يوميات الأخبار

انظر.. كيف تزوجت النملة من الفيل؟!

سمير الجمل
سمير الجمل

بقلم/ سمير الجمل

عيب يا سيد.. عيل ضعفان يكسبك.. انت بطل وكلاى الأصلى بتاع أمريكا كلمنى دلوقت فى المحمول وبيقولك شد حيلك..

بطلة هذه القصة على طريقة أوزان الملاكمة من وزن "النملة".. وبطلها من وزن "الفيل".. والتشبيه ليس ببعيد أو غريب.. لأن البطل هو فعلا ملاكم من العيار الثقيل.. طول.. بعرض.. بعضلات.. تقريبا هو الأخ غير الشقيق للمعلم "ارنولد شوارزنجر".. فإذا كنت لا تعرفه نستطيع أن نقربها إليك قليلا ولتعتبره "رشدى أباظة" مع الفارق.. أو "الشحات مبروك" بعد التعديل.. أما عن البنت فإذا ما تجاوزنا ووضعنا لها جناحين على طريقة عباس ابن فرناس.. فإنها ستطير من أول نفخة.. هو جارها يسكن فى البيت المواجه لبيتها.. وهى تستطيع من البلكونة أن تراه فى الرايحة والجاية.. البنت داخلة على الثلاثين وهو السن التى تعتبرها أغلب فتيات العرب اشارة العنوسة وأول طريق اليأس والاحباط.

وذات مساء وهى مع كوب الشاى الكشرى وأمها.. كان الكابتن "سيد كلاى" وهذا هو اسم شهرته عائدا من التمرين وكان قد حصل على بطولة الجمهورية من أسابيع وبدأت بعض الجرائد تنشر صورته على استحياء.. وفى يوم لم تكن فيه تغطية لمباريات كرة القدم لان لها الأولوية وفقا لنظرية "الجمهور عايز كده" وعلى أساس ان اللعبات الفردية فى دنيا الصحافة الرياضية هى ابنة البطة السوداء.

"سمية" وهذا هو اسمها وأرجو أن تحتفظ به سرا بينى وبينك وألا يخرج عن نطاق هذه الصفحة حفاظا على سمعة بنات الناس..

سمية التى هى من وزن "النملة" قررت أن تتزوج من "سيد" الذى هو من وزن "الفيل".. أما كيف؟ ومتى؟ وأين؟.. فكلها علامات استفهام ليست لها اجابة لا عند سمية ولا الست والدتها التى ضربت بكفها على صدرها فكاد أن يسقط منها أرضا.. عندما سمعت الخبر من ابنتها!

سمية المذكورة حتى لا تذهب برأسك هنا أو هناك ليست من النوع الجرىء.. أو "الملحلح" فهى على حد وصف أمها "طوبة" لا تعرف إلا أن تضرب رأس من يحاورها فهى على سبيل المثال لا الحصر ليست مثلا فى دردحة "نوسة" بنت أم "كفاءة" الأسطى الكهربائى التى ذهبت كمندوبة مبيعات كحيانة إلى صاحب أجنس سيارات وخرجت من عنده وفى يدها مفتاح سيارة على أحدث موديل.. وفى نفس سلسلة المفاتيح.. مفتاح بيت العدل الذى سيجمعها بصاحب الأجنس الأبهة.. وعلى اثر ذلك نقلت اسرتها العدمانة من العشوائيات إلى الفوقيات وسكنت العلالى.. هذه هى نتيجة دردحة نوسة.. أما عن التفاصيل وكيف استطاعت أن "تبرم" بسلامته "ميمى باشا" صاحب الأجنس.. فهذه من الأسرار التى لا يجوز الإفصاح عنها إلا بعد 25 سنة مثل الوثائق السرية للدول.. والمهم أن "ميمى" المعروف بأنه لافف وداير وابن سوق لم يأخذ فى يد نوسة إلا القليل.. ويا عينى عليها كما قالت بنات المنطقة: الناس تدخل "الأجنس" لكى تركب سيارة.. وبنت الإيه ركبت الأجنس كله.

وبالعودة إلى "سمية" التى قررت أن تختصر كل الطرق التقليدية المعتادة.. فلا هى ذهبت إلى الست جارتهم أم كلاى وسألتها عما تريده من السوق ولا هى مدت يدها معها فى شغل البيت.. ولا فتحت معها المواضيع النسوانى التى تبدأ وغالبا لا تنتهى بجملة والله يا خالتى انتى وأمى فى محبة واحدة ولكن ما اسهل أن تذهب لكى تسألها:

أنا ناوية أعمل جمعية بـ 5 آلاف جنيه.. وقلت أقولك يمكن الكابتن يدخل معانا فيها.

والجمعية هى عبارة عن مساهمة شهرية بمبلغ من المال لعدد من الأفراد وفى كل مرة من يحل عليه الدور يأخذ المبالغ كلها.. ثم يتكرر الأمر مع غيره.. وبذلك فإن ما يدفعونه على أقساط يأخذونه دفعة واحدة ويدبرون بها أمورهم.

وكان بإمكان سمية أن تلقى بقطعة من الملابس على أساس أن الهوى رماها.. أو تستغل أى مناسبة لتقدم لأم سيد التهنئة مثل "عيد استقلال أمريكا.. واليوم العالمى لحقوق الضفادع.. أو ذكرى فوز العرب بجائزة القرع العسلى".

لا.. لا.. كل هذه تماحيك.. وسائل تحتاج إلى وسطاء وهى على عجل وتريد أن تنقض على الفريسة "دايركت" أو مباشر.

عرفت سمية بأنه سيلعب مباراة مهمة.. وقررت أن تحضر.. حتى لو كانت هى البنت الوحيدة وسط هؤلاء الخناشير الذين يجدون سعادتهم فى ضرب الملاكم لأخيه الملاكم واستثمرت صوتها الاوبرالى فى الصراخ والهتاف وكانت بالطبع لافتة للأنظار.. حتى ان غالبية المتفرجين.. انشغلوا بانفعلاتها عن المباراة.. كأنها سارينة عربة الإسعاف أو المطافى.

لمحها سيد.. وأثناء نظرته إليها.. انتهزها الملاكم المنافس فرصة وسدد إليه لكمة قوية.. كاد أن يسقط على اثرها أرضا بالضربة القاضية.. لكن سمية صاحت بكل قوتها فيه.. وقد نزلت من مقاعد المتفرجين واقتربت من الحلبة ونادت عليه:

اضربه يا سيد.. عشان اتجوزك.. عيب يا سيد.. عيل ضعفان يكسبك.. انت بطل وكلاى الأصلى بتاع أمريكا كلمنى دلوقت فى المحمول وبيقولك شد حيلك..

ولأن سيد من النوع العاطفى الذى يتأثر بأفعال وأقوال حواء.. سرعان ما اعاد شحن بطاريات التحدى والغيظ من منافسه واستعاد حماسه المفقود.. ولم تتوقف سمية عن تشجيعه.. واستفزاز الملاكم المنافس بحركات واشارات.. الأمر الذى اتاح الفرصة لسيد أن يخلص عليه ويكسب المباراة.

مفيش وقت

وقبل أن يسأل سيد عن سبب وجود سمية فى المباراة بشكل مفاجئ وما جاء على لسانها.. كانت قد اقتربت به من مكتب المأذون الشرعى.. وكأنها تحولت إلى مغناطيس منوم تحول سيد معها إلى قطعة من العجين تشكلها كما تريد.. أخبرته انها لا تريد مهرا ولا شبكة.. ولا حتى شقة.. يكفى أن تعيش معه عند أمه.. أو عند أمها.. لحين ميسرة.. واخرجت له مبلغا دبرته لزوم شراء غرفة نوم جديدة ودبلة خطوبة لها.. لان الرجل حاليا يكتفى بدبلة فضة لا يزيد ثمنها على نصف دولار واحد بأى حال..

وبالبلدى أو بالمصرى.. عملت له البحر طحينة.. ومن هول الصدمة أفاق سيد على انه عريس وقد تزوج من سمية وانتهى الأمر وكل التجهيزات وتماحيك البنات قبل الأفراح يمكن أن تتم فيما بعد.. أو لا تتم نهائيا مفيش مشكلة.

بالضربة القاضية فاز سيد على غريمه فوق حلبة الملاكمة.. وبالضربة القاضية جدا فازت عليه سمية فوق حلبة الزوجية.. قررت وصممت ونفذت وقضى الأمر.. وانتصر وزن "النملة" على وزن "الفيل" بفارق العقل والتدبير والتوقيت.

وبعد شهرين من الزواج بالتمام والكمال وعلى مائدة الإفطار نظرت إليه بإمعان ثم صرخت فيه بدون مقدمات:

سيد.. طلقنى يا سيد!

البطل فخم الجثة تحول إلى كتكوت مبلول لا يدرى بما يرد عليها ولما كررت ما طلبت سألها بصوت متحشرج خرج من حنجرته بصعوبة:

اطلقك ليه يا سمية؟

قالت بهدوء وابتسامة غريبة على شفتيها:

− عشان نسيت أعمل فرح والبس الفستان الأبيض زى كل البنات!!

تقاسيم

من دفتر المعازيم

- الزواج مثل الموت.. يتم على أهون سبب وأحيانا بدون سبب.. لكنها الأقدار!

- "الطماطم" اختارت أن تتزوج "الخيار" وتعيش معه فى طبق السلطة.. ولم تكن تعرف أن "الفلفل" سيدخل على الخط وان "البصل" ستكون له كلمته.. ومع ذلك لا تتم السلطة بدون "طماطم".. وكما قالت أم كلثوم "الحب كده".. و"السلطة كده" أيضا!

- يفرح العريس باللحظة التى يوقع فيها على وثيقة الزواج.. ويعتبرها لحظة تاريخية.. وهى كذلك فعلا.. لأن اللحظات هذه فيها الهزائم كما فيها الانتصارات!

- الزواج قرار مصيرى.. ليس المهم أن تكون قادرا على اتخاذه.. لان الأهم اتخاذه فى الوقت المناسب.. ومع الشخص المناسب.. والأهم أن تتحمل نتائج قرارك!!

- كان صديقى مشهورا بحبه لحياة العزوبية وبدون مقدمات عرفنا انه تزوج.. فسألناه: ايه الحكاية؟.. فقال: فكرت اجيب "حتة عيل".. ثم اكتشفت اننى "العيل".. لانى سمعت كلام بعض "العيال" من أصحابي!!