا أرسم على وجوه المصريين والعرب الابتسامة والضحكة الصادرة من القلب، قدمت خلال مسيرتى 400 فيلم، وعملت 300 مونولوج، ومثلت 61 مسرحية، وكنت عامل زى الدوا للإنسان المهموم عشان أضحكه وأنسيه همه وغمه، فمش لازم تكون دى نهايتى أبداً، أنا خدمت البلد وأنتوا عارفين كويس أنا عملت أفلام لثورة يوليو 1952 برضايا، وغنيت للجيش برضايا، واتبرعت بإيرادات حفلاتى كلها فى حرب 56.. فمش لازم دى تكون نهايتى أبداً، معقول الناس تنسى ده كله.. ويفتكروا إن أنا فى آخر أيامى رجعت اشتغل فى كباريه! طب أعمل إيه؟.. هه قولولى أعمل إيه؟!.. أربعين سنة جهد أسعدت فيها الناس، وخدمت الدولة، وما اتهربتش من واجب، ومختش شهادة تقدير من أى جهة، ولا حتى ميدالية صفيح.. كل مليم حوشته فى حياتى أتاخد منى ومقلتش حاجة، فمعقول تكون دى نهايتى، بشوية كتابات صحفية نسيت كل اللى عملته.. معقول يكون ده جزاء سنمار؟

معلش!