عملاء «التسويق الشبكى».. فريسة بيع الوهم

التسوق الألكترونى
التسوق الألكترونى

◄جناة ومجنى عليهم .. يقعون فى فخ النصب وراء الأرباح الخيالية

◄د. عبد الرؤوف:عملية نصب متكاملة.. وما زال بعض المواطنين يلهثون للعمل به
◄عقوبتها الحبس عام ..والتحويلات والإيداعات البنكية تُسهَّل الوصول إليهم
◄ميرنا أقنعت والدتها بالاشتراك لإعادة أموالها..وليندا دفعت من جيبها.. وسارة فقدت أموالها

كتب:شاهندة أبو العز
 

«10 نقاط ستغير من حياتك»، بزنس التسويق الشبكي، من المنزل -أونلاين- شركة حاصلة على كافة التصاريح وتوجد في جميع الدول، طريق الربح مضمون فأقل ربح 500 دولار واعلى ربح 20000 دولار، والمنتجات التي تسوقها طبية أو عناية بالبشرة أو صحة وجمال أو إعلانات فقط، هكذا تبدأ اعلانات التسويق الشبكى « الهرمي» لجذب الكثير من المواطنين تحت مظلة العمل بالتسويق الشبكي، حتى ينتهى الأمر بعملية نصب أو ضياع أموالهم بتحصيل مبالغ أقل ما دفعوها.

لم تدرس «ميرنا محمد» 21عاماً» جيداً أبعاد العمل تحت مظلة التسويق الشبكي، ولم تفهمها صديقتها التي شجعتها على الاشتراك معها في إحدى شركات التسويق الشبكي، كيف يتم التسويق أو كيف تكبر في ذلك المجال، مجرد كلام مختصر عن الربح والأموال التي ستدخل لها مع كل شخص جديد تجذبه للدخول فى الشركة.

اقناع والدتى
بعد إشتراك ميرنا وتحويل المبلغ المطلوب عبر «فودافون كاش» والذي يصل لـ 5 آلاف جنيه مقابل حساب في الشركة ومنتجات التي تسوقها، وفيزا كارت، أقنعت ميرنا والدتها بالدخول هي الأخرى في الشركة وإنشاء حساب باسمها حتى تحصل على عمولة تصل إلى 400 جنيه  مقابل دخول شخص آخر، لكن كانت المفاجأة هو تحويل المبلغ المالي المطلوب للشركة، دون تسجيل حساب او الحصول على منتجات.

تقول ميرنا: انا معرفش يعني إيه تسويق شبكي لكن صديقتي المقربة أقنعتني بالدخول إلى هذا العالم، مكسب من الهوا ولا شىء، فقررت الدخول والاشتراك بـ 5 الاف جنيه قيمة أولية.

وتضيف: بعد فترة وجيزة اخبروني كلما دخل أشخاص أخرون عن طريقي  سوف احصل على مبلغ مالي على كل فرد يبدأ من 400 جنيه ويتدرج في الارتفاع، لذا أحببت التجربة عن طريق إقناع دخول والدتي، ولكني لم أحصل على أي مبلغ مال  حتى الأن، ويتهربون في الرد علي.

حتى لا أكون متواطئة


ليندا محمد (20 عاما) طالبة بكلية الطب، أقنعتها إحدى الصديقات إيضاً في الدخول إلى هذا المجال بدأت ليندا في جذب ودعوة العديد من الأصدقاء والمستهلكين الآخرين للدخول إلى إحدى شركات التسويق الشبكي، وشراء إحدى الباقات والتي تتراوح أسعارها من 5 إلى  ألف جنيه، وتحدد العمولة التي تأخذها وفقاً لكل باقة، حيث تتضمن تلك الباقات منتجات طبية وتوكيل للشركة وفيزا كارت.

تقول ليندا لـ«الأخبار المسائي»: الأمر كان سهل، وبالفعل بعد ما نجحت دعوت مستهلكين اخرين  ودفعوا مبلغاً مالياً لشراء الباقات، ولم يتم تسجيلهم في سجلات الشركة أو الموقع الإلكتروني وبالتالي لم يحصلوا على أي منتجات لبيعها.

خوفى  أن اظهر متواطئة ومتأمره مع الشركة جعلنى اسدد 5 ألاف جنيهاً لكلاً من المستهلكين الذين تعرضوا إلى عملية النصب من حسابى الشخصي، رغم اغلاق  حسابى الشخصي على سيستم الشركة وتغيير الرقم السري وسرقة المبلغ المالي الذي كان يتواجد به والذي يصل 3500 جنيه

حاجتى للعمل عرضتنى للنصب

اعتمدت «سارة.م» اسم مستعار (21عاماً) على نفسها في العمل ، وزادت حاجاتها للعمل خلال جائحة كورونا وتردي الأوضاع المالية، ما جعلها تفكر في العمل بتسويق منتجات.

من خلال حالة تطبيق الواتساب رأت سارة صديقتها تضع بعض المنتجات للعناية بالبشرة  لبيعها، حتى قررت أن تسلك نفس النهج بعد سؤالها عن كيفية العمل في هذا المجال، حيث نصحتها صديقتها بالعمل في إحدى شركات التسويق الشبكي والتي سوف تربح من خلالها أموالاً طائلة وهي تعمل من المنزل وبمجهود بسيط فقط وهو جذب مستهلكين جدد للإشتراك بالشركة وبيع المنتجات .

جهل «سارة» بأبعاد العمل في مجال التسويق الشبكي وكيف تأمن نفسها من عمليات النصب، جعلها تتعرض لإحدى عمليات النصب، حيث أستغل العاملون بالشركة تسويقها للمنتجات والحصول على 235 دولاراً نتيجة عملية تسويق المنتجات وجلب مستهلكين جدد، ورفض صرف تلك المبالغ أو تنشيط الفيزا كارد لسحب المبلغ.

تروي سارة: اشتركت بـ 5 آلاف جنيه، وعرفت أسوق المنتجات بعد حضور تدريبات عن كيفية التسويق، لكن بعدما حققت نجاح وسجل الأكونت 235 دولاراً رفض أحد المديرين إعطائي المبلغ المالي المستحق، وبعد مشادة أستطعت الحصول على ألفي جنيه من أصل 5 ألاف جنيه.

كورونا يعيد نشاط التسويق الشبكي

دكتور علي عبدالرؤوف إدريس، استاذالاقتصاد بمدينة الثقافة والعلوم، يرى أن مصطلح العمل بالتسويق الشبكي هو عملية نصب متكاملة يتورط بها أشخاص عاديون ويتحولون إلى جاني ومجني عليهم في أن واحد لتسببهم في دخول أشخاص آخرين للعمل بشركات التسويق الشبكي دون وجود أي ضمانات 
وتابع إدريس أن كل فترة تظهر شركات التسويق الشبكي ولكن باستثمارات مختلفة حتى تكون غطاء تتخفى به عن عملية النصب فمن تسويق الشبكي للسيارات إلى تسويق العقارات نهاية بالتسويق الشبكي في منتجات الصحة والجمال، حيث تلعب الشركات بجنى الأرباح الطائلة وفي النهاية لا يحصل المواطن على شىء.

موضحاً أن هذه الشركات بدأت بالظهور مؤخراً مستغلة جائحة كورونا والحال الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون.

ويشير عبد الرؤوف، إلى أنه لا يوجد قواعد أو ضمانات للربح أو اتفاق مبرم بين الأطراف، أو إطلاع على عمليات الأستثمار وماهو العائد منها، والممكن استغلال الأموال المدفوعة للاشتراك في شركات التسويق الشبكي في مشاريع غير مشروعة، لعدم المعرفة الكاملة بنوع الاستثمار الذي يضاعف الأموال، ما يفتح المجال للعديد من الشبهات.

«برغم وجود ضحايا كتير جداً وفي ناس لسه بتدخل في الموضوع وتصدق» بهذه العبارة أنهى دكتور  عبدالرؤوف  حديثه قائلاً أن المواطنين يبحثون عن جني أرباح طائلة ووعود في الهواء بدون مجهود وبدون عمل.

العقوبة بالمادة 336
بينما يقول المستشار محمد الخياط المحامى بالنقض، أن عملية التسويق الشبكي تسببت في كثير من عمليات النصب حيث تعتمد على جذب العديد من المواطنين للمساهمة بمبالغ مالية في الشركة تحت مسمى الربح السريع، وأخذ عمولة على كل شخص جديد يأتي من خلال شخص آخر، ما يعرض الجميع لعملية نصب في النهاية وخسارة أموالهم.
ويضيف الخياط أن عمليات النصب تعتمد على عرض مسرحي لإقناع المجني عليه بتسليم أمواله بكامل إرادته، متابعاً أن عمليات التسويق الشبكي تلعب على مقولات الربح من غير مجهود أو التربح بمبالغ مضاعفة عن المبلغ المدفوع.


ويشير الخياط إلى المادة 336 من قانون العقوبات، التي نصت على أن «يعاقب بالحبس كل من توصل إلى الاستيلاء على نقود أو عروض أو سندات دين أو سندات مخالصة أو أي متاع منقول وكان ذلك بالاحتيال لسلب كل ثروة الغير أو بعضها إما باستعمال طرق احتيالية من شأنها إيهام الناس بوجود مشروع كاذب أو واقعة مزورة أو إحداث الأمل بحصول ربح وهمى فيعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة ويجوز جعل الجاني فى حالة العود تحت ملاحظة البوليس مدة سنة على الأقل وسنتين على الأكثر.

مؤكداً على سهولة الوصول إلى من يديرون تلك الشركات وينصبون على المواطنين من خلال التحويلات والإيداعات البنكية.