«بعد عام من كورونا».. المسرح لم يفقد بريقه في مواجهة «الجائحة»

المسرح
المسرح

تأثر المسرح المصري "قطاع عام أو خاص"، بأزمة جائحة كورونا، التي بدأت منتصف مارس 2020، ومستمرة إلى الوقت الحالي، حيث نواجه الموجة الثانية من الفيروس، وتأثرت جميع المجالات على مستوى العالم.

ونظرا لاستمرار الجائحة، تأثرت المسارح حيث بدأت التكنولوجيا تكون هي البديلة والاختيار الأمثل للتعايش مع تداعيات "كورونا"، وذلك في مختلف المجالات بما فيها الفنون، الذي كان الاتجاه خلال فترة بداية الأزمة إلى اللجوء للعروض المسرحية الافتراضية عبر الانترنت.

ورغم غياب أهم قاعدة في المسرح وهو الاتصال المباشر مع الجمهور المتلقي، فإن هناك العديد من العروض المسرحية التي قدمتها وزارة الثقافة عبر شبكة الإنترنت، وذلك في الفترة التي أغلقت فيها المسارح بشكل كامل، ووصل عدد تلك العروض إلى 13 عملا تم تقديمهم على قناة وزارة الثقافة عبر موقع "اليوتيوب"، ولكن هذه التجربة لم تلق النجاح المرغوب بسبب فقدان أهم قاعدة في المسرح وهو اللقاء المباشر مع الجمهور، حيث يفقد العرض المسرحي جاذبيته حينما يكون خلف شاشة كمبيوتر، بالإضافة إلى تقديم عدد محدود من المسرحيات على المسرح المكشوف وساحة الهناجر بدار الأوبرا.

ومع ذلك، أثبت المسرح المصري، خلال تلك الفترة، قدرته على البقاء رغم الظروف الصعبة والاستثنائية القائمة، ولم تؤثر فترة إغلاق المسارح لمدة 4 أشهر تقريبا، بشكل كبير على وجود الأعمال المسرحية، وإن كان تأثر خلالها إنتاج الأعمال الجديدة بشكل ملحوظ، ولكن حينما تم إعادة فتح المسارح بنسبة حضور 25 أو50%، مع الالتزام وتطبيق الإجراءات الإحترازية والوقائية، تم عرض عددا لا بأس به من المسرحيات سواء كان قد تم إنتاجها من قبل وتم تمديد عرضها مثل "أفراح القبة" و"المتفائل" و"رحلة سعيدة" و "الحادثة" و"ظل الحكايات" و"حريم النار" و"ريسايكل" و"يوم أن قتلوا الغناء".

كما قدمت عروضا حديثة مثل "الوصية" و"عيلة الفقري" و"أبي تحت الشجرة" و"جنة هنا" و"سيد درويش"، وكان البيت الفني للمسرح قد أنتج خلال هذه الفترة 35 عرضا مسرحيا جديدا، منها 20 عرضا تم تقديمها على مسارح البيت الفني المختلفة. 
ووصل عدد ليال العرض- حسب بيان أصدره البيت الفني للمسرح منذ فترة-  إلى 720 ليلة عرض بحضور جماهيري وصل إلى 60 ألف مشاهد خلال العام، وكانت مسرحية "أفراح القبة" إنتاج فرقة مسرح الشباب هي الأعلى في ليال العرض، حيث وصلت ليال عرضها إلى 72 ليلة عرض، وكان أكثر العروض حضورا جماهيريا "المتفائل" من إنتاج فرقة المسرح القومي.

وعلى الجانب الآخر، واصل القطاع الخاص تقديم عروضا مسرحية - على استحياء - نظرا لظروف جائحة كورونا، حيث استمر الفنان أحمد عز في تقديم مسرحيته "علاء الدين" مع مراعاة تطبيق الإجراءات الاحترازية ونسبة الحضور الـ50% من استيعاب المسرح، وكذلك قدم الفنان يحيى الفخراني مسرحية "الملك لير" لفترة ثم توقفت أيضا، وحاليا يقدم المخرج مجدي الهواري أيضا مسرحية جديدة بعنوان "هابي نيو يير بالعربي" بطولة بيومي فؤاد، محمد عبد الرحمن، محمد أنور، كريم عفيفي، وشيماء سيف، والتي تم افتتاحها الشهر الماضي.

 كما يواصل "مسرح مصر" عروضه، حيث تعرض حاليا مسرحية "صباحية مباركة"، وكذلك يستمر الفنان أشرف عبد الباقي في تقديم عروضا على خشبة مسرح نجيب الريحاني ويقدم مسرحية "اللوكاندة".