ميدان «الشون» بالمحلة نقطة انطلاق الثورات الشعبية

ميدان "الشون" بالمحلة في محافظة الغربية
ميدان "الشون" بالمحلة في محافظة الغربية

ميدان "الشون" أكبر ميادين مدينة المحلة الكبرى في محافظة الغربية اقترن اسمه على مر التاريخ بالانتفاضات العمالية التي شهدتها المدينة حيث شهد مظاهرات تأييد للرئيس عبدالفتاح السيسي.

وهذا الإسم مأخوذ من شونه وهي التي يخزن فيها المحصول عقب حصاده من قبل الفلاحين، وميدان الشون يتمتع بمساحة كبيرة كانت تضم عدة شِون يخزن فيها محصول القطن قبل نقله للمحالج التى تعمل على حلجه قبل توريده لمصانع وشركات الغزل والنسيج في الماضي.

شهد الميدان على تاريخ ونضال مدينة المحلة وشهد مظاهرات عدة بداية من عام 1970 كما  شهد الميدان انتفاضة شعب المحلة يومي 18 و19 يونيو عام 1977 ضد غلاء الأسعار التي شهدتها جميع محافظات مصر، بالإضافة للمظاهرات الفئوية في الثمانينيات والتسعينيات ومساندة القضية الفلسطينية لمناصرة القدس.

وأصبح ميدان الشون هو نقطة الإنطلاق للمسيرات التي قام بها أهالي المدينة ضد حكم الإخوان مطالبين بإسقاط نظامهم كما أعلن أهالي المحلة اسقلالهم عن حكم الإخوان من ميدان الشون إلى أن شهدت مصر ثورة 30 يونيو لتكون المحلة أول مدينة تستقل عن هذا النظام الاستبدادي.

بعدها منع شباب المحلة، الإخوان من دخول ميدان الشون واحبطوا مسيراتهم ضد الجيش والشرطة وطاردوهم في شوارع المدينة المختلفة حيث يؤكد البعض ان مدينة المحلة ثائرة بطبيعتها متمردة على الفاسدين.

كما شهد ميدان الشون توافد المواطنين من أبناء المحلة والقرى التابعة حاملين الأعلام المصرية، وصور الفريق أول عبدالفتاح السيسى"وقتها"، فيما ردد المحتفلون الأغاني الوطنية بالميدان مطالبين عبد الفتاح السيسي بالترشح لانقاذ مصر.

كما خرج الآلاف بميدان الشون بالمحلة تلبية لنداء السيسي لتفويضه لمحاربية الإرهاب عقب ثورة 30 يونيو، حيث فاق عدد المفوضين عن في يومي 30 يونيو و3 يوليو وكان وقتها رمضان فأفطر الجميع في الميدان إفطارا جماعيا وأعلنت المنصات الرئيسية عن بدء الفاعليات عقب آذان المغرب لتأييد ودعم رجال الجيش والشرطة لمواجهة ظاهرة الإرهاب والعنف وحماية مكتسبات ثورة 30 يونيو الشعبية.

وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها " نعم لإرادة الشعب المصري ووحدته مع رجال الجيش والشرطة ضد الإرهاب" و"القصاص القصاص لدماء الشهداء وكلنا معاك يا سيسي " و"يا سيسي ياجبار دك جبال سيناء وطهرها من الكفار" وحملوا صورا للسيسي - وزير الدفاع- فرحا وابتهاجا بانتهاء عصر الظلام  حسب مارددوا في هتافاتهم والتى من بينها هتافات " بنحبك يا سيسي وكلنا معاك ضد الارهاب والعنف " و" ودك ودك يلا يا سيسي أوكار الارهاب فى سيناء وكل مكان واحنا معاك ليوم الدين".

كما احتفلت الكنائس بالمحلة مع جموع المسلمين واختلط المسيحيون بالمسلمين في مسيراتهم وحرصت كافة الكنائس على أن تدق أجراسها تزامنا مع آذان المغرب في رمضان.

يقول أحد السكان القريب من الميدان ماهر العطار، أن المحلة مدينة متمردة وثورية بطبيعتها وكل مكان فيها يشهد على تاريخها ونضالها السياسي خاصة ميدان الشون صاحب النصيب الأكبر من مظاهرات المحلاوية حيث شهد الميدان سقوط صورة مبارك لأول مرة فى التاريخ فى وقت كان نظام مبارك فى أعتي جبروته مما يؤكد ان هذا الميدان هو نقطة إنطلاق المظاهرات والمسيرات التى شهدتها المدينة العمالية الي ان تم اسقاط الإخوان مضيفا ان ميدان الشون الان اختفت معالمه بعد ثورة 30 يونيو بسبب انشاء كبري مما ادي لتغيير معالم الميدان.

يضيف اسامة شاكر - صاحب محل قريب من الميدان- أن ميدان الشون شهد عدة مظاهرات منها يومي 18 و19 يونيو عام 1977 فى انتفاضة الشعب المصري ضد غلاء الأسعار الذي شهدتها جميع محافظات مصر، بالإضافة لمظاهرات فئوية في الثمانينيات والتسعينيات وأخرى لمساندة القضية الفلسطينية كانت تنظمها لجنة التنسيق بين الأحزاب 2005 للمطالبة بمطالب عمالية وأخرى لمناصرة القدس والقضية الفلسطينية، واصفا عام 2008 الذى شهد أكبر إنتفاضة شهدتها المحلة بقوله" بحلول شهر يناير 2008 كانت الأجواء بالمحلة محتقنه للغاية نظرا لغلاء الأسعار وتجاهل مطالب العمال الذين أضربوا عن العمل داخل مقر الشركة لتجاهل مطالبهم أكثر من مرة في أواخر عام 2007 وفى شهر فبراير 2008 خرج بعض المواطنين وتجمهروا بميدان الشون ضد غلاء الآسعار فقامت الأجهزة الأمنية بتفريقهم والقبض على 13 منهم فخرج المئات من أهالي المدينة وعمال الشركة وتظاهروا أمام مقر أمن الدولة حتى تم الإفراج عنهم".

عقب ذلك شهدت المدينة العمالية حالة من الهدوء الحذر الذى يسبق العاصفة حتى جاء يومي 6 ، 7 إبريل ليشهدا أكبر انتفاضة محلاوية شهدتها المدينة العمالية وشهد فيها ميدان الشون سقوط صورة مبارك ودهسها بالأقدام لأول مرة.

من وقتها أصبح ميدان الشون رمز وطني ليس لأهل المحلة فقط وإنما للمصريين جميعا فهو ليس بقعة مكانية بقدر ما هو قصة تاريخية ونضال عمالي، يتمتع بسمعة عالمية فهو أول ميدان مصرى شهد سقوط صورة مبارك ودهسها بالاقدام وسكان المحلة هم أول سكان مدينة مصرية يثورون ضد مبارك ويعلنون العصيان على نظامه ويطالبون بإسقاطه حتى سقط بالفعل فى ثورة 25 يناير وأصبح ميدان الشون هو نقطة الإنطلاقة للمسيرات التى قام بها أهالى المدينة ضد الحكم الإخواني مطالبين بإسقاطه.

وأشار أن المحلة مدينة ثائرة بطبيعتها متمردة على الفاسدين والجو العام ساعد على قيام المحلة بثورة ضد الإخوان فى ظل إستمرار مسلسل توقف وغلق مصانع النسيج وتشريد العمال ووجود بطالة بالمدينة العمالية وإنقطاع للكهرباء وإرتفاع للأسعار" الي ان سقطوا سقوطا ذريعا في 30 يونيو.

يقول عبد الرحمن محمد  من سكان الميدان، أن الميدان  لم يعد موجودا الان و اختفت معالمه  بعد ان تم انشاء كوبرى به في عهد محافظ الغربية الاسبق اللواء محمد نعيم واستغل سائقو الميكروباص الميدان – اسفل الكوبري  ليتحول الي موقف سيارات.

اقرأ أيضا| أهالي قرية بالمحلة يقيمون أول مركز للغسيل الكلوي بالجهود الذاتية