أفكار متقاطعة

الأرنب «الشنجن» و«التريلونير» الفقير

سليمان قناوي
سليمان قناوي

توقف المصريون عن وصف المليون جنيه بالأرنب، بعد أن عقم وتوقف عن التكاثر لعدة مليونات كما كان من قبل. المليون جنيه اليوم لا تشترى شقة فى القاهرة الجديدة. كثير من لاعبي كرة القدم لا يقنعون براتب مليون جنيه شهريا، بعضهم يصل راتبه إلى مليون و600 ألف جنيه، والبعض الآخر يريده أرنبا أخضر( أى مليون دولار، حوالى 16 مليون جنيه مصرى) سنويا وثالثهم يلاوع ناديه للأنه يريد فى السنة أرنبا "شنجن" ونصف أى مليون ونصف المليون يورو، حوالى 38 مليون جنيه مصرى بمعدل راتب شهرى يزيد على 1.5مليون جنيه مصرى. يا للهول..المليون جنيه أوائل الألفية الجديدة كانت تشترى شقة فاخرة وسيارة فخمة ومبلغا فى البنك يدر عائدا يعين على حياة ميسورة.

نشرنا بمجلة أخبار السيارات عام 1998 تحقيقا بعنوان "هل تصبح مرسيديس سيارة شعبية بمصر" فقد تقرر تجميع طراز سى 180 محليا وبيعها ب 168 ألف جنيه مصرى. اليوم هذا المبلغ "يدوبك" يشترى سيارة صينى بدون كماليات. عن نفسى عملت 45 عاما فى الصحافة ورأست تحرير خمسة اصدارات أعلاها جريدتنا الغالية "أخبار اليوم" والحمد لله لم أتحصل على "ورك" أرنب، لكنى راض بما أنعم الله على بكل ما يتمناه المصريون: الستر والصحة.

المليونير اليوم لم يعد له لا شنة ولا رنة وبعد أن كان يحسب ثراء البلد بعدد من فيه من المليونيرات، اليوم يعتبر المليونير من المستورين لا الميسورين. وأصبح ثراء البلد يقاس بعدد من فيه من المليارديرات ومن يدرى فقد يتطور الحال ليصبح مقياس الثروة هو التريليون جنيه (مليون المليون أى رقم صحيح وبجواره 12 صفرا على اليمين طبعا، لأنه لو على الشمال سيصبح معظمنا تريليونيرا).

ومع ذلك وفى ظل وباء كورونا، أصبحت أغلى ثروة يملكها الإنسان هى الصحة والعافية، فالبعض− يرحمهم الله رحمة واسعة− لم تغن عنهم أموالهم وكانوا يتمنون لو استغنوا عن كل ثرواتهم مقابل ضخة أكسجين لرئتيهم بعد أن سدهما تماما الفيروس اللعين وحال بينهم وبين الشهيق والزفير والأنفاس المجانية التى يبثها الله سبحانه وتعالى لجميع خلقه. الحمد لله نحن تريليونيرات بعفو الله وستره. اللهم أدمها نعمة.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي