فاينانشيال تايمز: على بايدن إصلاح الثقة في وسائل الاعلام التقليدية

بايدن
بايدن

رأت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية في عددها الصادر اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة اتخذت خطوة حاسمة نحو العودة إلى ثقافة الحقيقة، وهو ما تجلى منذ لحظة تنصيب الرئيس جو بايدن رئيسا جديدا للبلاد، ودعت الإدارة القادمة إلى إصلاح الثقة في وسائل الإعلام التقليدية وإيجاد طرق لكبح جماح خطاب الكراهية والمعلومات المضللة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، حتى يشعر الأمريكيون أنهم جميعًا يعيشون في واقع واحد، مما يمكن بلدهم من تحقيق التقدم الحقيقي.

واستهلت الصحيفة افتتاحيتها لهذا اليوم، والتي نشرتها على موقعها الإلكتروني، بقول إنه لأول مرة ومنذ عهد الرئيس أبراهام لنكولن على الأقل، تضمنت خطابات تنصيب الرئيس الأمريكي مناشدات للوحدة، إذ نادرًا ما كانت "الوحدة" منذ ذلك الحين موضوعًا محوريًا أو متكررًا كثيرًا مثلما كان في خطاب بايدن ليلة أمس، ولكن نادرًا أيضا ما كان يتولد الشعور بأن الديمقراطية الأمريكية هشه على النحو الذي أصبحت عليه اليوم.

اقرأ أيضا| لأول مرة حقيبتين .. كيف تسلم بايدن «الزر النووي»

وأوضحت الصحيفة، أن بايدن دعا، في حديثه الذي تميز بحضور حشد كبير من قوات الأمن لحراسة مبنى "الكابيتول" من احتماليه تعرضه لأعمال عنف وغياب الحشود الكبيرة وكذلك سلفه دونالد ترامب، إلى "بداية جديدة"، مع ذلك كانت هذه البداية بمثابة دعوة للعودة إلى الحقيقة واللياقة واحترام الحرية والمؤسسات وسيادة القانون التي طالما كانت مصدرًا للديناميكية غير العادية لأمريكا ومكانتها في العالم.

وتابعت الصحيفة تقول: إن مهام الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة تختلف كلياً عن مهام العديد من الرؤساء السابقين من حيث حجمها الهائل،فهي تشمل احتواء جائحة تمت إساءة إدارتها وأودت بحياة 400 ألف شخص على الأقل، وتسببت في آلام اقتصادية للملايين وسيكون ذلك صعبًا بما يكفي لمعظم الرئاسات. 

كما اعترف بايدن، فإن عبء المسئولية الذي يواجهه لا يزال أثقل "لتهدئة الانقسامات الاجتماعية المتفاقمة وإصلاح الجمهورية الأمريكية واستعادة سمعتها الأخلاقية"، على حد قوله، ورغم أن هذه التعهدات سوف تستغرق فترة طويلة منذ بدء رئاسة بايدن، إلا أن الكيفية التي سيؤدي بها مهام منصبه ستحدد إلى حد كبير ما إذا كان بإمكانه النجاح في نهاية المطاف.

ورأت "فاينانشيال تايمز"، أنه يتعين على بايدن، من أجل بدء إعادة بناء الثقة في السياسيين ومؤسسات الدولة، أن يبدأ من الداخل في محاولة لاستعادة بعض مظاهر الشراكة بين الحزبين، فيما يؤهله تاريخه كمشرع ونائب برلماني للوصول إلى هدفه بشكل أفضل من غيره، كما أظهرت حملته وطريقة إدارته لذاته في الأسابيع العشرة المضطربة والأخيرة لياقته وسمات شخصيته الأساسية، وهو ما انعكس في تعهده يوم أمس بأن يكون "رئيسًا لكل الأمريكيين".

مع ذلك، أكدت الصحيفة البريطانية، أن الشراكة بين الحزبين ستتطلب تعاون خصومه السياسيين،فعلى الرغم من أن الديمقراطيين يسيطرون الآن على الكونجرس،إلا أن سلوك الجمهوريين في المعارضة سيكون عاملاً حاسماً في نجاح بايدن. 

وأشارت الصحيفة إلى أن اعتراف ميتش مكونيل، أكبر عضو جمهوري في مجلس الشيوخ، بأن مثيري الشغب الذين اقتحموا حرم الديموقراطية الأمريكية، مبنى الكابيتول، قبل أسبوعين قد "تغذوا بالأكاذيب" و"تم استفزازهم من قبل الرئيس السابق" بداً اعترافًا متأخرًا للغاية فيما يخص الخطر الوشيك . 

واختتمت الصحيفة البريطانية افتتاحيتها بالقول إنه على الرغم من أن بايدن تجنب الحديث في هذا الموضوع، فإن استعادة احترام سيادة القانون يجب أن تعني أيضًا مساءلة ترامب وأنصاره ممن اقتحموا الكابيتول، بالإضافة إلى تسهيل قيام مجلس الشيوخ بدوره في هذه المحاكمة ، إذ أن دور ومسئولية الرئيس السابق عما حدث يعد أمراً يخص المحاكم الجنائية، وسيكون بين التشبث بالوحدة وتضميد جروح الأمة وفي الوقت ذاته تطبيق العدالة على سلفة خطا رفيعا لا يمكن لبايدن أن يتجنبه.