على صفيح ساخن

دعواتكم لشفاء تهاني إبراهيم

حسين عبدالقادر
حسين عبدالقادر

ما أصعبها هذه المرحلة من الزمان التي كتب علينا أن نعيشها فهذا هو قدرنا...كل لحظة تمر حتي أصبح معتادًا أن تتلقي أخباراً من أوقعهم حظهم في طريق هذا الفيروس اللعين. تهاني إبراهيم كانت آخر من عرفت كورونا الطريق إلي منزلها فأصيبت هي وشقيقتها التي توفيت، بينما تعاني إبراهيم  تدهور حالتها إلي الغيبوبة وارتبطت حياتها بأجهزة التنفس الصناعي، وخراطيم العناية المركزة.

لا أملك لها الآن سوي الدعوات وأدعو غيري أن يدعو لها بظهر الغيب أن يشفيها.. تهاني إبراهيم مدير تحرير أخبار اليوم السابقة تميزت واكتسبت شهرة واسعة في مجتمعنا خلال حقبة الثمنينيات وحتي منتصف العشرينيات بمئات الحوارات والتحقيقات الصحفية التي تصدت خلالها لعشرات الموضوعات المؤثرة في كل المجالات، واكتسبت معظم تحقيقاتها  شكل الحملات الصحفية بتناولها بحث وعلاج مشكلة أو ظاهرة، وتظل تتابعها طوال عدة أسابيع حتي تصل إلي حل.. بدأت تهاني إبراهيم أول حملاتها الصحفية وهي في بداية التحاقها ببلاط المهنة  عن مساوئ قانون الاصلاح الزراعي ومعاناة الفلاحين البسطاء بسبب سوء تطبيق وفساد القائمين علي المشروع، كان الجميع ينتظر اخبار اليوم كل سبت لمتابعة  ما تفجره تهاني ابراهيم من قضايا شائكة وحادة في حملاتها الصحفية... اتذكر لها من بين خبطاتها الصحفية المميزة. هو انفرادها بمقابلة ومحاورة فتاة المعادي التي تعرضت للاغتصاب  في أشهر حادثة اغتصاب عرفتها مصر، رغم حالة التعتيم علي شخصيتها التي تنتمي لواحدة من العائلات النافذة في المجتمع..

أدعو لأستاذتنا من كل قلبي أن يشفيها الله، وأن أتذكر مآثرها علي كل الأجيال التي عاصرتها. ..تعلمنا منها الكثير.. أنا شخصيًا تعلمت منها أهم درس في حياتي المهنية، وهو أن يكون هناك فاصل تام بين العلاقة الشخصية وبين العمل، فكم من مرات عديدة كان هناك سوء فهم مع أحد الزملاء يؤدي إلي قطيعة مؤقتة، وأفاجأ اثناء مناقشة موضوعات الجريدة بأنها تتولي الدفاع بحرارة عن شغل الزميل الغائب عن الحضور عندما يكون انتاجه من المستوى المتميز...عملها الدؤوب مكنها من إقامة علاقات من المستوي الرفيع مع كبار المسئولين في ذلك الوقت الذين كان الجميع منهم يحرص علي استمرار علاقتهم بها....

أتمني من الله أن يشفي تهاني إبراهيم بحق ما قدمته للمجتمع من عطاء، فهي لم تكن فقط الصحفية الناجحة، وإنما الأستاذة التي لم تبخل بعلمها علي أجيال الصحفيين.