مسجد قبة الصخرة.. قصة المصلى الذي يدعو المستوطنون المتطرفون لتفكيكه

مسجد قبة الصخرة
مسجد قبة الصخرة

دائما ما يختلط الأمر عند الكثيرين، ويظنون أن المسجد صاحب القبة الذهبية راصعة اللمعان هو "المسجد الأقصى المبارك"، لكنه في حقيقة الأمر هو قبة مسجد قبة الصخرة، الواقع في الحرم القدسي إلى جانب المسجد الأقصى، لينال من بركته، التي قال المولى -عز وجل- في حق أولى القبلتين وثالث الحرمين "المسجدِ الأقصى الّذي باركْنَا حولَهُ"، في مطلع سورة الإسراء.

هذا المسجد الذي نال من بركة المسجد الأقصى، باتت تطاله دعوات المستوطنين المتطرفين في الآونة الأخيرة، بتفكيك قبته الذهبية، في دعوات تحريضية من المستوطنين المتطرفين الذين واظبوا على اقتحام المسجد الأقصى من باب المغاربة ونفذوا جولاتهم الاستفزازية بهدف تدنيس المسجد المبارك.

ويوم الأربعاء الماضي، قام مسلحون إسرائيليون بأخذ قياسات في باحات المسجد الأقصى وصحن مسجد قبة الصخرة، في سابقة هي الأولى من نوعها، ولاقت تنديدًا كبيرًا من دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.

وفي غضون ذلك، ندد المفتي العام للديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، في وقتٍ سابقٍ من شهر يناير الجاري، بعرض ما يسمى بجماعات الهيكل على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لكي تقدم عرضًا للأوقاف الإسلامية في القدس، لتفكيك مسجد قبة الصخرة لإقامة هيكلهم المزعوم مكانها.

وقال الشيخ محمد حسين: "مثل هذا العرض يكشف نية الاحتلال والجماعات المتطرفة لهدم مسجد قبة الصخرة وبناء الهيكل المزعوم مكانه، وتغيير الوضع الديني والتاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك".

وأردف قائلًا: "أن هذا العرض يعبر في دلالاته عن الكثير، فهو يعبر عن إصرار سلطات الاحتلال ومتطرفيها على هدم المسجد الأقصى المبارك".

متى بُني مسجد قبة الصخرة؟

مصلى قبة الصخرة لم يكن موجودًا في عهد النبي محمد أو صحابته، ولا في عهد الخلفاء الراشدين الأربعة.

وبُني مسجد قبة الصخرة في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وهو أحد أهم المعالم الإسلامية في فلسطين بشكلٍ عامٍ، وفي القدس بشكلٍ خاصٍ.

وتم تشييد مسجد قبة الصخرة بين عامي 685 و691 ميلاديًا (66-72 هجريًا).

وأشرف على بناء قبة الصخرة، المهندسان العربيان رجاء بن حيوة وهو من بيسان فلسطين، ويزيد بن سلام مولى عبد الملك بن مروان، وهو من القدس.

الصخرة المشرفة بالمسجد

وقد بُني المسجد فوق الصخرة المشرفة، وهي صخرة طبيعية غير منتظمة الشكل تقع في أعلى نقطة من المسجد الأقصى في موقع قلب المسجد، وهي صخرة طبيعية تتراوح أبعادها بين حوالي 13 و18 مترًا، ويبلغ ارتفاعها نحو مترين.

ويُقال إن هذه الصخرة التي وقف عليها النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" قبل أن يُعرج به إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج.

ولا تزال تلك الصخرة في موضوعها داخل مسجد قبة الصخرة، وبارزة أمام الناظرين حينما يلجأون إلى المصلى الواقع صحبة المسجد الأقصى في الحرم القدسي.

اقرأ ايضًا: مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى وينفذون جولات استفزازية