بعد احتفاظ فتاتين بجثة والدهما.. طبيب يكشف: الجثث قد تبقى دون تحلل 40 عاما

أرشيفية
أرشيفية

شهدت منطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، واقعة غريبة منذ عدة أيام، حيث خالفت فيها فتاتان العادات والتقاليد نظرا لحبهما الشديد لوالدهما وتعلقهما به، حيث رفصتا دفنه عقب موته، وظلا محتفظتين بالجثة، داخل الشقة لمدة 10 أيام، فى محاولة منهما لإخفائه عن الجميع، حتى أقاربهما، بحيلة لمنع الروائح الكريهة الصادرة عن تعفن الجثة.

 

وقد تبين من التحقيقات والتحريات الأولية أن الفتاتين مطلقتان وتقيمان برفقة والدهما الذي كان يمنع خروجهما وأنهما تعانيان من مرض نفسي لعدم استمرار زواجهما، واعترفت المتهمتان برفضهما التام لدفن والدهما لعدم الافتراق عنه وحزنهما عليه فقررا تكفينه والاحتفاظ بالجثة فقامتا بلفها في شاش طبي بعد وضع كمية من الكريم المرطب عليها لمنع الرائحة الكريهة وظل الأمر مستمرا لمدة ١٠ أيام حتى تعفنت الجثة واكتشف عمهما الأمر. 

 

من جانبع علق الدكتور إبراهيم مجدي حسين، استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، على هذه الواقعة بأن هذه الحالات تعتبر حالات نادرة ولا تحدث بكثرة، مؤكدًا أنه يتم دراسة الحالات المشابهة في جميع أنحاء العالم، لافتًا لحدوث هذه الواقعة في ألمانيا حيث احتفظت سيدة تبلغ من العمر56 عاما بجثة والدها البالغ من العمر 95 عاما، لمدة 5 سنوات وأنها كانت تعاني من المرض النفسي.

 

وأوضح «إبراهيم» أن هذه الواقعة تندرج تحت علم طب النفس الشرعي، مؤكدًا وجوب مراجعة التاريخ المرضي للفتاتين لمعرفة دوافعهما متوقعًا إصابتهما بمرض نفسي.

 

وطالب «إبراهيم» بالاستفادة من الجانب الإيجابي بالقصة السودواية، وهي أن يسأل الناس عن بعضهم البعض «نرجع نشوف بعض تاني ونرجع نسأل على بعض تاني ولو كان حد بيزورهم مثلا أو بيودهم وأحنا الأيام دي ابتدينا نبعد عن بعض كتير ونسأل عن بعض بالسوشيال ميديا».

 

وأشار إلى أن الشخص عندما يفقد شخصا آخر أو وظيفة أو مكانا أو حيوانا، يمكن أن يحدث عنده شعور بالفقدان، ويتذكره باستمرار ويكون حزينا عليه، لافتًا أنه في المراحل القصوى يصل لمرحلة الإنكار «يروح يدفنه ويرجع يدخل الأوضة كأنه بيكلمه أو بيتكلم معاه ويبقى فيه هلاوس».

 

من جانبه علق كبير الأطباء الشرعيين في مصر ورئيس مشرحة زينهم الأسبق أيمن فودة، على احتفاظ الفتاتين بالجثة وعدم بدء تحللها، قائلا: إن جثة الشخص قد تبقى دون تحلل بعد الوفاة لسنوات طوال قد تصل إلى 40 عاما.

 

وأضاف أن "أكثر شيء قد يؤدي إلى عدم تحلل الجثة إما أن تكون مدفونة في منطقة جبلية أي وسط الجبال أو في صحراء جافة لا رطوبة بها، وذلك لما يسببه ارتفاع درجة الحرارة في تجفف المياه داخل الجثة وبالتالي تقل نشاط بكتيريا التعفن التي تؤدي لتآكل الجثة".

 

وأشار فودة إلى هذا هو مايسمى بظاهرة التحول المومياوي، أي تتحول من جثة إلى مومياء، أي أن الجثة بتحتفظ بنفس مكوناتها وشكلها العادي "لكن اللحم يكون ناشف جدا لأنه خالي من المياه" .

 

ونوه أيضا بأن "دفن الجثة في وسط المياه قد يؤدي على المدى البعيد إلى الاحتفاظ بنفس ملامحها ولكن تصبح رخوة محاطة برغاوي بيضاء تشبه رغاوي الصابون، وهي ظاهرة تسمي بالتصبن".

 

وبحسب وصف كبير الأطباء الشرعيين الأسبق، "الأملاح الموجودة في الماء تتفاعل مع أملاح الجسم وتحتفظ بنفس شكل الجثة وتحافظ على قوامها لكن في حالة رخوة وليست متيبسة كما يحدث في الحالة السابق وصفها".