براءات اختراع مصرية تنقذ 2.5 مليون مريض من «التصلب المتعدد»

 الدكتور محمود رشيد
الدكتور محمود رشيد

أسماء فتحي 
«لم تكن الرحلة سهلة لكنها كانت تستحق العناء»، هكذا قال الباحث المصري الدكتور محمود رشيد، خريج جامعة الأزهر، وأحد أبناء مدينة طنطا، والذي اكتشف خلال رحلته البحثية من مصر إلي جامعة «بون» في ألمانيا، علاجا لمرض التصلب المتعدد الذي يهاجم بضراوة الخلية العصبية للإنسان، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في بث الأمل في نفوس ملايين من مرضى التصلب، في كثير من دول العالم بوجود علاج يساعد في القضاء علي هذا المرض أو يقلل من أعراضه الخطيرة، بعدما كان الأمر مستحيلا.


في البداية، قال الباحث المصري الدكتور محمود رشيد، مدرس الكيمياء الصيدلية، وتصميم الأدوية بكلية الصيدلة جامعة الأزهر، وباحث ما بعد الدكتوراه فى جامعة بون بألمانيا «تخرجت في جامعة الأزهر وسافرت إلي ألمانيا لعمل دراسات خاصة بنوع نادر من الأمراض يهاجم الخلية العصبية للإنسان دون رحمة أطلق عليه (سارق الشباب)، وكان شغلي الشاغل هو إيجاد حل لهذه المعاناة الإنسانية التي كنت أرصدها من خلال عملي في مجال الأبحاث والكيمياء الصيدلية عبر متابعتي للعديد من المرضي.


ويكمل الباحث المصري إن الأمر يتعلق بقيام جسم الإنسان ذاته بمهاجمة الغلاف الدهنى الخارجي للخلية العصبية،يصحبها أعراض مرضية صعبة، تتعلق بالأعضاء المتأثرة كالعين، والعضلات، والأعصاب، وهذا المرض لا يوجد له علاج فعال ونهائي، مضيفاً «شرفت بالتوصل إلي برائتى اختراع من أصل 3 براءات، تتعلق بإيجاد مركبات جديدة، وفعالة تمثل عاملا مساعدا ومسئولا عن عملية إيقاف تلف الغلاف الدهنى للخلية العصبية،بالإضافة للمشاركة فى اعادة البناء هذا الغلاف من جديد، وقد تم بالفعل استخدام هذه المركبات فى التجارب على الحيوانات لتأكيد وضمان فاعليتها، عبر التجارب المعملية، لنتجه فور ايجابيتها باستخدام البرتوكول الخاص بها للمرضي. 


وقال رشيد إن الحديث عن هذا المرض يأتي في المقام الاول للتوعية المجتمعية، وتسليط الضوء اكتر على خطورة هذا المرض، بالاضافة إلي تحريك المياه الراكدة ما يجعل الكثيرون من داخل او خارج المجال الطبى ينتهبون لهذا المرض وأعراضه وتشخيصه،مشيرا إلي أن التشخيص الخطأ لهذا المرض قد يمنحه لقب سارق الشباب. 


وذكر «أنا كنت المصري الوحيد ضمن أفراد فريق بحثى كبير بجامعة بون بألمانيا بالتعاون مع شركة أدوية عالمية، واستطاع  هذا الفريق البحثى أن يكتشف مركبات كيميائية جديدة، وفعالة قد تكون علاج لمرض التصلب المتعدد الذى ما زال العالم يقف عاجزا أمام وضع علاج نهائى له حتى الآن،لكن هذه هي البداية وطوق الأمل للمرضي لنوقف به نزيف آلام الملايين حول العالم». 


وشرح الباحث المصري أن هذا المرض يعاني منه أكثر من 2.5 مليون شخص حول العالم بحسب آخر الاحصائيات،من بينهم  400 ألف شخصا فى أمريكا وحدها، و10 آلاف حالة اصابة كل عام، بالاضافة الى 200 الف شخص فى ألمانيا،فضلا عن معاناة المثير من الحالات من هذا المرض النادر الشديد الخطورة أيضا في مصر،والذي أصاب مشاهير مؤخرا.


وعن طبيعة هذا المرض النادر أكد الباحث المصري أن التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي شائع يؤثّر على الجهاز العصبي المركزي وله مراحل متعددة وأعراضه نوعية قد تصيب اجهزة مختلفة من الجسم وتتدرج شدتها وتظهر بحسب مكان الضرر ضمن الجهاز العصبي، فهو يتسبب في إتلاف الغشاء المحيط بالأعصاب، هذا التلف أو التآكل للغشاء يؤثر سلبا على عملية الاتصال ما بين الدماغ وبعض أعضاء الجسم كالعين والعضلات، بل وقد يتسبب في إصابة الأعصاب نفسها بالضرر، وهو ضرر قد يكون غير قابل للإصلاح وقد تشمل فقدان الحس والتنميل كالوخز أو التخدر، وضعف العضلات، والتقلص العضلي، وصعوبة الحركة؛ وصعوبة التنسيق الحركي والتوازن (الترنح)، واضطراب فى الكلام، وصعوبة فى البلع، ومشاكل النظر (كالتهاب العصب البصري وازدواج الرؤية)، والإعياء، والألام الحادة أو المزمنة، ومشاكل المثانة والأمعاء وغيرها من الأعراض.،وذكر  أن العوامل التالية قد تزيد من احتمال الإصابة بمرض التصلب المتعدد: العُمْر،فقد يظهر المرض في كل الأعمار، إلا أنه يبدأ بالظهور والتطور، بشكل عام، في سن ما بين 20 – 40 عاما. 


وأوضح أن صناعة الدواء عملية طويلة ومعقدة بشكل عام، والأهم فيها أن تتواجد المركبات الكميائية الفعالة لمرض، وتنتقل هذه المركبات من المعمل ثم لمرحلة التجارب على الحيوانات،لاثبات النتائج المعملية، ثم التجارب السريرية، ثم دواء في السوق، ومن هنا نشأت فكرة براءات الاختراع لحفظ حقوق الملكية الفكرية، ولكن نستطيع القول ان بداية الغيث قطرة، مؤكدا أن الجديد في هذا المشروع البحثي الذي استمر لفترة طويلة تصل لعدة سنوات من «تصنيع، وابتكار مركبات الكيميائية جديدة» لتسهم في إيقاف عملية تآكل الغشاء الدهني المحيط بالأعصاب بالإضافة إلى إعادة بنائه، وهذه هى المشكلة الاساسية».
 

 

 

اقرأ أيضا

أستاذ أدب: أحمد لطفي السيد حاول أن يجعل المجتمع المصري منغلقاً على نفسه