«أمين العليا للأخوة الإنسانية»: الأزهر سطر تاريخًا جديدًا بقيادة الإمام الطيب

الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية
الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية

قال المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، إن وثيقة الأخوة ‏الإنسانية انطلقت قبل عامين بمجهود مشترك من قائد ملهم وفذ هو فضيلة الإمام ‏الأكبر أحمد ‏الطيب، شيخ الأزهر، الذي سطر مسيرة السلام ورسم طريق الأخوة الإنسانية، وصاغ بنودها ‏برحمة وحب، ورجل محب للسلام هو قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، ‏وبدعم ‏مخلص صادق من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، راعي ‏وثيقة الأخوة الإنسانية، حيث دعم هذه الوثيقة بكل صدق وإخلاص لإخراجها من بين دفتيها ‏إلى مبادرات ومشروعات واقعية.‏

 

وأكد عبد السلام خلال كلمته اليوم في احتفالية الأزهر الافتراضية عبر الإنترنت باليوم العالمي ‏للأخوة الإنسانية، إن التحدي الأكبر بعد التوقيع على الوثيقة‏ كان نقل مبادئ الوثيقة التاريخية ‏إلى أرض الواقع، ‏وهو طريق ومشروع صعب للغاية يحتاج إلى تضافر الجهود لكي نمضي ‏بالسرعة المطلوبة ونحقق أهداف الوثيقة، وقد أطلقنا عدة مبادرات تستهدف الشباب والمرأة ‏والتعليم والثقافة والحوار بين أتباع الأديان، وأطلقنا مشروعات استراتيجية مثل البيت ‏الإبراهيمي وهو رسالة بأن طريق البشرية واحد وأن لكل دين خصوصيته، وخصوصية الأديان ‏من أهم رسائل الأخوة الإنسانية.‏

 

وتقدم المستشار عبد السلام بالشكر إلى الدبلوماسية المصرية والعربية حيث شكلت ‏الدبلوماسية العربية وخصوصًا المصرية والإماراتية والسعودية والبحرينية تحالفًا إنسانيًّا لإحراز ‏هذا الهدف السامي بالاستجابة لمبادرة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية باعتماد يوم توقيع وثيقة ‏الأخوة الإنسانية يومًا ‏دوليًّا يُحتفى به كل عام، والملهم في هذا القرار أنه جاء بالإجماع خلال ‏أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهذا يدل على أن الأخوة الإنسانية لا خلاف عليها.‏

 

وعبر عبد السلام عن ثقته وأمله في أن تدخل الأخوة الإنسانية في عامها الثالث مرحلة عالمية ‏جديدة، مرحلة تصل فيه إلى العقول ‏والقلوب، لتصبح بمثابة المظلة الجامعة للبشرية، وتكون ‏الوثيقة دستورها الأخلاقي الذي يمنعها ‏من الانزلاق وراء نزعات الهيمنة والسيطرة والقضاء ‏على الآخر، وبالطبع لن نفعل ذلك ‏بالأحلام والتمني، بل يحتاج ذلك منا إلى عمل دؤوب يسير ‏وفق خطط مدروسة ومعدة تراعي ‏مشكلات العالم المعقدة وتسعى لحلها دون كلل أو ملل سعيًا ‏لسعادة وخير الإنسانية، وقد أثبتت لا أزمة كورونا أنه لا نجاة ‏‏للإنسانية بدون أخوة حقيقية ‏تجعلها أقوى في وجه كل الأزمات والكوارث.‏

 

واختتم الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية كلمته بالتأكيد على أن الأزهر سطَّر بقيادة ‏الإمام الطيب تاريخًا جديدًا برعايته لوثيقة الأخوة الإنسانية، ولا ‏زال يقدم للإنسانية المحبة ‏والسلام من خلال الجهد الكبير الذي يشارك به بقياداته وجامعته ‏ومعاهده ومختلف هيئاته ‏من أجل تطبيق الوثيقة، فأثبت بذلك أنه مؤسسة جديرة بالمسؤولية ‏الكبيرة الملقاة على ‏عاتقه تجاه الإنسانية، معربًا عن شكره وتقديره للأزهر ومؤسساته وهيئاته وطلابه وفريق ‏شباب صناع السلام الذين شاركوا بأفكار مبدعة، ويعملون بجد وإخلاص منقطع النظير من ‏أجل نشر مبادئ ‏وثيقة الأخوة الإنسانية، لذا فنحن نرى فيهم شريكًا أساسيًا وفاعلًا في كل ‏مبادراتنا، ونعول عليهم كثيرًا في العمل لأجل ‏السلام والعدل والحق لكل البشر.‏

 

جاء ذلك خلال احتفالية الأزهر الافتراضية عبر الإنترنت باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، اليوم ‏‏الأربعاء، بمشاركة لفيف من ‏علماء الأزهر والكنائس المصرية والعالمية والخبراء والأساتذة في ‏‏مجال الأديان ‏والقانون والاجتماع والإعلام والأدب، للحديث حول دور وثيقة الأخوة الإنسانية ‏‏في ‏إرساء السلام العالمي والعيش المشترك، ودور المؤسسات الدينية والدولية في تعزيز ‏الأخوة ‏‏الإنسانية، وذلك بعدما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ‏الخامسة والسبعين ‏ذكرى ‏توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية 4 فبراير يوما عالميا للأخوة ‏الإنسانية، حيث وقع شيخ ‏الأزهر وبابا ‏الفاتيكان هذه الوثيقة التاريخية ‏في أبو ظبي يوم 4 فبراير 2019.‏

اقرأ ايضا:وكيل الأزهر: وثيقة "الأخوة الإنسانية" تضمنت قيماً نبيلة نصت عليها الشرائع السماوية