اشتهرت العديد من البلدان صاحبة الحضارات القديمة بجمل وحكم تنطبق على كافة المواقف من قديم الأزل وحتى يومنا هذا، وهي بمثابة قوانين دنياوية حاكمة لعلاقة الإنسان بما يحيط به، ويطلق عليها الأمثال الشعبية.
وتميزت الحضارة المصرية، بكثير من تلك الأمثال ومنها "أنت قاعد في ملقف هوا"، ويرجع هذا المثل إلى العصر العباسي، حيث كانت جميع المستشفيات مزودة بالملاقف الهوائية وكذلك أغلب البيوت.
ويُعد ملقف الهواء من أهم نظم التبريد، التي عرفتها العمارة التقليدية في شتى مدن العالم الإسلامي، وبحسب نتائج أفاضت إليها دراسات وأبحاث علمية حديثة، فإن تصميم وهندسة هذه "الملاقف" وتباين أنواعها بما يتواءم مع التداعيات المناخية وتقلبات الطقس إنّما يدل على مدى اتساع الرؤية والتفوّق الهندسي والعبقرية المِعمارية التي جمعت بين حاجات البيئية ومتطلبات الخصوصية الاجتماعية وفي ذات الوقت لم تهمل النواحي الجمالية.
وفي تعريف "الملقف"، هو عبارة عن مهوى Shaft يعلو عن المبنى وله فتحة مُقابلة لاتجاه هبوب الريح السائدة لاقتناص الهواء المار فوق المبنى، والذي يكون عادة أبرد ومن ثم دفعه إلى داخل المبنى وبهذه الطريقة يُغني المَلَقف عن الحاجة إلى النوافذ العادية لتوفير التهوية وحركة الهواء الملازمين".
اقرأ أيضا| «اختلط الحابل بالنابل»| مثل شعبي يرجع لـ«تصرفات الخرفان»
