عمال في مرمى النيران.. من ينقذ «ألومنيوم» نجع حمادي قبل الانهيار ؟

عمال في مرمى النيران
عمال في مرمى النيران

◄ السعداوي: انخفاض سعر الألومنيوم عالميا تسبب في خسائر كبيرة
◄ عضو مجلس الإدارة: غلق الموانئ بعد كورونا عظّم الخسائر
◄ برلماني يتقدم بطلب إحاطة.. ويناشد بخطة عاجلة للإنقاذ

 
ما يقرب من 6 آلاف عامل، تحدوا الصعاب، يعملون في النيران، واجهوا العديد من المشاكل، يعلنون الاعتصام حفاظا على حقوقهم، وسرعان ما يتراجعون حبا في مصانعهم الذين أفنوا حياتهم للحفاظ عليها، بعد أن أصبح الألومنيوم بيتهم الذين يعملون في مصنعه، ويعيشون في مدينته ويدرسون في مدارسه، ويتنزهون في حدائقه.

معلومات عن الشركة


أُنشئت شركة مصر للألومنيوم سنة 1972 بنجع حمادى وتبعد 100 كيلو مترا عن شمال مدينة الأقصر، وهي مدرجة في البورصة المصرية منذ يوليو 1997.

ويقع مقر شركة مصر للألومنيوم في قنا بنجع حمادي، ويبعد مقر الشركة 200 كيلو مترا عن ميناء سفاجا لاستقبال الخامات وتصدير المنتجات، و أنشئ أول خط للإنتاج في أكتوبر عام 1975، وتم زيادته إلى خمسة خطوط في يوليو 1983، وفي أكتوبر 1997 تم إضافة خط للانتاج بنظام وخلايا سابقة التحميص، و تضم وحدات الشركة خلايا إنتاج الألومنيوم وتضم الشركة 12عنبر إنتاج، كل منها يحتوى على 46 خلية تعمل بتكنولوجيا الأنود سابق التحميص بإجمالي 552 خلية، وتتراوح الطاقة الانتاجية المتاحة من 290 ألف إلى 320 ألف طن، وتعمل بشدة تيار قدرة "210 ك أمبير/ ساعة".

ويوجد بالشركة مسبكين لإنتاج مسبوكات الألومنيوم من الإسطوانات والبلاطات والقوالب والسلك، ووحدة العمرات الجسيمة لتجهيز وتبطين الغلاف الكاثودى وعمل عمرة شاملة للهيكل الأنودى، ووحدة محمص الفحم وهو من الوحدات المساعدة اللازمة يقوم بإنتاج 140 ألف طن فحم بترولى محمص لإنتاج البلوكات الكربونية، و مصنع البلوكات الكربونية لإنتاج بلوكات كربونية للخلايا سابقة التحميص بطاقة إنتاجية 160 ألف طن سنويا لتغطية احتياجات الشركة.

اقرأ أيضا|«مصر للألومنيوم» تنفي تراجع أحمال الشركة من الكهرباء

كما يوجد مصنع الدرفلة لإنتاج مدرفلات الألومنيوم من اللفائف والشرائح والألواح، وهو أنشئ حديثا في الشرق الأوسط ينتج 75 ألف طن سنويا مدرفلات، ومصنع البثق لإنتاج قطاعات الألومنيوم، بالإضافة إلى أن الورش الإنتاجية تسهم في تصنيع كثيرا من احتياجات وحدات الإنتاج بالشركة، وبعض مستلزمات الإنتاج في كثير من الشركات بالداخل والخارج.

و مقومات الشركة تشمل مدينة سكنية، مستشفى لعلاج العاملين وأسرهم، ونادى رياضى، سوق تجارى للعاملين وأسرهم،و مزرعة 500 فدان من الأرض المنزرعة وتضم المزرعة جانب لتربية الأبقار لتوفير الألبان واللحوم للعاملين بالشركة.


خسائر كبيرة


تعرضت الشركة لخسائر كبيرة خاصة بسبب الكهرباء،  كما شهدت احتجاجات من العمال بسبب عدم صرف المكافأة والأرباح السنوية،  الأمر الذي دفع مجلس الوزراء لاصدار بيان يوضح فيه أسباب خسائر الألومنيوم وما حدث به في الآونة الأخيرة.

أوضح المهندس محمد السعداوي رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات المعدنية، أن شركة مصر للألومنيوم بنجع حمادي تعد إحدى أكبر الشركات في محفظة الشركة القابضة، حيث يبلغ رأس مالها  1.6 مليار جنيه، وقد حققت الشركة نجاحات متكررة فهي واحدة من أكثر شركات قطاع الأعمال العام ربحاً وكذلك أحد أكبر الشركات من حيث التصدير.

وأكد أن شركة مصر للألومنيوم في العام المالي الأخير قد حققت مجمل خسائر قدرها 2.1 مليار جنيه من النشاط الجاري وصافى خسائر قدرها 1.7 مليار جنيه خلال العام المالي 2019/2020 (أى ما يزيد عن رأس المال المدفوع) مقارن بأرباح قدرها  571 مليون جنيه عن العام المالى السابق 2018 /2019.

وأشار إلى أن أسباب الخسائر ترجع إلى انهيار أسعار معدن الألومنيوم في أسواق وبورصات المعادن العالمية مما أدى إلى نقص إيرادات الشركة بمبلغ 2.4 مليار جنيه عن العام المالي السابق، علماً بأن أسعار المعادن تتغير صعوداً وهبوطاً طبقاً لدورتها فى الأسواق العالمية وزادت عليها ما ترتب من أثار جائحة كورونا فى الأسواق العالمية، ومن أسباب تحقيق الخسائر أيضاً ارتفاع تكلفة الإنتاج بشركة مصر للألومنيوم نتيجة ارتفاع سعر توريد الطاقة الكهربائية مقارنة بمثيلاتها فى المصاهر العالمية مما زاد التكلفة بمقدار 338 مليون جنيه عن العام المالى السابق.


كورونا يفاقم الخسائر


وقال المهندس مؤمن ياسين  عضو مجلس إدارة الألومنيوم،  إن العمال يكدحون ليل نهار، للحفاظ على الإنتاجية والحفاظ على مستقبل مصنعهم، الذين نشأوا فيه.
ويتابع أنه بالرغم من خفض عدد العمال من 10 آلاف إلى 5400 عامل، إلا أن الإنتاجية تضاعفت،  والعمال ينفذون المطلوب منهم، بالرغم من أنهم يعملون في ظروف صعبة ودرجة حرارة مرتفعة تصل إلى 1000 درجة.
ويشير عضو مجلس إدارة الألومنيوم،  إلى أن الألومنيوم من اكبر المصانع في الشرق الأوسط، ويصدر إلى الدول الأوروبية وامريكا، لكن تعرض في الفترة الأخيرة إلى أزمات اهمها ارتفاع فاتورة الكهرباء من 50 قرش إلى ١.١٠ قرش ثم انخفض بعد جائحة كورونا إلى ١.١ قرش، لافتا أن ارتفاع أسعار الكهرباء يحمل الشركة أعباء كبيرة ماديا فكل قرش زيادة في الكهرباء يكلف الشركة 50 مليون جنبه سنويا.
ويتابع : أن سبب خسائر الشركة أيضا يرجع الى غلق الموانئ بسبب جائحة كورونا،  في الأشهر الماضية،  مما جعل الألومنيوم ينتج ولا يستطيع بيع منتجه، مما تسبب في خسائر كبيرة بسبب ارتفاع أسعار الكهرباء والمعدن .
ويشير إلى أن الألومنيوم بدأ يتعافى بعد فتح الموانئ والسوق،  ولكن سعر المعدن القادم من فيتنام والصين ودول الخليج ارخص بكثير مقارنة بهنا بسبب أن سعر الكهرباء هناك اقل بكثير، لا فتا أن سعر الكهرباء في الألومنيوم أعلى سعر على مستوى العالم.

ويرى عضو مجلس إدارة الألومنيوم، أن الحل في أزمة الألومنيوم، هو التطوير،  والشركة بدأت بالفعل في ذلك من خلال تطوير الخلايا فهناك مناقصة لخلايا أقل استهلاكا للكهرباء، وصناعة منتج نهائي، مثل مصنع الجنوط وهناك مناقصة لذلك،  فضلا أنه لا بد وأن يكون هناك سعر عادل للكهرباء للحفاظ على هذه الصناعة العظيمة.

أسعار الكهرباء 

وقال المهندس ياسر الجالس،  رئيس نقابة العاملين بالألومنيوم ، إن شركة مصر للألومنيوم ، أحد أهم قلاع الصناعة في مصر والشرق الأوسط،  تأسست بعمالها المكافحين وسنحافظ عليها بكل ما أوتينا من قوة.

وتابع أن الشركة لم تواجه أي خسائر منذ انشائها حتى الآن،  فلقد حققت أرباح 5 مليارات جنيه في السنوات الأخيرة،  ولكن مشكلتنا الكبيرة في ارتفاع أسعار الكهرباء من 3.5 مليار حتى 5.5 مليار جنيه. 

ويشير إلى أن العمال يتحدون الصعاب، فبالرغم من أن عددهم كان 10 الاف عامل كانت الإنتاجية 180 الف طن سنويا، أما الآن فينتجون 320 ألف طن بالرغم من أن عددهم وصل قرابة 5 آلاف عامل.

ويلفت الجالس، أن العمال شعروا بأنهم لأول مرة يواجهون الخسارة التي سببها الكهرباء، فكان دافعا للأزمة الأخيرة بسبب الأرباح والمكافاة.

 

طلب إحاطة


من جهته تقدم النائب سيد المنوفي عضو مجلس النواب عن دائرة نجع حمادى ودشنا والوقف بمحافظة قنا، بأول طلب احاطة للدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء والدكتور هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة والدكتور محمد معيط وزير المالية لإنقاذ مصنع الألومنيوم من الإنهيار بسبب تعرضه لخسائر كبيرة نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار الكهرباء مطالبا بالإسراع في تدبير الموارد المالية لصرف الأرباح لعمال المصنع.

وقال المنوفي، إن مصنع الألومنيوم يعد واحداً من أحد أهم القلاع الصناعية التي أنشئت عقب دخول كهرباء السد العالي إلى صعيد مصر حيث تم التعاقد مع الاتحاد السوفيتى في نوفمبر 1969 لتوريد المعدات والمستندات الفنية والخبرة اللأزمة لإقامة مصنع متكامل للألومنيوم على مساحة 5000 فدان بطاقة إنتاجية 100 ألف طن سنويا، ثم أضيف بروتوكول توسعات جديد بطاقة إنتاجية 66 ألف طن سنويا، مؤكداً أن مصنع الألومنيوم نجع حمادي هو الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط حيث وصل إنتاجه إلى 320 ألف طن بعد انتهاء تطوير الخلايا عام 2010 ولكن يمر حاليا بظروف ومشكلات تتطلب التدخل السريع والحاسم من الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة والدكتور هشام توفيق وزير قطاع الاعمال العام والدكتور محمد معيط وزير المالية وفى مقدمة هذه المشكلات ارتفاع اسعار الكهرباء .

مطلوب خطة عاجلة


وطالب النائب سيد المنوفي، من الحكومة التفكير ووضع الخطط العاجلة التي تكفل استغلال خام الألومنيوم في الصناعات المصرية من خلال إنشاء مجموعة من صناعات الألومنيوم داخل شركة مصر للألومنيوم بنجع حمادي يكون منها صناعات مخصصة للتصدير لمختلف أسواق العالم خاصة الأسواق العربية والأفريقية، مؤكدا ضرورة أن تضع الحكومة مشكلات صناعة الألومنيوم على أجندة عملها إضافة إلى ضرورة تشكيل لجنة وزارية للقيام بزيارة لشركة مصر للألومنيوم لتفقدها على الطبيعة وعقد لقاءات مع المهندس محمود سالم رئيس مجلس إدارة الشركة وجميع القيادات والعاملين بهذا الصرح الصناعى الكبير واتخاذ قرارات عاجلة لتخفيض أسعار الكهرباء تجدر الاشارة إلى أنه يعمل بهذا المصنع ما يزيد على عشرة آلاف عامل، يقيم معظمهم في مدينة سكنية ملحقة بالمصنع تحتوي على الخدمات الأساسية، كالمدارس والمستشفى والنادي الرياضي ويقوم المصنع على إنتاج وتصنيع وتسويق وتوزيع معدن الألومنيوم ومستلزماته وسبائكه ومشتقاته ومشغولاته في الداخل والخارج، ويتضمن وحدات رئيسية تشمل عنابر الإنتاج والمسابك الكهربائية والدرفلة، بينما تشمل وحدات إنتاج الخامات الرئيسية وحدات تحميص الفحم ووحدات إنتاج البلوكات الكربونية، كما توجد وحدات للخدمات الإنتاجية ووحدات الخدمات.