2011 - 2021 .. عقد من اللؤلؤ

النائبة سها سعيد عضو مجلس الشيوخ
النائبة سها سعيد عضو مجلس الشيوخ

بقلم/ النائبة‭ ‬سها‭ ‬سعيد

 

احتاجت المرأة الى أكثر من ثلث القرن بين أول مشاركة سياسية أثناء ثورة 19 ضد الاحتلال البريطانى وحتى اقرار حقها الدستورى بالمشاركة السياسية من خلال دستور 56 الذى ساوى بينها وبين الرجل فى مباشرة الحقوق السياسية من حيث الحق فى التصويت والترشح ايضا، ولم تدخر المراة المصرية جهدا فبالاضافة للمشاركة فى التصويت ضمن قواعد الناخبين، ترشحت النائبة راوية عطية لمقعد فردى حصدت من خلاله على ما يزيد على 110٫000 صوت. ثم عام 62 شاركت المرأة لاول مرة فى الحكومة، حين كلفت الوزيرة حكمت ابو زيد بحقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية.

 

وظلت محاولات المرأة فى انتزاع الفرص غير الممنوحة تنجح مرة وتتراجع 1000 مرة أمام جمود مجتمعى فى تقبل الوجه النسائى سياسيا أو حتى الثقة فى قدراتها. حتى أظهرت القيادة السياسية الحالية من اللحظة الأولى تحيزها للمرأة والعزم على منحها فرصا حقيقية تثبت منذ خلالها جدارتها بالمساهمة فى النهوض بالأمة المصرية وصناعة مصر الجديدة

 

بدا وكأن القيادة السياسية قد بنت قرار التوسع فى تمكين المرأة على مشاهدات لدور المرأة خلال العقد المنصرف المملوء بالزخم على كل الأصعدة، حيث أظهرت المرأة فى كل خطوة انحيازها للدولة المصرية فقط، حين شاركت فى كل الاستحقاقات الانتخابية، كما شاركت فى الحراك الشعبى ضد الجماعة الارهابية على مدار عام 2012 حتى يوم 30 يونيو الذى خرجت فيه بأولادها غير آبهة بتهديدات الارهابيين. ثم براعتها فى العبور بالمصريين جميعا من تبعات خطة الاصلاح الاقتصادى حين أحسنت ادارة بيتها ومتطلبات أسرتها أثناء ارتفاع مستوى التضخم  الذى لولاها لما نجح البرنامج فى جميع مراحله، وقدمت دورا وطنى مارسته بفطرتها السليمة حين كانت تضبط ايقاع الغضب الذى قد يظهر على أفراد أسرتها حيال بعض مواقف الدولة وما يشكك فيه أهل الشر لشق الداخل المصرى فكانت المرأة بالمرصاد.

 

وضع الرئيس ثقته فى المرأة المصرية من خلال 8 حقائب وزارية منها بعض وزارات المجموعة الاقتصادية ووزارة التخطيط وهى الملفات التى كانت مغلقة على الرجال فى الحكومات السابقة. كما أن التعديلات الدستورية أتت بعدد 162 مقعدا للمرأة فى مجلس النواب و40 مقعد آخر فى مجلس الشيوخ. لم تخذل المرأة القيادة السياسية، فالأداء الحكومى للوزيرات يعكس صواب رؤية السيد الرئيس، وبدايات الفصل التشريعى الحالى لمجلس النواب تبشر بحضور مشرف ومؤثر للمرأة، كله فى سياق إنجاح التجربة، ولم يبق إلا أن تستكمل بالمستوى الأخير من الاستحقاق الديمقراطى وهو انتخابات الحكم المحلي، والمنتظر أن تكون المراة هى الحصان الأسود، فبتطبيق النص الدستورى يصل عدد مقاعد المرأة الى 14000 مقعد على مستوى المجالس المحلية، وكل الأمل المقترن باليقين أن يعبر أداؤها عن المزيد من النجاح للتجربة.