خاص| إجهاض وخوف من كورونا.. معاناة سكان 6 عقارات مائلة بالإسكندرية.. فيديو

 العقار المائل
العقار المائل

مصير مجهول يتخوف منه سكان عقار كوم الشقافة المائل غرب محافظة الإسكندرية.. إقامتهم المؤقتة في فصول مدرسة كرموز، تثير في نفوسهم فزعا من مستقبلهم هم وأبنائهم، بينما سكان 5 عقارات محيطة بالعقار يشاركونهم مخاوفهم، لكنها أقل مأساوية، بدافع آمال معلقة على تقرير اللجنة الهندسية الذي يحدد عودتهم إلى عقاراتهم المائلة ميلا مستقرا، ومدى صلاحيتها للسكن من عدمه. 

"بوابة أخبار اليوم"، انتقلت إلى الشارع المنكوب، ومدارس إقامة السكان، ورصدت مشاعر الحسرة على المنقولات المكدسة في مخازن، فيما تتواصل أعمال هدم العقار المائل بحرص شديد، خوفا من انهياره المفاجئ، بينما تكتظ فصول 3 مدارس محيطة بعائلات 6 عقارات، يعبرون عن معاناتهم الإنسانية، ويتعلقون بآمال أن يعود إليهم أمان مفقود.  

"هند" إحدى ساكنات العقار المائل، كانت تبكي ورفضت التصوير قائلة: "كنت حامل وفقدت الجنين" يوم خروجنا مفزوعين بعد ميل العمارة"، ولكنها غطت وجهها بإيصال تعاقد بتاريخ حديت لتوصيل الغاز، مستفسرة: "كيف يرسلون لنا إيصال تعاقد لتوصيل الغاز، بينما تقول الدفاتر الرسمية للحي أن العقار صادر له 9 قرارات إزالة"، وتضيف جارتها: "لم يخطرنا أحد بقرارات الإزالة، هل الحي يسجلها في دفاتر دون إخطار السكان!!"، بينما تحكي الحاجة أم محمد عن أمراض شيخوختها، وتعبر عن مخاوفها من كورونا: "لو واحد جاتله كورونا كل العائلات حتتعدي". 

2400 عقار بالإسكندرية آيلة للسقوط، موزعة ما بين بيوت مائلة وأخرى متصدعة تعاني من شروخ وتصدعات، وصدرت لها العديد من قرارت الإزالة، ولم يتم تنفيذها نظرًا لإنها آهلة بالسكان، ويقيم فيها سكانها على مسئولياتهم، وبيوت أخرى تحتاج إلى ترميم عاجل، في الأحياء القديمة وبعض العشوائيات. 

وحسب إحصاءات محافظة الإسكندرية، في ملف العقارات المتهالكة، فإن هناك عشرات المنازل المائلة ميولا مستقرا، بمعنى أن الميول ثابتة لا تتزايد، وأسباب حدوث الميول في العقارات مختلفة، منها طبيعة التربة التي كانت تتطلب معالجة إنشائية خاصة، أو جشع الملاك في تعليات إضافية مخالفة، في عقارات مبنية بدون ترخيص أصلا، وتبدو هذه الظاهرة جلية للعيان في عدة مناطق بالثغر منها كرموز والجمرك غربا، والسيوف وريف المنتزة شرقا. 

وتقول المهندسة سحر شعبان رئيس حي غرب، إن لجانا هندسية من الأحياء لديها رصد كامل بالعقارات المائلة المستقرة، وتقوم بالمرور شهريا، لقياس مدى ثبات الميول أو زيادتها، بالسنتيمترات، وعندما يتزايد الميل لدرجة تمثل خطرا داهما على قاطني العقار، تتدخل الجهات التنفيذية لإخلاء السكان وحمايتهم. 

من جهته، أوضح اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، أن المحافظة لن تترك أحدا من قاطني العقار المائل بكوم الشقافة، و5 عقارات محيطة به تم إخلاؤها، حيث تم تجهيز 3 مدارس وتزويدها بـ150 سريرا لإقامة المتضررين بشكل مؤقت، وتوفير أجهزة ووسائل إعاشة متكاملة، ومفروشات وأغطية وبطاطين، ووجبات وأغذية للعائلات المتضررة، لحين التأكد من السلامة الإنشائية لتلك العقارات ومدى تأثرها وصلاحيتها للسكنى من عدمه، وانتهاء أعمال الإزالة للعقار المائل حتى سطح الأرض نظرا لإنه يمثل خطرا داهما على حياة قاطنيه. 

وأكد محافظ الإسكندرية، أن المحافظة تدرس الآن عدة حلول قانونية لحماية قاطني قاطني البيوت المائلة والآيلة للسقوط والمقيمين فيها على مسئولياتهم، مضيفا أن الرئيس السيسي يتابع الإجراءات في هذا الملف، حيث أنه من الضروري التدخل المباشر في بعض الحالات لمنع خطورتها على السكان. 

وأوضح المحافظ، أن العقار المائل مخالف تم بناؤه بدون رخصة منذ ٢٠٠٩ وصادر له 9 قرارات إزالة حتى سطح الأرض، وهو مأهول بالسكان تقطنه ٨ عائلات ومكون من دور أرضي و٩ أدوار علوية.   

وقال المحافظ، إن هناك أكثر من 134 ألف قرار إزالة منذ عام 2011، تم تنفيذ 4080 منهم فقط حتى نهاية عام 2019، وأن عدد الإزالات التى تم تنفيذها بالإسكندرية منذ بداية عام 2020 وحتى الآن، تجاوز عدد الإزالات خلال السنوات الـ6 السابقة، مشيرا إلى أن قيمة المبالغ التي سيتم تحصيلها من حصيلة التصالح مع مخالفات البناء، سيجرى تخصيصها لتطوير البنية التحتية للأماكن التى توجد بها المخالفات، لتحسين المرافق والبنية التحتية كالكهرباء والمياه والغاز وغيرها. 

وأشار المحافظ، إلى أنه أصدر القرار رقم 583 لسنة 2020 بإنشاء وحدة رصد مخالفات البناء ومتابعة المتغيرات المكانية، وهي تعمل بالتنسيق مع إدارة المساحة العسكرية، لرصد أي مخالفات للبناء سواء بالتعدي على الأراضي الزراعية أو التعدي على أملاك الدولة أو البناء المخالف.  

اقرأ أيضا| استجابة لـ«بوابة أخبار اليوم».. محافظة الإسكندرية تتحرك لتطوير محطة مصر.. وفيديو