المرض اللعين.. تاريخ مأساوي لـ«السل» منذ 5 قرون

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في دراسة أجراها دكتور مايكل إيسمان عام 2013؛ تشير إلى أن الدراسات الجنينية التى أجريت على العمود الفقري لأحد المومياوات التي يرجع عمرها 1500 سنة، وأثبتت إصابتها بمرض السل

وأثناء البحث وجد «إيسمان» أنه يوجد كتاب للعالم «أبقراط» يحمل مصطلح يسمى «فينثيس» أو بمعني اصح الاستهلاك، وكان يتحدث «أبقراط» على مرض يشبه مرض السل ولكن بطريقة غير مباشرة، حيث ذكر أنه يوجد مرض يسبب فقدان الوزن بشكل كبير، ولكن لا احد يعرف أسباب ذلك المرض، وفى الحقيقه لا يوجد تفسير علمي عن سبب الإصابة بمرض السل حتى وقتنا هذا في التطور الطبي والتكنولوجي الذي نعيش فيه!.

والأبحاث الدقيقة على مرض السل بدأت فعليا عام 1546 وظهر ذلك فى الكتب التي كانت موجوده فى ذلك الوقت. 

اقرأ أيضا| اكتشاف إصابة 6 نساء حوامل بسلالة «كورونا» الجديدة في إسرائيل

الـ3 دراسات التي ذكر فيها مرض السل من عام 1546 حتي عام 1882:

1- الدراسة الأولى؛ كان للعالم « جيرو لإنو تراكستور» والذي ظن بأن مرض السل هو مرض معدي وذلك عن طريق الجزيئات الصغيرة التى يفرزها الشخص المريض فتنقل للشخص السليم ،وتلك الدراسة كان عام 1546.

2- الدراسة الثانية، ظهرت عام 1720 عندما أكد الطبيب الإنجليزي « بنيامين جأرتن»، على أن مرض السل يمكن أن يكون بسبب كائنات حية دقيقة وتنقل عندما يلمس الشخص السليم الشخص المريض بالسل، وهذه الدراسة كانت قريبة جدا لدراسة التى أجراها العالم « ميرو لإنو تراكستور».

3- الدراسة الثالثة؛ وتلك الدراسة بدأت عندما ظهر عالم جديد يسمي « جون أنطوان فيلمين » وقرر أن يجري دراسة تاريخية على مرض السل وذلك كان عام 1865، واعتقد «أنطوان» بأن مرض السل ينتقل من الحيوان للإنسان والعكس صحيح ، وافترض بأن هناك كائنات خفية السبب فى انتشار ذلك المرض، ليظهر « روبرت كوخ » عام 1882 ويؤكد بأن المتفجرة السليه هى سبب مرض السل، اي المرض فطري ولا يوجد لها آثار معدية.

وبدأت الأبحاث و الدراسات تتطور مع مرور الزمن لإيجاد علاجات فعاله لمرض السل، ليبدأ ظهور اول مصحة لعلاج مرض السل في بداية الثمانينات وتحديدا بعد تفشي مرض السل فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان يموت 2 من اصل 3 مصابين بمرض السل.

فظهرت اول مصحة لعلاج السل عام 1880 على يد العالم « إدوارد ليفينجستون» وكانت فى الولايات المتحدة الأمريكية ببحيرة «ساراناك» في شمال ولاية نيويورك، وكانت تعالج مرضي السل عن طريق استنشاقهم للهواء الطلق و تعرضهم للأشعة الشمس. 

 

وفي مطلع عام 1899 أنشأ دكتور «فرانسيس ويسبارت جاكويس»، أول مستشفى لعلاج مرض السل للفقراء والمساكين.

وفى القرن العشرين بدأت الأبحاث السريرية لاكتشاف علاج فعال ضد مرض السل وذلك بعد ما أكتشف «سليمان واكسمان» مركبا كيميائيا يعمل على علاج مرض السل عام 1943، وكان العقار يسمى ب« التربتومايسين». 

وأول من تناول العقار كان مريض يعاني من حاله متأخرة من أعراض مرض السل وبالفعل تم شفاءه وذلك عام 1949 ، ولكن الصدمة كانت عندما تم اختبار العقار على اكثر من شخص لم يثبت فعاليته، ولكن العلم لم ييأس، وظل يحاول ايجاد حل لعلاج مرض السل .

وبين عام 1943 و 1951، تم ابتكار أكثر من ماده كيميائية لعلاج مرض السل، ومن ضمنهم 3 ادويه مرتبطة بالأسبرين الذي يؤخذ عن طريق الفم وهم : - PAS - INH - واسبرين يعالج الفطريات و الميكروبات الموجوده داخل المعدة .

وفى أواخر الخمسينات من القرن الماضي ، لوحظ أنه عندما يتم إعطاء المرض ال3 أدوية مع بعض معدلات الشفاء تزيد بنسبة 80- 90٪ ، ولكن الآثار الجانبية للمرض تتطلب علاج لمده 18 ل24 شهر .

وتم اكتشاف عقاقير جديده أيضا بحلول عام 1990 ولكن السلالات الجديدة لمرض السل لم تخضع للعلاج ، وخصوصا بعد انتشار الايدز فى الولايات المتحدة الأمريكية .