انتباه

المايسترو قبل العبقري

علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب

بغض النظر عن اختلافات الرؤية والتناول وردود الافعال تجاه قرار تصفية مجمع الحديد والصلب، بعد اكثر من ستة عقود على انشائه، والادوار التى اضطلع بها، ورسخت فى الذاكرة الوطنية صورة ذهنية ايجابية فاعتقد ان القرار يمثل لحظة فارقة، يجب ان تدفعنا الى اعادة النظر والتقويم لآليات فى الادارة استقرت طويلاً فى معظم مؤسساتنا، وأصبح الأمر وجوبياً فى تبنى غيرها حتى نمضى الى المستقبل بشكل آمن، يضمن احراز تقدم حقيقى وملموس، ويبتعد بنا عن اتخاذ قرارات اقرب الى الجراحات المؤلمة، أو حتى البتر خلاصاً من اجزاء باتت عبئا على الجميع.

فى العديد من منظوماتنا الادارية والانتاجية أصبحت احوالها بحاجة ضرورية وعاجلة لتطوير الاداء عبر حلول خلاقة، وغير تقليدية من شأنها تغيير فعلى فى مجرى حياة تلك المؤسسات، التى تعانى من الاداء الرتيب، دون أى مقاربة حقيقية مع مفاهيم الابتكار والابداع.

نحتاج الى هزة شديدة، واعتماد خيارات وبدائل تعتمد فى تنفيذها على فكرة فريق العمل، وتنبذ الفردية التى تميزت بها فترات طويلة، ففى كل تجارب التقدم ثمة احترام لمفهوم العمل الجماعي الذى يضمن أداء افضل ومن ثم احراز خطوات للامام بصورة دائمة، من ثم تقود الى إحداث نهضة مجتمعية شاملة، إذ المجتمع فى المحصلة النهائية حاصل مجموع وحداته، ثم ان نظرية الأوانى المستطرقة تؤكد ـ دائما ـ انه ثمة تأثير متبادل لا يمكن الفرار منه، بل من الواجب وضعه محل التقدير، ففى المنظومات المجتمعية لا يتقدم أحد بمفرده، بل فى اطار استراتيجية شاملة تظل الجميع تحت أجنحتها.

مؤسستنا −الآن − لا تحتاج الى عباقرة، بل الى قباطنة قادرين على الاستماع لجميع الآراء، وتوزيع الأدوار بمهارة، واعلاء مفهوم المايسترو فى التنسيق بين مختلف العازفين، اقصد فريق العمل فى جميع المستويات القيادية داخل منظومة العمل.

الاداء الجديد لا يتم عبر اساليب قديمة، والابداع والابتكار يحتاجان لبيئة حاضنة تهييء لاصحاب الافكار غير التقليدية مناخاً مواتياً لابراز أداء يحقق لمؤسساتهم القدرة على الانطلاق لآفاق اكثر براحاً، والتحليق نحو مستقبل أفضل.