هنا تكون مرحلة الخطر، والمواجهة المباشرة مع الوباء، تكون أصعب اللحظات في هذه الغرفة الزجاجية المغلقة، فيها الأطقم الطبية أكثر قلقا وحذرا وتأثرًا أيضًا، التهاون في هذه المرحلة تعني إاصابة الفريق الطبي بالفيروس.
داخل غرف العنايات المركزة، يجوب الممرضون والأطباء لإنقاذ حياة المرضى يكونون أكثر قربا منهم، رذاذ المرضى أثناء إسعافهم ومحاولة وضعهم على أجهزة التنفس الصناعي يتطاير عليهم، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس فلا بد من اتخاذ الاحتياطات الأكثر تعقيدًا قبل الدخول لإنقاذ حياة المريض.
توجهنا إلى الرعاية المركزة فى مستشفى العجوزة للعزل، تصادفنا هناك مع الممرضة شيماء رمضان، التي خرجت للتو من غرفة أحد المرضى بالرعاية، لتروي رحلتها فى علاج الحالات الأخطر المصابة بالفيروس، فتقول إنها تعمل على المرضى في الرعاية ويتم ملاحظتهم باستمرار وقياس العلامات الحيوية وتقديم العلاج لهم، واتباع تعليمات الاطباء، وملاحظة المريض سواء على جهاز الاكسجين العادى أو السباب أو جهاز التنفس الصناعى، وكل شئ يكون لها إجراء، ونكافح العدوى، ولو المريض حالته متأخرة نحاول رفع حالته المعنوية، لأنهم الأكثر تأثرًا نفسيا بالفيروس حيث يظن المريض فور دخوله الرعاية أنه سيفارق الحياة.
وتضيف: "نسانده ونقول له انت كويس ونحاول نكون جنبه، ونستمع له ونأخذ طلباته ونحاول نطمئنه، وطبعا فى الرعاية يكون هناك مرضى كثر تتدهور حالتهم الصحية فجأة ما يؤثر نفسيا على المريض، وأصعب حالة قابلتنى كانت حالة لفتاة 27 عاما تدعى هدى، وكانت في الرعاية تحصل على جلسات أكسجين، وفجأة حدث هبوط فى نسبة الأكسجين، وبعدها تم وضعها على جهاز التنفس الصناعي، ولم نقدر على انقاذها وتوفت فتأثرت كثيرا لأن سنها صغير، وهناك حالات كثيرة توفت بالفيروس فى سن صغيرة، وأصغر شخص توفى تعاملت معه كان عمره 20 سنة".
وتوضح انها تتعامل مع المرضى بملاحظتهم ونكون بجانبهم طول اليوم ولا تتركهم لوحدهم، وتعمل عليهم طوال الوقت ونلاحظ العلامات الحيوية لهم، وننفذ تعليمات الطبيب.
وتؤكد انها تتعامل مع المرضى بملاحظتهم ونكون بجانبهم طول اليوم ولا تتركهم لوحدهم، وتعمل عليهم طوال الوقت ونلاحظ العلامات الحيوية لهم، وننفذ تعليمات الطبيب.
وتؤكد أن الموجة الأولى كانت صعبة عليها كممرضة لأن الفيروس كان جديدا عليهم ولم تتعامل مع مثل هذا الفيروس من قبل، وحاليا «تعودنا» على الوضع، أما حاليا الموجة الثانية أصعب فى مستوى شدة الحالات المصابة بالفيروس، منوهة بأنها تقيم فى المستشفى 14 يوما وبعدها تذهب لأسرتها، لتقييم 14 يوما بعد عمل مسحة للفيروس.
وأصيبت الممرضة فى يوليو الماضى بكورونا، قائلة: أصبت فى يوليو الماضى وحجزت في قسم 3 بالمستشفى للعلاج والتجربة كانت صعبة لأني اعمل في الرعاية وكل الحالات التي تراها كانت صعبة فكنت أشعر أني هاكون مثلهم وأمر بتجربتهم، وكانت نفسيتي سيئة بسبب ذلك، لكن الفريق الطبي وزوملائي كانوا بجانبي ويدعموني، وكانت معاملتهم جيدة معى حتى تعافيت".
وتضيف: كل من بالمستشفى يد واحدة، ونقف بجانب بعضنا البعض، ونعاون ونساند بعض للخروج من الأزمات التى يمروا بها ومن غير ذلك لا يمكن أن تمر هذه الأزمات.
وتوضح أن فور وصولها للمنزل تقوم بعمل عزل منزلي أسبوع لحين ظهور نتيجة المسحة وبعدها تبدأ التعامل، ويكون هناك حذر فى التعامل مع والدها ووالدتها خوفا من اصابتهم، ولا يوجد اختلاط معهم والالتزام بارتداء الكمامات.