معبد «فيلة».. تاريخ على ضفاف النيل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يقول محمد السيد باحث فى التاريخ المصرى القديم ، يرجع إسم معبد «فيلة» قديماً إلى بيلاك أى النهاية أو المكان البعيد ومعنى فيلة تعنى «السلام والود والمحبة» وهذا المعبد شيد لعبادة المعبودة «إيزيس» وقد تم تشييد هذا المعبد فى القرن الثالث قبل الميلاد وكانت الجزيرة التى يقع عليها المعبد تسمى جزيرة «سهيل» وتم نقله إلى جزيرة إجيليكا مكان بالقرب من الجزيرة القديمة وتم نقله بسبب الفيضان الذى حدث فى مصر.

ونالت جزيرة فيلة أهمية بالغة لدى المصرى القديم نظرًا لموقعها المتميز، حيث شكلت هى وجزيرة أسوان حدودًا جغرافية طبيعية، وعرفت فى النصوص المصرية بالخط الفاصل

وسُمي أيضاً المعبد بـ«فيلة» وهي كلمة يونانية  «فيلاي» تعني الحبيبة، وقد عرفت فى الأدب العربى باسم «أنس الوجود» لارتباطها بقصص التراث الشعبى، وقد نجحت جهود صندوق إنقاذ آثار النوبة فى نقل آثار الجزيرة بالكامل إلى جزيرة ، حيث أقيم على جزيرة في منتصف نهر النيل، ويعد أحد أقوى الحصون على طول الحدود الجنوبية في مصر.

اقرأ أيضا|  تعرف على «بوابة الناس» في معبد الأقصر

وتضم الجزيرة مجموعة من المعابد أبرزها «لحتحور» و«أمنحتب»، خُصصت تاريخياً لعبادة الآلهة «إيزيس»، وبناها الملك «نختنبو» في النصف الأول من القرن الرابع قبل الميلاد، يوجد في جنوب شرق معبد «حتحور» كشك «تراجان» وهو عبارة عن صالة مستطيلة بها 14 أسطوناً.

ويعود المعبد إلى الملك «تراجان»، كما أنه يحتوي على مشهدين أحدهما يظهر الملك وهو يقدم إناءين من الخمر إلى الآلهة «إيزيس» والإله «حورس» ويمنح البخور والماء المقدس إلى الإله «أوزير»، كما نُقِل المعبد من مكانه الأصلي على جزيرة «فيل» بعد أن أغرقته مياه النيل نتيجة بناء سد أسوان عام 1902.

وتم تقسيمه وأعيد تجميعه في موقع جديد فوق جزيرة «إجيليكا» على بعد حوالي 500 متر من مكانه الأصلي، وذلك عقب بعد بناء السد العالي عام 1968، ضمن «مشروع اليونسكو العالمي» لإنقاذ آثار النوبة الغارقة.

وصف المعبد

وفى مدخل المعبد نجد الأعمدة الشرقية والغربية فى غرب الجزيرة وعدد هذه الأعمدة 39 عموداً وتيجان الأعمدة من نبات البردى وزهرة اللوتس أما من الناحية الشرقية فيقع معبد الإله ست والإلهة حتحور أما فى الشمال فيقع المدخل الرئيسى ومعبد حورس وقاعة المينمة وفى المدخل يوجد أسدين وظيفتهما حماية المعبد وفى مدخل المعبد يوجد قدس الأقداس وقاعة المينمة وقاعة المينمة هى للمعبودة إيزيس والتى ولدت بها حورس وتشمل قاعة المينمة 3 غرف الغرفة الأولى صغيرة .

وهي التى عاشت فيها إيزيس ثلاثة أشهر الاولى من حملها لحورس أما الغرفة الثانية فهى أكبر منها فعاشت فيها إيزيس فى الثلاث أشهر الثانية أما الغرفة الثالثة فعاشت بها إيزيس فى الثلاث أشهر الأخيرة والتى ولدت فيها حورس.

كان يسكنه الخفافيش، افتتاح معبد مصري بعد 150 عاماً لسنوات عديدة ظل معبد إيزيس بمحافظة أسوان جنوب مصر مسكنا للطيور والخفافيش قبل أن تتحرك وزارة السياحة والآثار المصرية لوضعه في قائمة أعمال الترميم، وعقب عامين من العمل داخل الصرح الأثري الكبير جرى افتتاحه اليوم ليصبح جاهزا لاستقبال الزوار لأول مرة بعد اكتشافه منذ 150 عاما.

معبد إيزيس

يعتبر «معبد إيزيس» المعبد الرئيسي بالجزيرة حيث يحتل ربع مساحتها، وقد شيده الملك بطليموس الثانى مكان معبد آخر أصغر حجماً كان مكرسًا أيضًا لإيزيس ومخصصًا للجنود المكلفين بحماية حدود مصر الجنوبية، وقد ساهم الكثير من الملوك البطالمة فى بنائه، ومؤخرًا افتتح الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، معبد إيزيس بعد الانتهاء من مشروع ترميمه وتطوير الخدمات السياحية به.

ويقع معبد إيزيس على الضفه الشرقية لمحافظة أسوان بجوار السياج الشرقى للمدينة يفتح ناحية الشمال الغربى فى مواجهة نهر النيل يبلغ طول المعبد حوالى 19 متر وعرضه 15 متر ارتفاع السقف 7 متر تقريبا.

ويعد المعبد من أهم الاكتشافات الأثرية المحفوظة بحالة جيدة حتى الآن منذ العثور عليه فى عام 1871، حيث ما زال يقف المعبد شامخا بجدرانه الأربعة وسقفه ذو الألواح الجرانيتية المميزة.

تتمثل أعمال الترميم والتطوير في توفير مختلف الخدمات المقدمة للزائرين مثل : «اللوحات الإرشادية والتفسيرية - تطوير مراكز الزوار - دورات المياه - مظلات - مقاعد - سلات القمامة المصممة لإعادة التدوير - الكتيبات والمطويات باللغتين العربية والإنجليزية» الإتاحة لذوي الاحتياجات الخاصة من تأهيل مسارات الحركة والكتيبات بطريقة برايل وترجمة الأفلام بمراكز الزوار بلغة الإشارة، وغيرها من الخدمات التي تحسن من تجربة الزائرين، وذلك بالتعاون مع أحد الجهات الراعية من القطاع الخاص.