حوار| وزير الداخلية الأسبق| «25 يناير» مؤامرة.. والمشير طنطاوى أنقذ مصر|فيديو

اللواء منصور العيسوى أثنـــــــاء حـــواره لـ«آخرساعة»
اللواء منصور العيسوى أثنـــــــاء حـــواره لـ«آخرساعة»

تصوير: محمد مهران

بعد 10 سنوات على ثورة 25 يناير 2011، وما أعقبها من أحداث أحداث خرجت بالثورة من مسارها إلى فضاء الفوضى، اختص وزير الداخلية الأسبق اللواء منصور العيسوى «83 عاماً» «آخرساعة» بحوار فتح من خلاله خزائن أسراره بمناسبة الذكرى 69 لعيد الشرطة، حيث تولى الوزارة فى الفترة من 6 مارس 2011 إلى 7 ديسمبر من العام ذاته، والتى تعد من أصعب الفترات التى مرت بها مصر.

أكد العيسوى أن «25 يناير 2011»  ـ بحسب رأيه ـ كانت مؤامرة وأن المشير طنطاوى أنقذ مصر من مخطط إسقاط الدولة بتشديده على عدم استعمال الرصاص الحى، وأكد أن الداخلية بريئة من دماء المتظاهرين فى أحداث "محمد محمود"، كاشفاً سعى مرشد الإخوان محمد بديع إلى استبعاد ضباط فى أمن الدولة، وأكاذيب قيادات الجماعة الإرهابية التى روجوها عن سرقات تعرضوا لها واتضح لاحقاً أن وراءها أقارب لهم، وإلى نص الحوار

* من أبلغك بتولى منصب وزير الداخلية؟

− أحد أعضاء المجلس العسكرى فى ذلك الوقت.

* أين كنت عندما تم إبلاغك؟

− كنت خارج مصر، وتحديداً فى مدينة مارســـيليـا بفرنســـا، لإنجـــاز بعــض الأوراق الخاصة بعلاج زوجتى، التى كانت آنذاك مريضة بالسرطان.

* وماذا فعلت وقتها؟

− طلبت مهلة 24 ساعة حتى أنهى أوراق علاج زوجتى وأعود إلى مصر.

* هل ترددت فى قبول المنصب فى ظل احتقان الشارع وأحداث العنف التى كانت تشهدها البلاد؟

− لم أتردد لأننى أقسمت على أن أظل فى خدمة الوطن حتى آخر لحظة فى عمري، وأى وقت أطلب فيه لخدمة بلدى لن أتأخر، كما أننى "صعيدى ولو رفضت وقتها كان هيتقال إنى خائف، وإحنا الصعايدة مابنخافش".

* ماذا فعلت فى أول اجتماع فى الوزارة؟

− أديت اليمين صباح الأحد 6 مارس 2011، وتوجهت إلى الوزارة فى نفس اليوم، وطلبت مساعد الوزير لقطاع الأمن المركزى اللواء صلاح الشربيني، لأعرف منه كواليس الأحداث، فأقسم لى أنه لم يتم الاستيلاء على أى قطعة سلاح من الأمن المركزى ومعسكراته، والأسلحة التى تم الاستيلاء عليها كانت من عمليات اقتحام عناصر إخوانية للسجون وأقسام الشرطة، وخسائر الأمن المركزى تمثلت فى حرق نفس العناصر التى اقتحمت أقسام الشرطة لسياراته.

 

* ماذا طلب منك رئيس قطاع الأمن المركزى لحماية معسكراته من الاعتداء عليها؟

− طلب منى قراراً صريحاً باستخدام السلاح كحق للدفاع الشرعى ضد كل من يحاول اقتحام معسكراته، حيث كانت هناك دعوات لتكرار سيناريو اقتحام معسكرات الأمن المركزى الموجودة فى مختلف المحافظات، مثلما حدث من عمليات اقتحام لمبانى جهاز مباحث أمن الدولة.

* هل أصدرت قراراً بذلك؟

− كنت حريصاً على حماية هذه المعسكرات والضباط والأفراد والمجندين الموجودين فيها، ولضمان عدم تعرضهم لمحاكمات، طلبت من المجلس العسكرى وقتها إصدار قرار واضح وصريح بذلك، لكنهم طلبوا منى تقديم هذا الطلب رسمياً فى مجلس الوزراء لأخذ موافقة عليه، وفى أول اجتماع للحكومة طلبت ذلك، وهددت بتقديم استقالتى حال عدم الموافقة على هذا القرار، لأننى حذرت من أن اقتحام معسكرات الأمن المركزى يعرِّض البلاد بأكملها لحرب غير معروف عواقبها،  وكنت أخشى استيلاء الإخوان على تلك الأسلحة والدخول فى مواجهة مباشرة مع الجيش.

* ماذا كان رد مجلس الوزراء؟

− وافق المجلس على القرار، وطلبت وقتها إعلانه فى مختلف وسائل الإعلام لتوصيل رسالة ردع لكل من يفكر فى الاقتراب من معسكرات الأمن المركزي، وكان لهذا القرار دور كبير فى عدم الاقتراب من المعسكرات.

* برأيك، ما أهم إنجاز قدمته للداخلية؟

− نجاحى فى إحباط مخطط اقتحام معسكرات الأمن المركزى، وحماية رجال الشرطة بالقانون.

* كيف ترى ما شهدته البلاد فى 25 يناير 2011؟

− كانت مؤامرة لإسقاط الدولة، وتم تقسيم هذه المؤامرة إلى أجزاء بدايتها هدم جهاز الشرطة، وبعدها القضاء، وفى النهاية القوات المسلحة.

* من الذى أنقذ مصر فى ذلك الوقت وأفشل هذا المخطط؟

− رئيس المجلس العسكرى وقتذاك، المشير محمد حسين طنطاوى، هو من حمى مصر وأفشل مخطط تدمير البلاد، حيث كانت له قرارات مصيرية وحاسمة، ومواقف أفضل عدم ذكرها فى وسائل الإعلام، وكانت العناصر الإرهابية ترفع لافتات وهتافات سيئة ضده وضد القوات المسلحة، وكنا نبلغه بذلك، وكان رده: ∩أنا عارف هم عاوزين إيه، ونفسهم الجيش يدخل فى مواجهة معاهم، علشان يصدروا صورة إن الجيش ضد الشعب، ومش هاسمح لهم∪، كما أنه فى بعض أحداث العنف والتخريب التى تعرضت لها المنشآت ورجال الشرطة والقوات المسلحة، كان يشدّد على عدم استخدام الرصاص الحي.

* من وراء قتل المتظاهرين فى أحداث "محمد محمود"؟!

− فى هذه الأحداث وبعض الأحداث الأخرى، كان هناك قناصة ومسلحون اعتلوا أسطح عمارات ميدان التحرير والجامعة الأمريكية، وكانوا يستهدفون رجال الشرطة والمتظاهرين، ويقومون بإثارة الرأى العام فى تلك الأحداث بإلصاق التهم للداخلية، وأؤكد لك وعلى مسئوليتى أن الداخلية بريئة من دماء المتظاهرين فى محمد محمود، كما أن الشرطة لم تستخدم الرصاص الحي، والمشير طنطاوى كان صارماً فى تعليماته بعدم استخدام الرصاص الحى ضد المتظاهرين.

* هل التقيت قيادات الإخوان؟

− التقيت خيرت الشاطر، مرة واحدة، وهى المرة التى اشتكى لى فيها من بعض ضباط أمن الدولة وطلب استبعادهم لأنه زعم سوء معاملتهم للمواطنين، فقلت له من أنت كى تطلب استبعاد ضباط؟!، حقك كمواطن إذا كانت لديك شكوى ضد أى من الضباط قدمها لى رسمياً وبأسماء من تزعم سوء معاملتهم وأنا دورى فحصها والتحقق من مدى صحتها، وإذا ثبت أى تجاوز سأستبعدهم، لكنه لم يقدم لى أى شيء، لأن كلامه كله كان محض أكاذيب.

* هل تتذكر مواقف أخرى لك مع قيادات الإخوان؟

− نعم، وجه مرشد الإخوان محمد بديع دعوة لى ولبعض الوزراء لحضور افتتاح حزب الحرية والعدالة وحضرته بالفعل، وكان معى وزير السياحة وقتها منير فخرى عبدالنور، ووقتها عاتبنى ضاحكاً الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع على حضورى، فقلت له أنا أتعامل مع مختلف الأحزاب السياسية وليس حزباً بعينه، وإذا دعوتنى لأى مناسبة فى حزب التجمع سأحضر∪، وفى ذلك اليوم حذرت المرشد وقلت له أنتوا ماسكين الشارع أنتوا والسلفيين، وفيه تحركات خطيرة ضد الدولة، والوضع دا مش هايستمر، مفيش شعب يقبل أن تقود دولته جماعة بعينها.

* ما حقيقة سرقة شقة مرشد الإخوان وسيارة البلتاجى خلال فترة توليك الوزارة؟

− بديع كانت لديه شقة فى محافظة بنى سويف، تعرضت لواقعة سرقة، وقتها زعم المرشد أن رجال أمن الدولة قاموا بسرقة شقته، وأعلن ذلك فى أكثر من مكان، وعندما فحصت الأمر بنفسي، وجدت أن الضباط الذين ذكر أسماءهم وأماكن عملهم وزعم أنهم من قاموا بالسرقة قد تم نقلهم قبل الواقعة بسنة كاملة أى قبل أحداث يناير، وبالنسبة لسيارة البلتاجى التى زعم أيضاً أن ضباط أمن الدولة وراء سرقتها، توصلنا إلى أن مجموعة من أقاربه هم من قاموا بسرقتها، وعندما علم بذلك تنازل عن المحضر حتى لا يتم حبس أقاربه، وقال لنا إنه تنازل حتى لا يخسر أصواتهم فى الانتخابات، وبعد كشف هذه الحقائق لم يقوما بإعلان ذلك وظلت التهمة فى أذهان المواطنين أن ضباط أمن الدولة وراء هذه العمليات.

* كيف ترى الوضع الأمنى وحالة الاستقرار التى تشهدها مصر حالياً بالمقارنة بـ2011؟

− فارق كبير، كانت البلاد فى حالة فوضى ودمار، بينما اليوم تعيش حالة استقرار وبناء، وخير دليل الإنجازات التى تشهدها مصر فى عهد الرئيس البطل عبدالفتاح السيسى، والمشروعات القومية التى تمت وتضاهى ما يحدث فى أوروبا وستتفوق عليه، الأمر الذى ينعكس إيجاباً على الاقتصاد القومي، كما أن اللواء محمود توفيق وزيرالداخلية الحالي، حقق طفرة كبيرة فى مختلف إدارات وقطاعات الوزارة.

* ما رسالتك لرجال الشرطة فى عيدهم؟

− الشعب يقدر تضحياتكم.. كونوا على العهد، واستمروا فى دوركم الوطنى فى حماية الوطن والمواطنين، وأهنئكم بعيدكم الـ69، ذكرى الملحمة البطولية والفدائية لأبطال الشرطة عام 1952، التى ضحوا فيها بأرواحهم وتصدوا خلالها للاحتلال البريطانى.