حكايات| الخواجة ياني «المصري».. هداف غزل المحلة في دوري أبطال أوروبا

يانيس كوميانيدس
يانيس كوميانيدس

يوم 19 مارس من العام 1957، عرفت كرة القدم المصرية مهاجمًا شابًا من أبناء الجالية اليونانية يدعى يانيس كوميانيدس، عندما سجل هدفين في مرمى المنصورة بقميص نادي الزمالك في مباراة كبرى انتهت بالتعادل 4-4 في الجولة 19 للدوري الممتاز، والمفارقة أن عمره حينها كان 19 عامًا وهو المولود في العام 1938.


عاد كوميانيدس الذي أطلق عليه الجمهور المصري اسم «ياني» وهو الاسم الأشهر بين أبناء الجالية اليونانية العريقة في مصر آنذاك، وقدم نفسه للجمهور من جديد حين سجل هدفًا في نصف نهائي كأس مصر بقميص نادي الزمالك في مرمى السكة الحديد يوم 26 مايو من العام 1957 في مباراة انتهت بفوز فريقه بهدفين نظيفين وقاد الأبيض للنهائي ليتوج باللقب على حساب المصري البورسعيدي.

رحل كوميانيدس عن الزمالك بعد الموسم الأول، وانتقل إلى غزل المحلة الذي لعب له ستة مواسم وصار نجمًا بتسجيله للأهداف الحاسمة في مباريات الدوري، وفي رصيده 18 هدفًا سجل منها هدفًا وحيدًا في كأس مصر بحسب ما أبرزه المؤرخ خالد أبو العيون في كتاب الإغريق والرومان في الملاعب المصرية.

سجل كوميانيدس هدفًا وحيدًا في دوري الموسم 1957-58 الذي أقيم بنظام المجموعتين، لكن في دورة تصفيات الهبوط أنقذ غزل المحلة بتسجيل 6 أهداف من 8 سجلها الفريق كله لتفادي الهبوط ونجح في مهمته.

 

وكان الموسم 1962-63 هو الأكثر تميزًا لكوميانيدس بعدما استطاع تسجيل 8 أهداف منها هدف الافتتاح في الفوز التاريخي على الزمالك بملعبه بنتيجة 3-1، وهاتريك في مرمى دمنهور حين فاز الغزل بخماسية مقابل هدفين في الموسم ذاته.

 

إلى هنا تكون قصة كوميانيدس طبيعية ومكررة لنجوم سطعوا في الدوري المصري من أبناء الجاليات الأوروبية، وعلى رأسها الجالية اليونانية الأعرق والأكبر عددًا في مصر خلال القرن التاسع عشر، لكن القصة لم تنته واكتملت فصولها في القارة العجوز حين قرر الخواجة ياني العودة إلى اليونان في العام 1963.

 

واستمرت رحلة كوميانيدس مع كرة القدم في اليونان فانضم مباشرة إلى نادي باناثينايكوس أحد أعرق الأندية اليونانية وأكثرها شعبية في العاصمة آثينا، وسطر تاريخًا لم يسبقه إليه أي لاعب يوناني في الدوري المصري.

 

وفي الموسم 1963-64، شارك كوميانيدس في تتويج باناثينايكوس بالدوري اليوناني دون أي هزيمة وهو الرقم الصامد في تاريخ الكرة اليونانية حتى يومنا هذا ولم يستطع أي ناد آخر تكراره، وسجل 7 أهداف في 11 مباراة لعبها خلال هذا الموسم الذي تفخر به الجماهير اليونانية حتى الآن.

 

أطلقوا عليه لقب كوميانيدس «المصري» خلال رحلته في باناثينايكوس الذي توج معه بالدوري اليوناني للمرة الثانية في الموسم 1964-65، كما وصل إلى نهائي كأس اليونان وخسره لصالح أولمبياكوس الغريم التقليدي لبناثينايكوس، والمفارقة أنه سجل في نصف النهائي في مرمى أبولون، كما سبق له التسجيل في نصف نهائي كأس مصر في بداية مشواره مع الزمالك.

 

وأصبح كوميانيدس أول لاعب في التاريخ يخرج من الدوري المصري ليشارك في دوري أبطال أوروبا بمسماها القديم، وشهدت نسخة العام 1964 مشاركته مع بطل اليونان ضد جلينتوران الأيرلندي في الدور الأول وفاز بنتيجة 3-2.

 

ثم جاءت اللحظة التاريخية وسجل كوميانيدس هدفًا في مرمى كولن الألماني في إياب دور الستة عشر، وكان كفيلاً بصعود باناثينايكوس بعد التعادل 1-1 ذهابًا في اليونان، قبل أن يسجل كولن هدفين ويقتنص بطاقة الصعود.

 

كما شارك كوميانيدس في نسخة العام 1965، وخاض مباراة أمام فرينكفاروز المجري انتهت بالتعادل السلبي.

 

كوميانيدس واصل مشواره بعد تسجيل 15 هدفًا بقميص باناثينايكوس في موسمين، ولعب لنادي إيجالو ثم اعتزل في بانيونيوس وكلها أندية في العاصمة اليونانية آثينا، وأصبح «المصري» أحد أساطير باناثينايكوس ضمن جيل ذهبي يذكره تاريخ النادي اليوناني الكبير.

 

وشارك كوميانيدس مع منتخب اليونان في 3 مباريات رسمية منها مواجهة أمام ويلز في تصفيات كأس العالم يوم 12 سبتمبر عام 1964 وانتهت بفوز اليونان بهدفين نظيفين.

 

رحل كوميانيدس عن عالمنا في 28 أبريل من العام 2015 عن عمر ناهز 77 عامًا، ونعاه نادي باناثينايكوس باعتباره أحد أساطيره واستخدم اسم شهرته «المصري» في البيان الرسمي لإعلان وفاته.

 

اقرأ أيضًا.. حكايات| السد العالي اليوناني.. «براسكوس» حارس قاد مصر لأول بطولة أفريقية