رغم ذروة انتشاره.. «الفقاعة» تهزم كورونا بالضربة القاضية

 سحب مسحات فيروس كورونا لأحد اللاعبين بالمونديال
سحب مسحات فيروس كورونا لأحد اللاعبين بالمونديال

خطة‭ ‬الصحة‭ ‬الاحترازية‭ ‬صارمة‭ ‬وتشمل‭ ‬لجان‭ ‬طبية‭ ‬وغرفة‭ ‬أزمات‭ ‬و‮٨٠‬‭ ‬سيارة‭ ‬إسعاف

زايد‭: ‬حرص‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬سبب‭ ‬نجاح‭ ‬البطولة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة

مجاهد: ‬أجرينا‭ ‬مسحات‭ ‬الـ‭ ‬PCR‭ ‬للمشاركين‭ ‬كل‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ..‬وحرصنا‭ ‬على‭ ‬إلزام‭ ‬الجميع‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الوقائية

نجحت مصر في تنظيم بطولة كأس العالم لكرة اليد كأول دولة أفريقية تستضيف هذا المونديال، وثاني دولة غير أوروبية تنظم المسابقة بعد اليابان التي نظمتها عام 1997ـ وسط إجراءات احترازية غير مسبوقة للحفاظ على الفرق المشاركة فى المونديال فى ظل تفشى كورونا.

وتعد النسخة الحالية التى تنظم على أرض مصر الأصعب، وليست كسابقتها الـ 26 نسخة التى نظمت مسبقًا، وذلك لأنها تطلبت مجهودات مضاعفة وتنظيما فاق كل التوقعات لمنع انتشار فيروس كورونا فى ذروة موجته الثانية بين الفرق المشاركة وعددها 32 فريقا لأول مرة بعد أن كانت 24.

كانت البداية بتوجيه الرئيس عبدالفتاح السيسى بتنظيم البطولة بالشكل الذى يليق بمكانة مصر، وبعدها بدأت الجهات المعنية في القيام بدورها فما بين وزارتي الصحة والشباب والرياضة والاتحاد المصري لكرة اليد، والكل سعى جاهدًا لنجاح البطولة.

تجيب "الأخبار" في التقرير التالي عن كيف نجحت مصر في ظل هذه الظروف الصعبة على تنظيم مثل هذا الحدث العالمي الذي بدأ في 13 يناير الجاري مستمرًا إلى 31 يناير الجاري؟، بالإضافة إلى تنفيذ الإجراءات الاحترازية في صالات المباريات وعددها 4 صالات: صالة ملعب القاهرة الدولي، وصالة العاصمة الإدارية الجديدة، وصالة مدينة السادس من أكتوبر القريبة من القاهرة، وصالة ملعب برج العرب بمدينة الإسكندرية، والفنادق وأماكن تحركات الفرق المشاركة كيف هزم المونديال فيروس كورونا بالضربة القاضية.

ووضعت وزارة الصحة خطة التأمين الطبى لبطولة كأس العالم لكرة اليد بإشراف د. هالة زايد وزيرة الصحة، لضمان تطبيق كل الإجراءات الوقائية والاحترازية والطبية لسلامة ضيوف مصر من مختلف دول العالم حرصًا على نجاح هذا الحدث العالمى الذى تستضيفه مصر، من خلال تأمين كل فعاليات وأنشطة البطولة بصورة مشرفة بما يليق بمصر ومكانتها، وبما يدعم خطة الدولة لتنشيط السياحة.

 مراقبة صحية على الأطعمة بداخل الفنادق

لجان مشرفة

بدأ الأمر بتشكيل لجنة طبية مشرفة على تطبيق هذه الإجراءات ترأسها د. علاء عيد رئيس قطاع الطب الوقائي في الوزارة، لكن الأمر استدعى التعامل بأسلوب مختلف لتحجيم انتشار الوباء، واعتمدت الصحة تطبيق سياسة المجموعة المغلقة "full "Bubble, وهي مجموعة ثابتة من العاملين بالفنادق والفريق الطبي تكون مصاحبة لكل فريق من الفرق المشاركة فى البطولة، وذلك لتقليل الاختلاط حيث تخضع (المجموعة) إلى التحركات المحدودة بين فندق الإقامة وصالات التدريب أو المباريات فقط، مع التشديد داخل المجموعة على تقليل الكثافات والتشديد على الالتزام بارتداء الكمامات وتعقيم الأيدى والتباعد الاجتماعي، بالاضافة إلى أن هذا النظام مغلق يتم فيه حصر الفرق المشاركة في البطولة منذ بدايتها وعدم السماح بخروجهم أو دخول أي أشخاص آخرين داخل الفقاعة حتى انتهاء البطولة نهائيًا وعودة المنتخبات حتى لا تنتقل العدوى بين المشاركين.

حرص القيادة السياسية

وأكدت وزيرة الصحة د. هالة زايد أن حرص القيادة السياسية على تشديد الإجراءات الوقائية لمكافحة فيروس كورونا، كان سببا في إخراج البطولة بالشكل الذى يليق بمكانة مصر، فى ظل هذه الظروف الصعبة، موضحة أن خطة التأمين الطبي بدأت قبل فعاليات البطولة من خلال تشكيل لجان من وزارة الصحة لحصر ودراسة اللوجستيات الطبية واحتياجات البطولة.

لكن كان هناك إجراءات أكثر حرصا تحسبًا لحدوث أى طارئ، حيث تم تخصيص مستشفى للعزل فى القاهرة والإسكندرية لنقل أي إصابات بكورونا قد تحدث للمشاركين فى البطولة الدولية، و4 مستشفيات لعلاج إصابات الملاعب منها اثنان فى القاهرة وثالث في الجيزة والرابع بالإسكندرية ومجهزة بجميع التجهيزات الطبية من أشعة وفحوصات وفريق طبي على أعلى مستوى من الكفاءة، و1700 شخص من الفرق الطبية ينفذ هذه الخطة.

سر النجاح

فيما أكد د.خالد مجاهد مستشار وزير الصحة للإعلام والمتحدث باسم اللجنة الطبية للبطولة إن نظام "الفقاعة" يتضمن عزل جميع المشاركين في البطولة والعاملين أيضا حيث إنه منذ بداية وصولهم للمطار يتم عمل اختبار "الأنتيجن السريع" Rapid antigen test كخطوة أولى قبل دخول (المجموعة)، ويتم إجراؤه داخل أتوبيس الفرق فى مهبط الطائرة للمنتخبات الرياضية والفرق، وفى صالات الوصول بالنسبة للقادمين بشكل فردى مثل أعضاء الاتحادات الدولية، وفى مدخل الفندق قبل بدء عمل مسحات الـ PCR للقادمين من داخل مصر، لا يسمح بدخول البلاد لأى شخص بدون تحليل فيروس كورونا PCR بنتيجة سلبي.

وأوضح إذا جاءت نتيجة الاختبار السريع سلبية يسمح للنزيل، بالذهاب لفندق الإقامة والإيجابي يتم إجراء تحليل الـ PCR له في المطار، وينتظر في فندق للعزل لحين ظهور النتيجة وتقديم الخدمة الطبية له، وحال ايجابيتها يغادر لبلاده، أما سلبية العينات فيذهب للفندق.

وقال: فور وصول الوفود للفنادق يتم استقبالهم فى قاعات كبيرة بها تباعد اجتماعى وعمل مسحات الـ PCR لهم ويعد ذلك بمرحلتين للتحاليل لمأمونية عدم انتقال العدوى، وينطبق ذلك على الوفود واللجان المنظمة والاتحاد الدولى لكرة اليد والحكام، وبعد ذلك يتم تعقيم جميع الحقائب.

التوعية بالإجراءات الاحترازية كانت مهمة للمشاركين فى المونديال 

اجراءات احترازية

وأوضح المتحدث الرسمى للجنة الطبية لبطولة كأس العالم لكرة اليد، أنه يتم إجراء مسحات الـ PCR, كل 24 ساعة بدلا من 48 ساعة، للفرق المشاركة من المنتخبات الرياضية وكذلك أعضاء الاتحادات واللجان المنظمة والعاملين بالفنادق، وذلك بقاعات مخصصة لذلك بالفنادق، كما يتم إجراء المسحات في حالات الاشتباه، بالإضافة إلى إجراء مسح حراري بشكل دوري على مدار اليوم، وفي حالة ظهور أي حالات إيجابية يتم نقلها إلى أحد المستشفيات المخصصة لاستقبال الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا بوزارة الصحة والسكان لتقييم الحالة، وإجراء الفحوصات والتحاليل الطبية طبقًا لبروتوكولات التشخيص، وإلى الآن تم سحب 28 ألف مسحة PCR، ونسبة المصابين بهم لا تذكر وتقديم الخدمة الطبية لـ 4 آلاف  شخصا.

عزل الحالات البسيطة

وأشار إلى عزل الحالات البسيطة إكلينيكًا بأحد الفنادق المخصصة لذلك ويتم متابعتهم من خلال فريق طبي بالفندق وإعطاؤهم بروتوكول العلاج لفيروس كورونا، أما الحالات المتوسطة والحرجة يتم عزلها بالمستشفيات التابعة لوزارة الصحة والسكان المخصصة لذلك، لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، كما يتم متابعة المخالطين للحالة وتطهير مكان إقامة الحالة المصابة حال تأكيدها، وهذه الإجراءات تشمل العاملين فى الفنادق، والفريق الطبى داخل الفندق، والسائقين، والصحافة والاعلام وعمال النظافة والاداريين بالملاعب وصالات التدريب، وكل القادمين من الخارج الذين يشترط أن يكون لديهم تحليل PCR لم يمر على اجرائه 48 ساعة.

وأوضح أن كل فندق به 8 غرف لعزل المصابين أو المشتبه في إصابتهم ممن يظهر عليهم أعراض، ويوجد فريق وقائي يمر بشكل دوري لمناظرة الفرق بالاضافة إلى فريقين من الطب العلاجي وهيئة الإسعاف، بالإضافة إلى المراقبين الصحيين ومعمل لسحب العينات، ومسئول تكنولوجيا معلومات لإدخال البيانات على السيستم الخاص بالبطولة.

وقال: "تم تقسيم الملعب إلى 4 مناطق كل منطقة يرمز لها بلون مختلف ويكون لها إجراءات وقائية محددة ويلتزم الأفراد المنتمون إليها بعدم الانتقال إلى منطقة أخرى فى المنطقة الحمراء يتواجد فيها الفرق والطاقم الطبى والإدارى والحكام ومسئولو الاتحاد الدولي، والمنطقة البرتقالي، المصورون والأمن وعمال النظافة، والخضراء الصحفيون والإعلاميون، والزرقاء كانت مخصصة للجمهور قبل إلغاء حضوره".

وأضاف أنه تم التأكيد على ارتداء الكمامات في جميع الأماكن العامة باستثناء اللاعبين والحكام أثناء المباريات والتدريبات، والتأكد من توافر أحواض غسيل الأيدي بالصابون ومستلزمات الوقاية الشخصية في جميع الأوقات مثل الكمامات والمطهرات الكحولية في مختلف أماكن تواجد أفراد البعثات الرياضية: الفنادق، المطاعم، الملاعب، الحافلات، غرف الاجتماعات.

80 سيارة إسعاف

 خارج الملاعب والفنادق توجد حوالى 80 سيارة إسعاف مجهزة لتأمين البطولة، طبيا لنقل أى حالات مصابة، مع ربط كل الفرق الطبية بأرض الملعب والمدرجات والعيادات والنقاط الطبية بسيارات الإسعاف عن طريق جهاز اللاسلكى للتنسيق وإخلاء الحالات الطارئة والمرضية، مع تلقى بلاغات الإسعاف من خلال غرفة عمليات مركزية على الخط الساخن (123) باللغة العربية، بالإضافة إلى الخط الساخن (999) لتلقى البلاغات باللغتين الإنجليزية والفرنسية.

واستطاعت اللجنة تقديم الخدمة الطبية في أماكن متعددة قريبة لأماكن تواجد كل المشاركين، فتم انشاء 25 كشكا طبيا يحتوى على المستلزمات الوقائية من "قفازات − ماسكات− مطهرات"، بالإضافة إلى أجهزة قياس "ضغط، وسكر، وقياس درجة حرارة" وتجهيز عيادة طبية بوحدة عناية مركزة كاملة فى جميع فنادق الوفود تشمل "عربة طوارئ كاملة التجهيزات، جهاز صدمات كهربائية، مونيتور، أدوية ومستلزمات الحالات الطارئة ــ جهاز أشعة متنقل، جهاز سونار متعدد، جهاز تحاليل CBC وكيمياء دم، وصيدلية بها أدوية الطوارئ، كما تم توفير طبيب رعاية مركزة، طبيب أشعة، 2 تمريض، فنى أشعة، وفنى معمل".

وأشار مجاهد إلى توفير عيادات طبية داخل كل صالة رياضية بإجمالى 7 عيادات، وذلك بعد تجهيزها بأدوية الطوارئ، وجهاز التنفس الصناعى المتحرك − المونيتور − جهاز الصدمات، اسطوانات الأكسجين، عربة الطوارئ المجهزة − جهاز رسم القلب، أجهزة القياس المختلفة (السكر، الضغط، نسبة التشبع من الأكسجين)، الضمادات والدعامات المختلفة وأربطة الضغط، مستلزمات دعم المفاصل والفقرات وعمل الجبيرة، وأجهزة الشفط، وذلك بالإضافة إلى عيادات متنقلة لطوارئ الجراحة والعظام وأمراض الباطنة والقلب، وصيدلية متنقلة بمحيط الاستادات.

وقال إنه تم تخصيص فريق من المعامل المركزية بوزارة الصحة والسكان يضم 15 فنيًا وأخصائى تحاليل، يتم مدهم بحاوية فارغة لسحب العينات فيها، من الفندق، وبعدها يتم تسليمها فى مكان معين خارج الفندق ويتسلمها شخص للذهاب بها للمعامل المركزية للتحليل، ويضع حاوية اخرى فارغة دون ان يتقابل الشخصان.

توعية للمشاركين

وأضاف أنه يتم تقديم التوعية اللازمة بالإجراءات الوقائية والاحترازية لفيروس كورونا المستجد لجميع المشاركين فى البطولة من خلال الأكشاك الطبية المتواجدة داخل الاستادات الرياضية وأمام صالات الألعاب وتضم فرقا من المثقفين الصحيين وتوزيع كتيب بجميع الإرشادات، بالإضافة إلى نشر المطبوعات التوعوية بجميع أماكن تواجد أفراد البعثات بـ 6 لغات أجنبية، وتوفير مادة علمية وقائية للعرض على شاشات الإعلانات المرئية، وفى الفنادق والصالات الرياضية، فى إطار الحرص على نشر الوعى خلال فعاليات البطولة.

مرور ميداني

وأوضح أنه يتم تعقيم كل الصالات الرياضية، وغرف الإقامة بالفنادق قبل وصول الوفود إليها بالتنسيق مع وزارة السياحة، والتأكد من توافر التهوية الجيدة بجميع الأماكن، والقيام بأعمال الرقابة البيئية على الأغذية ومياه الشرب عن طريق المرور الميداني الدوري والتأكد من السلامة الصحية لمقدمي الأغذية ومطابقة الغذاء المتداول للاشتراطات الصحية وسحب عينات دورية للتحليل بالمعامل المركزية وكذلك مياه الشرب وحمامات السباحة والصرف الصحي.

وأكد وجود متابعة مستمرة من د.هالة زايد وزيرة الصحة والسكان ود. أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة بشأن التشديد على الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية خلال أنشطة وفعاليات البطولة.