صنايعية مصر| النقش على النحاس ..  صنايعي  بدرجة فنان

صنايعية مصر| النقش على النحاس ..  صنايعي  بدرجة فنان
صنايعية مصر| النقش على النحاس ..  صنايعي  بدرجة فنان

◄ انيس: "الصنعة تمرض ولا تموت".. وفن الزخرفة بدأ بلافتات الشوارع والمنازل

◄ عبد الرحمن: نطالب الحكومة بالترويج الجيد للسياحة وتفعيل قوانين حماية العمال

◄ أحمد: غلاء الخامات أدى إلى تعثر النقش على النحاس وإغلاق ورش صناعة الزجاج البلوري

لقد أصبحت الحرف اليدوية عملة نادرة على وشك الإنقراض فلابد أن يُنظر إليها نظرة جدية والعمل على إعادتها لمكانتها الطبيعية، بدلاً من أن تصبح مجرد ذكريات ليست لها قيمة فالعمل اليدوي هو الذي يعكس حضارات الأمم ويكون بمثابة مرآة الشعوب. وتعتبر خان الخليلي واحدة من أهم المناطق التى تشع بريقاً نتيجة للمشغولات اليدوية التى يقوم بها أمهر الصناع فهى عنوان للأيدى المبدعة بالمنطقة حيث تتميز المنطقة بحرفيي المشغولات اليدوية فى النحاس وهى المشغولات التى  يقبل عليها ملايين السائحين على مر السنين.. ولكن مع غلاء المدخلات بكل الصناعات اليدوية باتت مهددة بالانقراض رغم أنها حرف نادرة لا تضاهيها حرف يدوية بأى دولة بالعالم .

 

فى البداية يقول الأسطي سيد أنيس أحد العاملين بحرفة النقش على النحاس: قديما كان يوجد تقدير للحرف اليدوية ومعاملة الحرفيين بأنهم فنانون ذوو قيمة لأنهم يمتلكون الإبداع، توارثت تلك المهنة عن أبي منذ أكثر من 50 عاماً أنا و7 من إخوتي حيث كانت لها شأن راقٍ في ذلك الوقت.. وأضاف قائلاً: الذي أدى بالمهنة إلى هذا التدهور هو الابتكار ووجود الآلات الحديثة التى ساعدت على اختفاء الحرف والمبدعين وأيضا العمل يفتقد الروح الفني علماً بأن هذه الحرف بدأت في شارع محمد علي وكانت عبارة عن عمل لافتات بأرقام المنازل وأسماء الشوارع، وكان يسمي هذا الفن بالزنجوغراف إلى أن توسع المجال وأصبح يشمل النقش والزخرفة بأشكال فنية رائعة على النحاس.

 

 

كما أوضح الأسطي سيد أنه في هذه المهنة منذ قديم الزمن ويعتبر أقدم العاملين بها حاليا، مضيفا أن أغلب الحرفيين تركوا مجالاتهم وذهبوا إلى التوكتوك والتاكسي وهذا بسبب قلة الإقبال على المنتجات اليدوية وأصبحت على وشك الانقراض لذلك اتجه العاملون بالحرف اليدوية لكسب لقمة العيش المضمون والسريع. وذلك فضلا عن التغيرات التي حلت علي تلك الحرف وهو وجود يد غريبة عديمة الأخلاق في السوق، وذلك الركود ليس فقط علي العمال بل ايضا علي التجار.

وأضاف أنيس أنا لا أملك إلا هذه المهنة ولا أستطيع أن أعيش دون وجود الفن والإبداع بحياتي، ولكنني علي يقين تام بالمثل الشعبي الذي يقول: "الصنعة تمرض ومتموتش". رغم أن حالة  الركود التام في البيع والشراء لم تحدث منذ أكثر من 40 عاماً تقريبا، وأصبح العميل لا يقدر ذلك الفن العريق ويريد شراء تلك الأشياء الثمينة التي تدل علي التراث "برخص التراب" ومن الممكن أن يكون هذا بسبب الظروف الأقتصادية التي تحيط العالم كله،لكنني علي يقين تام بعودة الأنتعاش والحيوية لتلك المهن اليدوية والحرف العريقة لأنها المرآة لدي الشعوب.

 

وطالب الأسطي سيد أن  تتجه الدولة نحو التعليم الفني ودعمه بكل الإمكانيات المتاحة، والترويج للسياحة لعودة الأنتعاشة لتلك الحرف التي علي وشك الأنقراض.بالأضافة الي وجود سر رهيب في تدهور تلك الحرف وهو عدم المثابرة من الشباب علي التعلم والأتقان لهذا الفن الراقي،بل كل مطامعهم هو المكسب السريع والمضمون دون بذل جهد.

وأتذكر أن هذه "الورشة  طلعت شغل لرؤساء دول سابقين وملوك وأمراء "من المؤسف أن تكون هذه هي نهايتها، جاءتني الكثير من الفرص لترك مصر والعمل في بلاد أجنبية ولكنني أفضل العمل في بلدي وكل أمنياتي أن تعود الحرف اليدوية إلى مكانها الطبيعي وينتعش السوق، ولا تصبح هذه الصناعه من أطلال الماضي.

ويوافقه الرأى الأسطى عبدالرحمن محمد أحد العاملين بصناعة الأكسسوارات النحاس قائلاً إن الأغلبية المسيطرة على السوق هي صناعة الحلي التي تتزين به النساء،وذلك بسبب أرتفاع أسعار الدهب والفضه الي حد ما.

وأضاف محمد أن الخطأ في صناعة الذهب تكلف الكثير وهذا علي عكس تصنيع النحاس فلذلك اتجه العمال إلى تصنيع النحاس، ومن مميزاته أنه من الممكن أن يطلى بماء الذهب أو بماء الفضة حسب طلب العميل. وأرى أن المهنة بدأت في النزول عن مكانتها الطبيعية تدريجياً وهذا أدى إلى تخلي الكثيرين من العمال عن الحرفة، وبدأوا في اللجوء إلى التوكتوك والتاكسي وترك المهنه التي نشأوا عليها لكسب لقمة العيش السريعة.

 

 

كما أكد عبدالرحمن أن  "الصنايعية والحرفيين مهدور حقهم ومفيش قانون بيحميهم" بالإضافة إلى كل المكاسب تتجه إلى صاحب ورشة التصنيع وليس للعمال، الآن أصبح الإقبال على الإكسسوارات شبه منعدم وليس كما كان في الماضي أرجو أن تنظر الدولة إلى حق العمال قبل أن تنقرض المهنة تماماً. علماً بأننى فى تلك المهنة منذ أكثر من 20 عاماً ولم أشهد ركوداً كهذا منذ دخوله هذا المجال، مؤكداً أنه لا يمكنه التخلي عن هذه الحرفة "مقدرش أسيب زي اللي سابوا" والحل لهذه المشكلة هو أن تتجه الحكومة في الترويج إلى السياحة، وتفعيل قوانين لحماية العمال وحفظ حقوقهم من مخاطر المهنة.

 

 كما يقول الحاج أحمد محمود أحد تجار وصانعى" الوابور والكنك والسبرتاية والبلورات الزجاجيه" أنه في حالة غير مسبوقه لايوجد بيع وشراء والسوق في ركود تام، وهذا يؤدي إلى تراجع الصناعة والحرف اليدوية بالأخص لعدم وجود إقبال على المنتج.

 

كما أشار إلى أن العمَالة بدأت أن تتجه إلى أشياء أخرى لكسب لقمة العيش فضلا عن العمل في تلك الحرف وفي ظل هذا الركود الذى يسيطر على السوق، فى كل الحرف ولكن بالأخص على صناعة وتشكيل النحاس.

 

وأكد أحمد أن الكثيرين هربوا من العمل بهذه الحرف اليدوية ولكنني لا أستطيع التخلي عنها وتركها مثلهم، وأما عن صناعة الزجاج البلوري فأغلب هؤلاء المصانع أغلقت لعدم وجود إقبال وغلاء الخامات، كما أضاف أن سبب رئيسي في انقراض الحرف اليدوية هو وجود البديل السهل ذات المكسب الوفير للعامل.