عزت العلايلي.. رحيل هادئ لفنان مثقف

عزت العلايلى
عزت العلايلى

محمد الشماع
    
قدم مع شاهين 4 أفلام مهمة أبرزها «الأرض» و «الاختيار».. واختلف معه فى «الآخر» 

كتب فى بدايته عن «الصهيونية».. ونجح فى «البكوات».. وانضم للتليفزيون بعد عثرة السينما

شيعت أمس جنازة الفنان الكبير الراحل عزت العلايلي، بعد صلاة العصر من مسجد المروة بمدينة السادس من أكتوبر، وهي الجنازة التي حضرها أفراد من العائلة، وعدد من النجوم، وأعضاء نقابة المهن التمثيلية.

العلايلي الذي توفي عن عمر يناهز 86 عاماً بعد مسيرة فنية حافلة، ولد في 15 سبتمبر 1934 في حي باب الشعرية بالقاهرة، وحصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1960، لكنه لم يبدأ مسيرته التمثيلية فور تخرجه بسبب رعايته لأخواته بعد وفاة والده، فعمل لفترة كمعد برامج تليفزيونية، كما عمل مخرجاً للبرامج الثقافية، وأخرج 14 فيلماً تسجيلياً عن محافظات مصر المختلفة في الجنوب والشمال والشرق، وكانت بعنوان «رحلة اليوم»، قبل أن تأتيه الفرصة من خلال فيلم «رسالة من أمرأة مجهولة» عام 1962 والذي كان بمثابة بدايته السينمائية.

خاض تجربة الكتابة للدراما التليفزيونية المسجلة في 21 حلقة بعنوان «أعرف عدوك» وذلك كان في سنة 1967 عن الحركة الصهيونية من العام 1882 إلى العام 1936 مروراً بمؤتمر بازل والبحث عن أرض في أوغندا، مروراً بوعد بلفور العام 1917 إلى ثورة عز الدين القسام في فلسطين، ثم توقف عن الكتابة لأنه لم يجد المراجع الكافية لاستكمالها.

بدايات مهمة

لعزت العلايلي في مسيرته أكثر من 192 عملا، بين الفيلم السينمائي والمسلسل التليفزيوني والإذاعي، والمسرحية، ظهر خلال حقبة الستينيات في عدد من الأعمال المهمة للغاية، منها «بين القصرين» لحسن الإمام، و«السيد البلطي» لتوفيق صالح، و«قنديل أم هاشم» لكمال عطية، فيما افتتح السبعينيات بثلاثة أعمال مهمة للغاية من إخراج يوسف شاهين، وهي «الاختيار» و«الأرض» و«الناس والنيل»، ويعتبر دوره في هذه الأعمال هي أهم أدواره بشكل عام.

في 1977 قدم «السقا مات» وفي آخر الحقبة قدم مع شاهين فيلمًا آخر وهو «إسكندرية ليه».

افتتاحية الثمانينيات كانت بقوة افتتاحيته للسبعينيات أيضاً، حيث قدم مسلسل “وقال البحر” مع المخرج محمد فاضل، كما قدم فيلم “أهل القمة” مع المخرج الكبير علي بدرخان، فيما استمرت أعماله الناجحة في هذه الفترة بأربعة أفلام مهمة وهي “الطوق والأسورة” و”الإنس والجن” و”التوت والنبوت” و”بئر الخيانة”.

في التسعينيات قدم “المواطن مصري” مع صلاح أبوسيف و”الطريق إلى إيلات” مع أنعام محمد علي، ليقدم من بعدها عددًا من المسلسلات الناجحة، وهي “بوابة الحلواني” و”الشارع الجديد” وغيرها، فيما قدم واحدة من أهم مسرحيات العقد وهي “أهلا يا بكوات”.

عن الأعمال الرديئة

عزت العلايلي فنان له رأي ومنهج، هو مثقف وملتزم، يستطيع دائماً أن يختار الدور الذي يضيف إلى تاريخه الفني، ولذلك يحتل مكانة خاصة في قلوب المشاهدين.

أثرى السينما بالعديد من الأعمال المهمة، ونال العديد من الجوائز المحلية والعالمية، ونال تكريمات أيضاً، ولعل آخرها تكريمه في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي الأخير. 

في أواخر التسعينيات كان العلايلي يرى أن هناك أزمة كبيرة في السينما أدت إلى ابتعاده عنها، إذ كان يرى أن التليفزيون متنفس قوي له، وكان يرى أن الأعمال التليفزيونية لا تحرق نجوم السينما.

يوسف شاهين

لا شك في أن ليوسف شاهين دورًا كبيرًا في مسيرة عزت العلايلي، خصوصًا وأنه قدم العديد من الأعمال المهمة له، وفي مقدمتها “الأرض”، حيث جسد دور عبدالهادي، الذي يحب فاطمة، والذي يجمعه ببطل الفيلم “محمد أبو سويلم” أو محمود المليجي حلم الحفاظ على الأرض التي تريد الحكومة أن تصادرها لمد سكة زراعية.

وعلى الرغم من صداقة الرجلين إلا أن العلايلي اختلف معه وخصوصا بعد فيلم “الآخر”، لأنه اعتبر رجال الأعمال يستهينون باقتصاد الوطن، كما أنه رفض العمل في الفيلم لأنه بعد قراءته للسيناريو لم يجد ما يدفعه لقبوله.

كان للعلايلي آراء قوية إلى حد كبير، إذ كان يدعو إلى دخول الدولة للإنتاج السينمائي، وكذا يؤكد أن مصر لم تنتج فيلمًا يستحق التواجد في المهرجانات، فيما كان يرى أن المجاملة أحيانًا ما تتدخل في منح جائزة لنجم ما.

اقرأ أيضا.. وزير الثقافة الجزائري الأسبق ينعي الفنان عزت العلايلي