بأمر بوليس الآداب.. منع ليلى فوزي من السفر

ليلى فوزي
ليلى فوزي

في نهار شتاء أحد أيام عام 1965، لم تستطع الفنانة ليلى فوزي الملقبة بـ«فرجينيا السينما» تمالك نفسها أمام رجال الشرطة حين طلبوا منها النزول من داخل الطائرة التي كانت تستقلها متوجهة إلى دمشق للاشتراك والتصوير في أحد أعمالها.

تبدلت معالم وجهها، وكادت أن يغشى عليها من المشهد عندما أخبرها رجال الشرطة صدور قرارٍ بمنعها من السفر بأمر من «بوليس الآداب»، بحسب ما نشرته جريدة الأخبار في 20 نوفمبر 1956.

بعد دقائق معدودة، سارع رجال الشرطة بتقديم اعتذار للفنانة «جميلة الجميلات» بعد أن اكتشفوا أن هناك تشابهًا في الأسماء بينها وبين السيدة المطلوبة، بعد أن تم مراجعة الاسم بالكامل بإدارة الجوازات ووجود تشابه كبير بينها وبين السيدة المطلوبة.

ولدت ليلي فوزي في تركيا في 20 أكتوبر 1918، حيث كان والدها مصري الجنسية ويعمل تاجر للأقمشة ويملك محلات في القاهرة ودمشق واسطنبول.

ووالدتها كانت حفيدة قيصر لي باشا أحد قادة الجيش التركي إبان حكم سلاطين آل عثمان، وتعتبر ليلي فوزي من أجمل الفنانات اللاتي ظهرن في تاريخ السينما المصرية على الإطلاق تبعاً لمعايير كانت تحاكي معايير الذوق الغربي في أواسط القرن العشرين.

واختيرت من قبل مجلة أمريكية في أربعينيات القرن العشرين كإحدى أجمل حسناوات عصرها، وأول أدوارها كانت دور فتاة صغيرة في فيلم مصنع الزوجات عام 1941، وبرعت في تجسيد أدوار الملكات والأميرات والنساء الأرستقراطيات بجدارة.

كما لمعت في أدوار الشر، مما جعل معظم المخرجين يسندونها إليها، إلا أنها كرهت ذلك، وقال عنها الصحفي مصطفى أمين «إن ليلى فوزي إذا بحثت في شجرة عائلتها سوف تجد نفسها أميرة سابقة».

قدمت ما يقرب من 85 فيلماً سينمائياً و 40 مسلسلا تليفزيونياً، كان من أواخر أدوارها السينمائية دورها المميز الصامت في فيلم ضربة شمس من بطولتها مع نور الشريف ونورا عام 1979.
تزوجت ثلات مرات، الأولى كانت من الفنان عزيز عثمان، والثانية من الفنان أنور وجدي والثالثة من الإذاعي جلال معوض، ولم تنجب من زيجاتها الثلاث أبناء، ورفضت عرضا من إحدى القنوات الفضائية ببيع مذكراتها نظير مبلغ كبير.

توفيت إثر صراع مع المرض في 12 يناير 2005 بالقاهرة، وشيعت جنازتها في حضور شعبي وفني كبير.