«تحل من على حبل المشنقة».. جواري المماليك وراء المَثل المصري الشهير

صورة موضوعية
صورة موضوعية

أمثال كثيرة نرددها يوميا، حتى لو لم نعرف أصولها ومن بينها وأحد أشهرها «الست الحلوة تحل من علي حبل المشنقة»، والذي بالخوض في تاريخه ستكتشف أنها من زمن المماليك.

يقول الكاتب يوسف زيدان في كتابه «كلمات التقاط الألماس من كلام الناس» في كلامنا اليومي إذا وصف أحدهم إمرأة فتنة بأنها: "تحل من حبل المشنقة" فإن ذلك يعني من دون أي لبس أنها جميلة جدا وشهية جدا بالمعني الحسي للكلمة فما هو الأصل في إطلاقنا هذا الوصف على الجميلات؟،

ففي الزمن المملوكي من تاريخ مصر، كان الفساد يعم البر والبحر وكان الحكام «المماليك» منعزلين عن جمهور المصريين، يحكمونهم ولا يختلطون بهم، مع أنهم كانوا أساسا غرباء ولا يعرف لهم أصل، ولا يعرف للواحد منهم في معظم الأحيان أب ولذلك نراهم يحملون أسماء مفردة : "قطز، بيبرس، قلاوون، قايتباي، شيركوه ، صلاح الدين ، سنقر".

وقد وصفهم المصريون بأنهم "أولاد الناس" لان معظمهم بلا أب معروف، وهي صفة كانت في البدء سلبية الدلالة، ثم انقلب معناها إلى الضد، وصرنا نطلقها على أبناء وبنات الطبقة الراقية، المهم أن زماننا المملوكي الذي يمتدحه بعض معاصرينا جهلا منهم بطبيعة هذا الزمن، فمن مرادنا هنا الا تبيان أن فساد الحكم المملوكي أدى إلى ظواهر عديدة ، منها ما يعرفه المؤرخين باسم البذل والبرطلة أو ما نسميه اليوم الرشوة .

ونظرا لان حكام ذاك الزمان كانوا رجالا فقد كان للنساء نصيب كبير و دور حيوي في تسيير الأمور والاطلاع علي خوافيها ومعرفة مداخلها، المقصود هنا بالطبع النساء الجميلات اللواتي كن يتأنقن بأنوثتهن و يتعلمن من الرقص والغناء والفنون الغنج ما يضمن لهن مكانة عند الحكام و مكانا في قصره ومن  هنا جاءت العبارة  أن تستطيع النساء أن تحل جميع المشاكل حتى إذا كان حكم بالإعدام .

شاهد ايضا :-حكايات| «جابر» أبو قلب ميت.. أشهر مصمم للمآذن «طاير» بين السحاب