نحن والعالم

البيضة الذهبية

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

لاشك أن الاهتمام والجهد العالمى المبذول لإيجاد لقاح فعال لفيروس كورنا غير مسبوق، لا من حيث السرعة ولا الكم. لكن للأسف لا يلقى ايجاد علاج للفيروس نفس الجهد والاهتمام. ففى مقابل أكثر من 108 لقاح تعمل عليها عشرات الشركات والمختبرات، 20 شركة فقط تعمل على تطوير دواء ناجع لعلاج المصابين، وذلك على الرغم من ان الجدوى الاقتصادية للدواء اعلى من اللقاح. 

فوفقا لورقة بحثية نُشرت فى "المجلة البريطانية لعلم الأدوية"، تستغرق ابحاث الوصول لدواء وقتا اقل من ابحاث اللقاح، وذلك لأنها فى الغالب تقوم على أدوية مستخدمة بالفعل لعلاج أمراض أخرى ويمكن تطويرها وإعادة استخدامها كذلك، فإنه على عكس اللقاح الذى يحتاج بداية لمتطوعين ثم 3 مراحل سريرية قبل معرفة تأثيره، يختبر الدواء بشكل فورى على المريض ويظهر تأثيره بشكل أسرع. اضف إلى ذلك، فإنه بنسبة اصابات لا تتجاوز 1.5% من سكان العالم، لانحتاج لإنتاج اكثر من 110 مليون جرعة من الدواء.فى حين ان تلقيح 7.7 مليار نسمة يحتاج توفير اكثر من 14 مليار جرعة "جرعتين لكل شخص" قابلة للتكرار وفقا لفترة الحماية التى يمنحها اللقاح. ولا شك ان توفير ذلك يحتاج الكثير من الوقت والمال ويخلق أزمة اجتماعية وأخلاقية للدول ،فى حين ان الأدوية رخيصة الإنتاج وسهلة التصنيع ما يضمن وصولها لجميع أنحاء العالم وبأسعار معقولة.

لا اعنى بكلامى اعلاء كفة الدواء مقابل اللقاح او التقليل من اهمية المصل.كلاهما على نفس القدر من الأهمية وكلاهما ضرورى للتخلص من كابوس كورونا. فقط أخشى ان يتم جرنا لمستنقع بيزنس اللقاح الذى بات الأوزة التى تبيض ذهبا لحفنة من الشركات التى اصبح لديها تعاقدات تكفيها لسنوات.