كوميديا التزوير.. أغرب انتخابات في مصر

 مصطفى باشا النحاس
مصطفى باشا النحاس

بين عشية وضحاها وجد الزعيم الوفدي مصطفى باشا النحاس متورطا في تصريحه عن تزوير الانتخابات رغم فوز حزبه بها.

 

بدأت الورطة حين نشرت جريدة أخبار اليوم على متن صفحتها بعددها الصادر في 7 يناير 1950 خبراً تحت عنوان "كانت الانتخابات مزورة في الساعة الأولى ونزيهة في الساعة الثالثة".

 

وتوالت فصول الورطة بنشر جريدة الأهرام في طبعتها الأولى، وتحديدا صفحة المحليات خبرا بعنوان كبير "النحاس باشا يقول: إن الانتخابات زورت".

 

وفي التفاصيل، أكدت الأهرام أن "النحاس باشا" أدلى بتصريح لوكالة الأنباء العربية قال فيه: "إن الانتخابات زورت تزويراً كبيراً".

 

اقرأ أيضا| مصريات تحدين البرلمان: سنرتدي الفساتين الضيقة 

 

وكانت الانتخابات جرت فعلاً ولكن لم يكن "النحاس باشا" قد عرف أن نتيجتها هي فوز حزبه الوفد بها، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في عددها الصادر يوم 7 يناير 1950.

 

يذكر أن رئيس مجلس الوزراء كان قد تلقى أنباء بأنه صدرت تعليمات بإسقاط الوفديين "علي كريم وأحمد أبو الفتح وعلي عبدالعظيم ورياض شمس وحافظ شيحا ومحمد مندور و عزيز فهمي" وأن الذي أصدر هذه التعليمات هو "هاشم باشا" الزعيم المنافس.

 

لكن الغريب أن جميع الأسماء السابقة نجحوا في الانتخابات.

 

ولم يجد مصطفى باشا النحاس حرجا في التأكيد على أن جميع عمال الخاصة الملكية سيصوتون ضد حزب الوفد، وإذا بالنتجية تظهر أن غالبية هؤلاء العمال صوتوا لمرشحي الوفد.

 

وفي الساعة الثالثة صباحاً وعندما عرف "النحاس" نتيجة الانتخابات في صالح حزب الوفد، طلب من جريدة الأهرام عدم نشر تصريحه، فصدرت طبعتها الثانية بعد حذف منها تصريح النحاس باشا بأن الانتخابات مزورة.

 

ثم صدرت صحف الوفد في اليوم التالي تؤكد أن الانتخابات كانت حرة.

 

وشكا أعضاء الحزب الوطني من أن "هاشم باشا" أصدر أمرا بإسقاط فتحي رضوان فخسر في مصر الجديدة وأم اخر بإسقاط "أحمد حسين" رئيس الحزب الاشتراكي فسقط في عابدين.