التبغ المسخن فيه «دخان قاتل»  

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أكد د. وائل صفوت، استشاري الباطنة العامة وعلاج التدخين بمعهد القلب القومي ورئيس مجلس أمناء مؤسسة صحة مصر ورئيس اللجنة الدولية لعلاج إدمان التبغ، أن كل أنواع التبغ تسبب الإدمان وتسبب أمراض مزمنة عديدة تؤدي إلى الوفاة ولا يوجد منتج أقل ضررًا أو أكثر أمانا. 

وأضاف أن شركات التبغ العالمية تسعى للترويج لمنتج تبغي جديد باسم التبغ المسخن سيتم طرحه فى الأسواق، حيث ستقوم الشركة بتصنيع عيدان تبغ تشبه السجائر التقليدية وبنكهات مختلفة  وستقوم الشركة أيضا باستيراد أجهزة تستخدم في تسخين عيدان التبغ، وتدعي الشركة أن هذا المنتج وهذه التكنولوجيا أقل ضررًا وأكثر أمانًا من السجائر التقليدية لأنه لا يتم حرقه مثل الشيشة والسجائر التقليدية.

اقرأ أيضا| كشف تعاطي المواد المخدرة لـ270 ألف بالجهاز الإداري للدولة

وقال د. وائل أن هذه الادعاءات ليس لها أساس من الصحة وحيلة جديدة من هذه الشركات لتتلاعب بعقول وقلوب وصحة المصريين سعيا وراء جني مزيدًا من الأموال والأرباح.

وأشار إلى أن الدولة المصرية تقوم بجهود جبارة لوقاية وتحسين صحة المصريين من خلال مبادرات رئاسية ناجحة عديدة شهد لها العالم أجمع بالكشف والوقاية من الأمراض غير السارية والمزمنة مثل السرطان وأمراض القلب والسكر وأمراض الرئة المزمنة والتي يعتبر التدخين بكافة أنواعه أحد أسبابها الرئيسية لاحتوائه على مواد سامة عديدة تقترب من ال4000 مادة.

وأضاف استشاري الباطنة أن تصنيع هذا المنتج في مصر جاء فى الوقت الذي منعته بلدان عديدة تفهمت ضرر التدخين بصفة عامة وأن هذا المنتج ليس أقل ضررا أو أنه قد يكون وسيلة للتخلص من التدخين كما تدعى شركات التبغ، ويعتبر هذا التوقيت لطرح هذا المنتج جاء فى الوقت الذي يواجه فيه العالم ومصر جائحة كورونا التي تهدد صحة وحياة الملايين، حيث أثبتت الدراسات أن التدخين يساعد بشكل كبير على الإصابة بالفيروس ويزيد من مضاعفاته على الرئة والأوعية الدموية لأنه يؤثر على صحة أنسجة الرئة ويؤدى إلى نقص مزمن في الأكسجين وأيضا إلى قصور الدورة الدموية مما يقلل مقاومة الجسم للفيروس ويزيد من احتمالية الإصابة بالجلطات فى كل الجسم.

ويعتبر حصول الشركة المصنعة على امتيازات خاصة بإقامة المصنع فى منطقة صناعية حرة تتنافى مع بنود الاتفاقية الإطارية العالمية التي وقعت وصدقت عليها مصر وقامت بتنفيذها منذ 2003 وهى الخطوة التي احتفى العالم بها كخطوة حضارية من الدولة المصرية حيث تحظر الاتفاقية منح شركات التبغ أي تسهيلات استثنائية تؤدى إلى انتشار منتجات التبغ ومن ثم سهولة الحصول عليها وتوفرها فى المجتمع. 

ولهذا دعا د. وائل أن يتم تطبيق كل قوانين مكافحة التدخين على هذا المنتج الجديد وخاصة منع الإعلان والترويج لمنتجات التبغ فى الدراما والمحلات وكذلك تطبيق الضرائب المقررة على منتجات التبغ على المنتج الجديد بالإضافة إلى منع التدخين فى الأماكن المغلقة ومنع البيع والشراء للأقل من 18 عام، وكذلك التصدي لما تقوم به الشركات بشكل مباشر أو غير مباشر من الترويج لادعاءات باطلة تضلل المستهلك المصري.

وأفاد الطبيب أنه على المدخن أن يأخذ قراره ويقلع عن كل أنواع التدخين قبل أن يضطر إلى ذلك بسبب تعب أو مرض أصابه، وعليه أن يلجأ للمتخصصين والعلاجات المعروفة ولا يستجيب لادعاءات وحيل شركات التبغ التي تسعى فقط لتحقيق الأرباح بغض النظر عن الضرر الذي سيتسبب فيه التدخين والأمراض الخطيرة التي يسببه للمدخن والمحيطين به.