التابعي يقود زفة اندماج «آخر ساعة» مع «أخبار اليوم»

اندماج «آخر ساعة» مع «أخبار اليوم»
اندماج «آخر ساعة» مع «أخبار اليوم»

إعداد: عاطف النمر

فى 28 يوليو 1945 أرسل أمير الصحافة محمد التابعي، رسالة عتاب شديدة اللهجة لتلميذه مصطفى أمين يقول فيها:

 عزيزى مصطفى، سمعت فى سهرة أمس أن الاعتقاد الشائع بين طبقة القراء هو أن "أخبار اليوم" هي التي أوفدتنى في رحلتي الصحفية، وأساس هذا الاعتقاد كلمة لكم أتعبت نفسى طول الصباح حتى عثرت عليها فى عدد مجلتكم الصادر بتاريخ 5 مايو، فقد كتبتم على صفحة 4 تحت عنوان " من محرر أخبار اليوم إلى قراء أخبار اليوم" كلمة عددتم فيها جهودكم عن المراسلين المختلفين الذين عينتموهم في عواصم الشرق والغرب−حتى أنقرة وكنت فيها يومًا بطريق الصدفة إلى أن قلتم: "هذا إلى جانب كبار الصحفيين الذين أوفدتهم−أخبار اليوم− فى رحلات صحفية إلى مختلف الأنحاء، ولقد فهم القراء − وكانوا يقرأون لى فى كل أسبوع مقالا بأخبار اليوم مرسلا من لبنان أو من أنقرة أو أسطنبول − أنني المقصود وأن "أخباراليوم" هي التي أوفدتنى إلى "مختلف الأنحاء".

وأنت تعرف أن هذا غير صحيح وأن أحدا لم يوفدني− لا أنت ولا سواك−وأننى قمت برحلتي  من تلقاء نفسي، وأننى دفعت من جيبي، من جيبى وحده كافة نفقات الرحلة، وانك زرتنى في مكتبي قبل سفري وسألتني أن أبعث بمقالات لأخبار اليوم عن رحلتي فأجبت طلبك كما كنت أجبت طلب دار الهلال، وسوف يهمك طبعا أن تعلن هذه الحقيقة وهى أننى لم أتناول منكم قرشا واحدا أجر أو ثمنا أو مكافأة عن مقالاتى، وكل ما دفعته " أخبار اليوم" هو أجور البرقيات لا غير، أما كافة نفقات رحلتى التى دامت ثلاثة شهور فقد دفعتها أنا..وأنا وحدى، وأكون شاكرا لو فعلتم .

ونشر مصطفى أمين توضيحا واعتذارا لأستاذه محمد التابعى إذ ما كان هناك سوء فهم قد حدث، وهذا الأمر يوضح لنا الألتباس الذى حدث فيما بعد ومازال غير مقطوع به حول: هل تنازل الأستاذ التابعى عن مجلة " آخر ساعة" لآل أمين عندما أشتد عليه المرض ونصحه الأطباء بالراحة والعلاج، أم أنه باع لهما المجلة مقابل 1000 جنيه؟

وتصر السيدة شريفة التابعى ابنة أمير الصحافة على أن والدها لم يبع "آخر ساعة" ولم يتقاض عنها مليما واحدا إنما تنازل عن إدارتها لدار "أخبار اليوم".

ويقول كامل الشناوي إن التابعي عندما اشتد عليه المرض طلب أن يلتقى معه وأخبره أنه على استعداد أن يسلم مجلة "آخر ساعة" لدار "أخبار اليوم" ليديرها علي ومصطفى أمين، وتحمس مصطفى أمين للفكرة بينما عارضها علي أمين، ووافق كامل الشناوي ومصطفى أمين وقاسم فرحات وأحمد عنان.

وأصر الصاوي وعلي أمين على المعارضة، ولم يناقش التابعي العقد الذى حرره زهير جرانة لأنه كان على سفر لتلقى العلاج، وتضمن العقد الذى وقعه مصطفى أمين أن التابعي يتقاضى مبلغ 300 جنيه شهريا مقابل مقالين كل شهر، وكل ما زاد على ذلك يأخذ 15 جنيها على كل مقال على ان تتحمل دار أخبار اليوم دفع الضرائب، بشرط ألا يشترك الأستاذ التابعي في تحرير أو إصدار أو تمويل أى مطبوعة أخرى، وفوجيء التابعى بالضرائب تطالبه بمبالغ جزافية لأن "أخبار اليوم" لم تسدد الضرائب وفقا للاتفاق، وتم العثور على خطاب ضمن أوراق الرئيس عبد الناصر الذي أمر بتسوية موضوع التابعى مع الضرائب لأنه كان يكن له الاحترام والتقدير ومنحه وسام الجمهورية في عيد العلم.

وبعيدا عن انه باع او لم يبع ففى يوم اندماج "آخر ساعة" مع "أخبار اليوم" رسم صاروخان الكاريكاتير المنشور مع الموضوع ويجسد فيه قيادة التابعي لزفة الاندماج مع "أخبار اليوم"، ويظهر في الرسم التابعي وهو ينفخ فى البوق، ويتبعه توفيق الحكيم وهو يمطي حماره، بينما ينقر احمد الصاوي محمد قلب كامل الشناوي الذي كان أشبه بشقة تسع كل محبوباته، ويظهر في الرسم أيضا الرجال الدكتور سعيد عبده، والمصري أفندي، وعلي ومصطفى أمين، وكامل الشناوي، وصاروخان وباقى محرري "آخر ساعة" و"أخبار اليوم".

"‬كنوز"