أسرار من حياة أم كلثوم.. أول «ركوبة» حمار 

أسرار من حياة أم كلثوم.. أول «ركوبة» حمار 
أسرار من حياة أم كلثوم.. أول «ركوبة» حمار 

مجموعة من الحقائق تحدثت عنها أم كلثوم أزاحت الستار من خلالها عن تفاصيل حياتها وأسرتها في مقال نشرته مجلة آخر ساعة تحت عنوان «قصتي الحقيقية».

 

كوكب الشرق أم كلثوم تحدثت عن أن أول شيء فكر فيه والدها بعد تحسن حالتهم المادية هو طعامها؛ حيث سمع أن البيض يحسن الصوت فكان يطعمها كل يوم خمس بيضات، حتى مُنعت من البيض نهائيًا، وأصبحت أماني حياتها أن تأكل بيضة واحدة.

 

سيدة الغناء العربي كتبت في 16 يونيو 1948 لمجلة آخر ساعة مقالتها ونشرتها المجلة على متن صفحاتها مع مجموعة من الصور النادرة لها:

 

حقيقة مع الغناء

 

أم كلثوم قالت: «لقد بدأت أغني وعمري ثماني سنوات، وكان ذلك عند مأذون قريتنا (مطاي) وغنيت يومها (أقول لذات حسن ودعتني..بنار الوجد طول الدهر آه)، ولم أتقاض مليمًا فقد كان شرفا لنا أن تغني عند المأذون».

 

أول أجر

 

وواصلت أم كلثوم حديثها: «سمعني أهل القرية المدعوون عند المأذون وقالوا إن صوتي جميل، وفي اليوم التالي دعيت في فرح خفير نظامي في عزبة الحوال بقرب قريتنا، وقد غنيت هناك إلى الصباح، وفي تلك الليلة تقاضيت أول أجر في حياتي، وكان عشرة قروش صاغ، ولم يكن هذا نصيبي وحدي، وإنما كان أجرة الفرقة المكونة من والدي وأخي خالد وأنا».

 

اقرأ أيضًا| أم كلثوم في زيارة خاصة للبحرية الأمريكية.. فما السر؟

 

ومضت في حديثها: «وبدأت القرية تردد اسمي، وبعد ذلك بخمسة أيام، أقام الحاج يوسف تاجر الغلال بالسنبلاوين ليلة ودعانا لإحيائها، وغنت في تلك الليلة أغنية (حسبي الله من جميع الأعادي وعليه توكلي واعتمادي)، وبقيت أغني من الساعة التاسعة مساءً حتى الساعة الثانية صباحًا بغير انقطاع».

 

وتحكي: «كم كان سرورنا عندما دس صاحب الفرح يده في جيبه وأعطانا أجرنا الضخم، وكان في ذلك الوقت خمسة وعشرين قرشًا، واعتبرنا أنفسنا بهذا المبلغ من الأغنياء».

 

أول حفلة بتذاكر

 

وبعد ذلك فكر حسن أفندي حلمي التاجر بمحطة أبو الشقوق في إقامة ليلة يكون الدخول فيها بأجر، وكان الدخل خمسة قروش في الدرجة الأولى، وثلاثة قروش في الدرجة الثانية، ومجانا في الدرجة الثالثة، أي يقف المتفرج من وراء الخيمة. 

 

أول جنيه

 

ونجحت الليلة نجاحًا لم يخطر على بال أسرة أم كلثوم، فقد حضر متفرجون من القرى المجاورة، وكان من بين هؤلاء بعض أهالي المنصورة فأقبلوا يهنئونها.

 

وهنا تتحدث قائلة: «لم أعرف أني نجحت إلا عندما أعطانا صاحب الليلة جنيهًا ونصف، ونظرت إلى الجنيه في دهشة، فقد كان أول جنيه أراه في حياتي.. ودعانا عبدالمطلب أفندي الموظف بدائرة المرحوم الشناوي باشا في الأسبوع التالي ببندر المنصورة بأجر قدرة جنيه ونصف في الليلة بما في ذلك مصاريف الانتقال».

 

وتمضي في كلماتها: «بدأت أشعر أني انتقلت من مطربة محلية إلى مطربة عالمية وذلك أني دعيت بعد ذلك إلى الغناء في مركز أجا، ثم وجدت نفسي انتقل من مديرية الدقهلية إلى مديرية الشرقية فغنيت في كفر صفر».

 

ركوب الحمار

 

وتروي كوكب الشرق: «وفي عام 1915 كنت أركب حمارًا ويسير أبي وأخي على أقدامهما، وفي عام 1916 زاد إيرادنا فكنا نركب نحن الثلاثة حميرًا».

 

ومن الطريف أن أهل الفرح كانوا يحضرون الحمير لنذهب إللا الفرح وبعد انتهاء الفرح يتركوننا نعود إلى بيتنا مشيا على الأقدام.

 

ارتفاع الأجر والكمساري

 

حتى عام 1919 كانت أم كلثوم تركب الدرجة الثالثة في قطار السكة الحديد، ثم ارتفاع أجرها بارتفاع القطن فوصل إلى 8 جنيهات ثم قفز إلى عشرة جنيهات.

 

وتضيف: «كنا نجلس في الدرجة الثانية وأغني للكمساري وفي مقابل هذا يسمح ببقائنا في الدرجة الثانية بتذاكر الدرجة الثالثة، وكنت أغني لهذا الكمساري طوال الطريق ولا أقف إلا في المحطات».

 

أول تلغراف

 

وأول بيت رجل كبير دخلته كان منزل حمزة بالمحلة الكبرى وكان الداعي نعمان الأعصر باشا عمدة المحلة وقد أرسل يدعونا بالتلغراف.

 

كان هذا أول تلغراف تلقته أم كلثوم في حياتها، إذ تقول: «كلفنا بأن نرسل له خطابًا بالقبول، وغنيت وأعطاني ثلاثة جنيهات فقط، ولم أقل شيئا فقد أعطاني المبلغ في كوفيه حرير».

 

الشيخ أبو العلا

 

لم يكن هذا المبلغ قليلا، ففي تلك الليلة رآها الشيخ أبو العلا محمد لأول مرة، ومنذ ذلك الوقت تغير مجرى حياتها، فقد سافرت مع الشيخ أبو العلا إلى مصر وتتلمذت عليه.

 

أماني الحياة

 

كان أول شيء فكر فيه والد أم كلثوم بعد أن تحسنت حالتها المالية هو طعامها، وقد سمع أن البيض يحسن الصوت فكان يجعلها آكل خمس بيضات كل يوم.

 

وقد ظهر أن هذا البيض الكثير يتلف المرارة، ونتج عن هذا أن الأطباء قاموا بمنعها من أكل البيض، وفي كثير من الأحيان أشعر أن من أعظم أماني حياتي أن أكل بيضة واحدة.
 

أم كلثوم.. واحدة من أعظم فنانات التاريخ، حفرت اسمها بأحرف من نور بأغاني محفورة في ذاكرة العرب جميعًا، واليوم تمر ذكرى وفاتها في 3 فبراير 1975.