نائب وزيرالتعليم السابق: العدالة التعليمية لا تتحقق فقط بتوزيع «التابلت»

الدكتور احمد الجيوشي ، نائب وزيرالتربية والتعليم
الدكتور احمد الجيوشي ، نائب وزيرالتربية والتعليم

كشف الدكتور أحمد الجيوشي ، نائب وزيرالتربية والتعليم لشؤون التعليم الفني السابق، الفرق بين المساواة من ناحية وبين العدل وتكافؤ الفرص من ناحية أخرى في التعليم.

وقال د.الجيوشي، في تصريح له عبر صفحته الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، " استمعت غير مرة لقول وزير التربية والتعليم إن توفير التابلت لكل طالب من طلاب المرحلة الثانوية يحقق المساواة بين الغني والفقير ويحقق تكافؤ الفرص التعليمية بينهم وهو قول صحيح تماما من وجهة نظر "المساواة" بين الناس .. والإجراء ذاته الذي تحملت الدولة تكلفته في ظل الظروف الاقتصادية هو اجراء محمود لا بد ان نشكرها عليه بل ونشجعها للمزيد" .


وأضاف د.الجيوشي، أما من وجهة النظر التعليمية والتربوية فالمساواة وحدها قد لا تحقق العدالة ولا تكافؤ الفرص للطلاب وفق معايير الامم المتحدة SDG-4 وإنما يلزمها اجراءات وسياسات اضافية لكي تؤتي اوكلها وتكتمل فائدتها لغالبية الطلاب.

وتابع قائلا ،" لكي اوضح ما اقول اضرب لكم مثلا بالصورة المرفقة لطفل ويافع ورجل تتفاوت قاماتهم قصرا وطولا .. يريد كل منهم مشاهدة المباراة التي يفصلهم عنها سور .. فالمساواة كما يتضح من الصورة ان يقف الثلاثة علي قواعد مستوية واحدة (القواعد الخشبية هي الاداة المساعدة هنا) فلا يستطيع مشاهدة المباراة منهم الا من يملك اصلا الطول الذي يفوق ارتفاع السور الذي امامهم .. اما الطفل واليافع ولان ارتفاع السور اكبر من قدراتهما الجسمية ولأنهما يقفان علي نفس مستوي الرجل الطويل (ومع انه يحقق المساواة في   الادوات المساعدة بين الثلاثة) فلم يستطيعا الاستفادة من "المساواة" هنا لاختلاف قدراتهم!!.

واستكمل ، لذلك فالسياسات التعليمية والتربوية الاضافية المطلوبة، وما يحقق "العدالة" وتكافؤ الفرص الي جانب "المساواة" في توزيع التابلت هو مراعاة الفروق الفردية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية واللوجستية والبنية التحتية والتدريب للطلاب وبناء قدرات المدرسين وتأهيلهم وأولياء الامور ومشاركتهم، فضلا عن تنظيم العملية التعليمية ذاتها تنظيما متكاملا و محكما وملزما للجميع، وهو ما يعني توفير الأرضية المناسبة حسب قدرات كل طالب لكي يستطيع الصعود الي اعلي من "السور" الذي يحجب عنه رحلة التعلم!!.

وقال إن الخلاصة ليس بالتابلت وحده تتحقق العدالة التعليمية وتكافؤ فرصها حتي لو كان يحقق المساواة .. وانما هناك اجراءات وسياسات اضافية مطلوبة وضرورية .. والدليل هذا التفاوت الكبير الذي نلمسه بين الطلاب في مدي استجابتهم واندماجهم في منظومة التابلت في المرحلة الثانوية والمسئولية في معظمها لا تقع عليهم بكل تأكيد .. ولا أعرف إن كان الامر ذاته ينطبق علي نمط المناهج  الجديدة في المرحلة الابتدائية والكيجيهات القائمة علي وحدة "السمة"  في ظل عدم وجود تقييم حقيقي ومنضبط احصائيا للتجربة حتى الان اللهم إلا من بعض الانطباعات العابرة ايجابا او سلبا هنا وهناك.

وقال د.احمد الجيوشي، اقول ذلك كرجل تعليم قبل ان اكون ولي امر وبكل تجرد ومن واقع تجربة اسرية حقيقية.

اقرأ أيضا |«بوابة أخبار اليوم» ترصد 34 تصريحًا لوزير التعليم أمام مجلس النواب