مرصد الأزهر: مواجهة الإرهاب تقوم على مكافحته أمنياً وفكرياً

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

إيمان عبدالرحمن

مع توالي الضربات الأمنية الموجهة لمعاقل وعناصر تنظيم «داعش» الإرهابى، بات التنظيم الإرهابي يعانى من نقص واضح في عناصره المتطرفة، وموارده المالية التي كانت تساعده على تنفيذ هجماته الدموية بشكل متسلسل في أكثر من مكان فى آن واحد.

ومع سقوط معاقل التنظيم الرئيسية فى سوريا والعراق تفاقمت خسائره على الأرض وهو ما حدّ من نشاطه الإرهابى، رغم حرصه على تصدير صورة القوة والتكامل والاحترافية، في كل إصدارته وكذلك عملياته الإرهابية منذ ظهوره على الساحة العالمية عام 2014.

ويؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن هذه المنهجية كانت خادعة لكثير ممن تَمَّ استقطابهم لصفوف التنظيم الإرهابى في بداية ظهوره، كما كان لها بالغ الأثر فى استدراج العديد من الشباب الأوروبيين؛ ليسافروا من بلدانهم الأصلية إلى مناطق النزاع في سوريا والعراق، باعتبارهما أرض «الخلافة» المزعومة، كما صورهما التنظيم الإرهابى دومًا في إصداراته.

واعتمد تنظيم «داعش» الإرهابى في تمويل عملياته الدموية وخططه الخبيثة في بداية ظهوره بشكل رئيسى على سلب ثروات البلدان ونهبها من البترول وغيره، باعتباره أهم روافد التمويل.ولا يتوقف الأمر عند هذا الحدِّ.

ويؤكد المرصد أن إدراك هذه الحقيقة والعمل انطلاقًا منها يعد الخطوة الأولى والنواة في عملية المكافحة ضد أي تنظيم إرهابي؛ خاصة أن استغلال القطاع الخاص وسهولة تحويل الأموال فيه بصفة عامة لصالح التنظيمات المتطرفة، أمر يستدعي وضع تشريعات رادعة ورقابة واعية تتصدى لمخططات هذه العناصر، منعًا لإمداد تلك التنظيمات بما يساعدها على تنفيذ مخططاتها الدموية، وتهديد أمن المجتمعات واستقرارها.

كما يشدد المرصد على أن تجفيف منابع تمويل الإرهاب، وبخاصة تنظيم «داعش» الإرهابي، هو أهم خطوة لتضييق الخناق على أنشطتهم الإرهابية المدمرة، إذ يُعدُّ التمويل العامل الرئيس في عملها، لذا يرى المرصد أن توطيد التعاون الدولي المشترك فيما يخص مراقبة حركة الأموال وأهدافها، والاستعانة بالقطاع الخاص في تحديد الجهات الممولة والوسطاء المتورطين في دعم التنظيمات المتطرفة، يُسهِّل عملية تجفيف مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية.

ويجدد المرصد في الوقت ذاته تأكيده على أن مواجهة التطرف بصوره المختلفة تقوم على المكافحة الأمنية والفكرية معًا، فكلاهما يمهد الطريق للآخر لتحقيق الهدف الأسمى، وهو القضاء على ظاهرة التطرف العنيف ومنع انتشارها بين المجتمعات لتحقيق الأمن والاستقرار وترسيخ السلام. 

 

اقرأ أيضا

مرصد الأزهر: «داعش» دولة افتراضية موجودة فقط في أذهان أتباعها