«مصري يوناني صاحب فكرته» 50 عاما على بناء السد العالي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تقول سارة وائل، باحثة فى الآثار المصرية القديمة، أن السد العالي مشروع غير وجهة الحياة في مصر، وأن قصة بنائه بدأت مع ثورة يوليو عام 1952م وتوجه الدولة المصرية نحو التنمية عقب التحرر من الاستعمار البريطاني، وتقدم المهندس المصري اليوناني الأصل " أدريان دانينوس " إلي مجلس قيادة الثورة بمشروع لبناء سد ضخم عند أسوان لحجز فيضان النيل وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية منه حيث بدأت الدراسات في العام ذاته من جانب وزارة الأشغال العمومية المصرية (وزارة الري والموارد المائية حالياً).

وأقرّ التصميم النهائي للسد ومواصفات وشروط تنفيذه عام 1954م، وفي عام 1959م تم توقيع اتفاقية بين روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقا) ومصر ، لإقراض مصر 400 مليون روبل لتنفيذ المرحلة الأولى من السد وفي العام التالي 1959م تم توقيع اتفاقية توزيع مياه خزان السد بين مصر والسودان.

بدأ العمل بالفعل في التاسع من يناير عام 1960م وشمل حفر قناة التحويل والأنفاق وتبطينها بالخرسانة المسلحة وصب أساسات محطة الكهرباء وبناء السد حتى منسوب 130مترا وفي منتصف مايو 1964م تم تحويل مياه النهر إلى قناة التحويل والأنفاق، وإقفال مجرى النيل والبدء في تخزين المياة بالبحيرة .

وفي المرحلة الثانية تم الإستمرار في بناء جسم السد حتى نهايته وإتمام بناء محطة الكهرباء وتركيب التوربينات وتشغيلها، مع إقامة محطات المحولات وخطوط نقل الكهرباء، فانطلقت الشرارة الأولى من محطة كهرباء السد العالي في أكتوبر عام 1967م، وبدأ تخزين المياة بالكامل أمام السد منذ عام 1968م وفي منتصف يوليو عام 1970م اكتمل صرح المشروع.

وفي 15 يناير عام 1971م تم الاحتفال بإفتتاح السد العالي في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وقدرت التكلفة الإجمالية لمشروع السد العالي بنحو 450مليون جنية مصري أو ما يوازي حينها نحو مليار دولار كان سعر صرف الجنية المصري يساوي 2.3 دولار مع بداية الربط بين العملتين عام1962م وساهم الإتحاد السوفيتي السابق بنسبة مهمة من تلك التكلفة حيث كانت مصر من أهم حلفائه خلال تلك الفترة التي احتدمت فيها الحرب البارده بين موسكو والولايات المتحدة.

فوائد بناء السد :

لبناء السد العالي فوائد كثيرة وخاصة لحياة المصريين حيث ان السد الذي إستهدف بناؤه حجز فيضان النيل ، وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربية منه وهناك تقرير صدر عن الهيئة الدولية للسدود والشركات الكبرى قُيّم السد العالي في صدارة كافة المشروعات واختارته الهيئة الدولية كأعظم مشروع هندسي شيد في القرن العشرين فقبل بناء السد كان الفيضان يغمر مصر ، وفي بعض السنوات حيث يزيد منسوب الفيضان يؤدي إلى تلف المحاصيل الزراعية وغرقها ، وفي سنوات أخري حيث ينخفض منسوبه تقل المياه وتبور الأراضي الزراعية فأحدث السد نقله نوعية كبيرة في التنمية في مصر ، حيث نقلها من الزراعة الموسيمية إلى الزراعة الدائمة وحماها من أضرار الفيضانات وأسهم في إستصلاح وزيادة مساحة الأراضي الزراعية ، ويعد من أهم إنجازات الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.

وأيضا حمى السد مصر من كوارس الجفاف والمجاعات في سنوات الفيضانات الشحيحة مثل الفترة من عام 1979م إلى 1987م ، حيث تم سحب ما يقرب من 7 مليار متر مكعب من مخزون بحيرة ناصر لتعويض العجز السنوي في الإيراد الطبيعي لنهر النيل كما حمى السد مصر من أخطار الفيضانات العالية التي حدثت في الفترة من عام 1998إلي 2002م .

 

اقرأ أيضا مينا مسعود : أن استطعت أن تبني هرما فأنت تستطيع فعل أي شئ