كلام يبقى

ممتاز القط
ممتاز القط

اليوم يدخل العالم كله مرحلة جديدة مع أول أيام رئاسة جون بايدن بعد ان انتهت أمس أكبر مسرحية فى تاريخ الديمقراطية الغربية والتى لم تعد نموذجا يتم الاخذ أو المطالبة به فى دول العالم الثالث.

تبدلت المفاهيم والرؤى والافكار ولن تصبح أمريكا الغد مثل امريكا الأمس والتى فقدت كثيراً من قوة دفعها ونفوذها بعد أن فشلت فى الصمود أمام حقيقة التباين فى التركيبة الاجتماعية والسياسية الداخلية وهو الامر الذى ينعكس بشدة على علاقاتها وسياستها الخارجية ومفاهيم الديمقراطية وحقوق الانسان التى كانت أسيرة لها وحاولت تطبيقها فى العديد من البلدان.

وإذا كانت منطقة الشرق الأوسط قد شهدت احداثا ومتغيرات كثيرة قد تجبر الولايات المتحدة على اعادة رسم سياساتها الخارجية مع دول المنطقة فإن الفرصة ستكون سانحة امام مصر لإعادة بلورة العلاقات الثنائية بصورة اكثر تكافؤا وتوازنا بعيدا عن انماط تقليدية ثبت فشلها ولم يعد العالم الخارجى قادرا على تقبلها.

فرغم كل الاحداث والمتغيرات التى شهدتها منطقة الشرق الاوسط فى اعقاب ما سمى بالربيع العربى  والذى كان صناعة امريكية بحتة ـ فإن مصر لاتزال تحتل موقعها كقوة اقليمية كبرى قادرة على صنع الاحداث وتحريكها صوب تحقيق مصالحها.

بين ركام ورماد الربيع العربي صعد المارد المصرى ليصحح بسرعة بوصلة السقوط ليحولها الى طاقة تعرف مكنون وحقيقة قوتها وهو الامر الذى تدركه وتعيه الادارة الامريكية الجديدة بعد ان كشفت الايام زيف وبهتان محاولات تصدير ديمقراطية أصبحت أكثر هشاشة اليوم عن اى وقت مضى.. لقد حاولت بعض ابواق الشر الترويج لفكرة خلاف كبير متوقع بين مصر وواشنطن فى عهد بايدن اعتمادا على تصريحات انتخابية هى الاكثر والأعلى شراسة فى تاريخ الانتخابات الأمريكية.

لقد كان بايدن اكثر المعارضين لفكرة الربيع العربى وكان ولايزال اكثر الديمقراطيين تشددا امام المد الإرهابى وقناعته بأن مصر حائط صد هو الاقوى امام محاولات إسقاط الانظمة العربية والتى تؤمن عملية السلام والاستقرار بالمنطقة والعالم.

مصر لديها علاقات قوية مع العديد من اعضاء مجلسى النواب والشيوخ ويجب ان تبدأ من اليوم اتصالاتها مع الادارة الجديدة.

وأثق ان كيمياء البشر والحكم الموضوعى على مواقفهم ستكون لصالح مصر فى اول لقاء بين الرئيسين السيسى وبايدن.. لقاء حكمة يصحح كل المفاهيم الخاطئة ويضع أساساً لمصالح متكافئة.