جريد «الدوكسيد».. منبع الحياة وعماد هندسة البناء النوبية

عامل بناء جريد النخيل
عامل بناء جريد النخيل

يعد النخيل  أو ( فنتي) باللغة النوبية مصدراً للحياة فى النوبة، يُصنع منه أدواتهم المنزلية من أطباق الخوص والمكانس والليف الذي يصنع منه الحبال، كما يستخدم جريد النخيل ( دوكسيد ) في صناعة أسقف البيوت، والتى تتوفر موادها من البيئة التي يبنى فيها وذلك لأن الأسقف تصمم لمقاومة العوامل الخارجية والبيئية.

 ولم تندثر ثقافة بناء الاسقف بـ"الجريد" فى بيوت النوبة حتى اليوم  والتي يعد أبنائها من البنأين المهرة الذين  يرفعون شعار "إيد واحدة" فى مساعدة بعضهما لبعض، وبخطى منتظمة يقوم ثلاث أو أربع أفراد يتمايلون ذات اليمين وذات الشمال فوق الجريد فى محاولة رباط أعواد النخيل ببعضها، حتى تصبح كأسنان المشط، تمثل " بلاد الذهب " بتراثها الثقافي والحضاري العريق وجه عاصمة شباب أفريقيا.

 

اقرأ أيضا | حكايات| حصير الشهداء «أبو قرش صاغ».. فرشة للبسطاء من عيدان السمر

 

ويقول عبدة إبراهيم، من أهالى النوبة: " نقوم بتجفيف الجريد، وتعرضة لأشعة شمس أسوان لعدة أيام حتى يجف، مع  تحضير الطمى وروث البهائم و خلطتهم مع بعضهم ومزجهم بالماء حتى يتجانسوا ويصبحوا خليط واحد ويترك يوم أو أكثر ليتم تخميره و إلى أن يتم تخمير الخليط يبدأ تجهيز "الدوكسيد" فوق جدران المنزل ،و يتم تثبيت عروق الخشب أو "مواسير" حديدية  فوق جدران المنزل بمسافات متساوية، وفى منتصف "الحوشعمود خرسانى ، محمل علية "كانة " من الحديد على شكل حرف "h" لاستعياب حمولة "السقف" .

وفيما يوضح عرفات قدة أنه  يوضع بين كل مسافة من هذه المسافات عود جريد بنفس اتجاه عروق الخشب أو"المواسير", لافتا الى انه يقوم بتجهيز الجريد بعد تنظيفه من أوراقة الخضراء وتقطيعة على قطعة من الخشب تشبة " أورم" محلات الجزارة.
 

وبخطى منتظمة يتحرك أحمد محمد ، محمد بكر، فوق " الدوكسيد" لتثبيت و ربط عيدان الجريد ب "سلك رباط" عكس اتجاه الخشب مع عود الجريد الموازى للخشب حتى ينتهى السقف المراد تغطيته بالجريد.

 ووضع أوراقة أعلى السقف ثم الطمى المخمر و تسويتة بدقة ،حتى يجف مع حرارة الشمس ، و من فوائد هذا الخليط  حجب اضاءة الشمس و امتصاص حرارتها العالية فى موسم الصيف و منع تسريب مياه المطر داخل الغرف فى طقس الشتاء.