فتوى تحريم عرض المومياوات بالمتاحف.. تُفجِّر خلافاً بين «الآثار» وعلماء الدين

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

 

كتب : دعاء زكريا

أثارت فتوي حرمة عرض مومياوات الفراعنة في معارض سياحية والمتاحف جدلاً واسعاً بين خبراء الآثار وعلماء الدين.

أكد فريق أن نبش القبور حرام يستوى فى ذلك قبور المواطنين والملوك من الفراعنة، مطالباً بضرورة إعادة المومياوات إلى قبورهم مرة أخرى وأن ذلك يتفق مع الشريعة الإسلامية، بينما أباح عرض فريق هذه المومياوات باعتبارها أجساد تيبست منذ آلاف السنين حتى تحولت وأصبحت كالحجر وصارت تاريخ وتراث وحضارة أمة لابد من التعرف عليها وتقديرها أمام العالم.

فى البداية أكد د. بسام الشماع خبير الآثار أن نبش القبور حرام ولو كانت لأجدادنا الفراعنة مطالباً بعدم عرض مومياوات المصريين القدماء في المتاحف وإعادتها لمقابرها في وادي الملوك بالأقصر وأماكن دفنها الأصلية.

وأوضح أن عرض جثامين  المومياوات فى فتارين زجاجية فى المتاحف خطأ كبير من الناحية الدينية ومن الناحية الأثرية لأنهم بشر وليسوا تماثيل ، مشيراً إلى أن كانت معه فى مجموعة سياحية حيث خرجت تبكى من غرفة المومياوات بالمتحف المصرى من هول ما رأته بسبب عرض الجثامين.

مؤكداً أن هذا الأمر غير إنسانى، وقد رفضه المصرى القديم نفسه الذى حذر من دخول مقبرته والعبث بها أو بممتلكاته.

وقال: دشنت حملة « العودة للأبدية «بإعادة المومياوات إلى مقابرها لأنه لا يوجد استفادة على الإطلاق من عرض المومياوات، كما لا توجد جدوى من استخرج الـDNA من مومياء لجثة توفاها الله منذ آلاف السنين.. وأضاف أنه لا توجد جدوى من إدخال مسبار داخل حوض المومياء لأخذ عينة وفي النهاية لكي يقولوا لنا مثلا إن إخناتون هو والد توت عنخ آمون، إنها معلومات نعرفها جميعا والعالم كله يعرفها ومسجلة في كتب التاريخ منذ عشرات السنين، موضحاً أن الجهود البحثية لو وجهت لدراسة الفلك، أو الطب أو الهندسة في مصر القديمة بالتأكيد سوف نكتشف معلومات مفيدة لم نتمكن من اكتشافها من قبل.

واستدل د. الشماع على كلامه بفتوى الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف  جاد الحق على جاد الحق ود. أحمد كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر .. جميعهم أتفقوا على حرمة نبش القبور وعرض المومياوات باعتبارها جثث آدمية لها حرمانية دينية وإنسانية.

وفيما يتعلق بتفسير الآية الكريمة "فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية" ..

الى آخر الآية.. فالمقصود بـ «لمن خلفك» هم المتواجدون في مكان مرتفع خلف فرعون والذين شكوا في موته ليس مومياء ننظر إليها فى فاترينة ونتعظ بها كما فسرها بعض علماء الآثار، مؤكداً أن عرض المومياء إهانة لبنى آدم الذى كرمه الله تعالى كما جاء فى كتابه الحكيم.

وعلى الجانب الآخر أكدت الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر إن حملة عودة المومياوات تستهدف إثارة للبلبلة فى المجتمع والقياس فى هذه القضية خاطئ فهناك فرق كبير بين أجساد تيبست منذ آلاف السنين حتى تحولت وأصبحت كالحجر وصارت تاريخاً وتراث أمة لابد من التعرف عليها وتقديرها أمام العالم وبين أجساد الموتى المتوفين حديثاً فالمومياوات لا ينطبق عليهم مقولة (إكرام الميت دفنه ) لأن تلك المومياوات أصبحت آثاراً وكنزاً لهذه الأمة.

وأوضحت نصير أنه يجب على الذين يتبنون الحملة أن يحسنوا فن القياس من الأصل ويكفوا عن القفز فوق الحقائق المتعارف عليها ، أما عن المقارنة بين أجساد الموتى فى الوقت الحالى وحرمتها فذلك لا ينطبق على تراث تركه لنا أجدادنا منذ زمن بعيد ، مشددة علي ضرورة عدم إقحام الفتاوى الدينية فيها لأن هذا التراث ملك وثروة البلد