اقترح العلماء وجود البعد الخامس الذي يجمع العوالم الكونية، وذلك في بحث نُشر حديثًا، قدم فيه فريق ألماني وإسباني تفسيرًا للمادة المظلمة «المادة الغامضة»، وغير المرئية التي تشكل أكثر من ربع الكون المعروف.
وبحسب صحيفة " ذا صن البريطانية"، تعتمد نظريتهم على وجود جسيم افتراضي، إذا كان حقيقيًا، سيكون قادرًا على الانتقال إلى البعد المقترح حديثًا.
وفقًا لتقارير "Motherboard"، يمكن أن يلقي أخيرًا الضوء على واحدة من أكبر الألغاز التي أذهلت المجتمع العلمي في القرن الماضي، حيث يعتمد فهمنا للكون على وجود المادة المظلمة، التي تفسر الحركات غير المبررة للنجوم داخل المجرات، ومع ذلك، ونظرًا لأنه لا يمتص الضوء أو يعكسه، فهو غير مرئي، وهو ما يجعل العلماء لم يلاحظوه أبدًا.
وبحسب العلماء، فهذا يعني أن كل ما نعرفه عن الواقع، مبني على افتراض أن المادة المظلمة موجودة بالفعل، ولكن ليس هناك أي دليل ملموس على ذلك.
وفي محاولة جديدة لإثبات حقيقة أن المادة "المراوغة" حقيقية، اقترح العلماء في جامعة يوهانس جوتنبرج ماينز وجامعة غرناطة، جسيمًا نظريًا دون ذري جديد، وهذا الجسيم، الذي لم يتم اكتشافه بعد، يربط المادة المظلمة بالمادة المرئية، التي تشكل معظم الكون، وللقيام بذلك، ينتقل الجسيم بين أربعة أبعاد معروفة للكون - الفضاء ثلاثي الأبعاد زائد الوقت - إلى البعد الخامس الافتراضي.
وقال أحد أعضاء الفريق: "إذا كان هذا الجسيم الثقيل موجودًا، فإنه بالضرورة يربط المادة المرئية التي نعرفها والتي درسناها بالتفصيل مع مكونات المادة المظلمة".
وأضاف أن النظرية تفترض أن "المادة المظلمة تتكون من الفرميونات الأساسية" - نوع من الجسيمات دون الذرية التي "تعيش" في البعد الإضافي.
وأوضح العلماء أن الجسيم من المحتمل أن يعمل بشكل مشابه ويتفاعل مع "بوزون هيجز" وهو جسيم أساسي مسؤول عن وجود الكتلة، ولسوء الحظ - على عكس بوزون هيجز- سيكون ثقيلًا جدًا بحيث لا يمكن اكتشافه بواسطة أي مسرع جسيمات موجود اليوم.
وكتب الباحثون في ورقتهم، بافتراض وجود الجسيم والبعد الخامس الذي يتنقل فيه، إلا أنه "يمثل نافذة فريدة" على المادة المظلمة.
وبدون طريقة لاختبار النظرية، لا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كان الاكتشاف حقيقة قائمة أم مجرد فرضية لا وجود لها.
وأخبر العلماء موقع "Motherboard" أنهم يأملون في أن يضع الخبراء الآخرون نموذجهم في الاعتبار عند البحث في فيزياء الجسيمات، وقالوا: "قد يؤدي هذا في النهاية إلى تاريخ كوني مثير للاهتمام للكون، وهذا خط بحث مثير للاهتمام، نخطط لمتابعته في الأشهر المقبلة."
