جرائم «الأسيد».. جميلات العالم يدفعن ثمن الحمض الحارق

كيت إليزبيث بابير
كيت إليزبيث بابير

هجمات الأسيد «رش الحمض».. مادة مرعبة وأحد الاعتداءات الجسدية التي تلصق آثارها الوحشية بالمرأة لتخلف تشوهات جسدية، واضطرابات نفسية، وأضرارا اجتماعية، ومادية قد تدوم للأبد.

 

ولا تقتصر هذه الجريمة على بقعة جغرافية معينة دون غيرها بل تنتشر كظاهرة عنف ضد المرأة في كثير من دول العالم، وتختلف عقوبتها من دولة إلى أخرى، غير أنها لا تعَّرف في مصر على أساس كونها جريمة مستقلة بل تندرج تحت جرائم الضرب، والجرح، وتعد هجمات الأسيد هي واحدة من أكثر جرائم العنف ضد المرأة بشاعةً، وأكثر الجرائم المسكوت عنها حتى الآن.

 

 ومن هذا المنطلق أعلنت مبادرة «سيدات مصر» عن إطلاق حملة بدون ملامح المناهضة لجرائم الأسيد (اعتداءات رش الحمض) ضد النساء.

 

والغرض أيضا من حملة «بدون ملامح» هو لفت انتباه المسئولين إلى ضرورة تشريع القوانين لتغليظ العقوبات لمعاقبة مرتكبي هذه الجريمة عقوبات رادعة لحماية النساء من تلك الهجمات؛ بالإضافة إلى إطلاق مبادرات وإنشاء مؤسسات متخصصة لتقديم الدعم المادي والمعنوي والطبي للناجيات. 

 

اقرأ أيضًا| رئة مصابي «كورونا» أكثر ضررًا من المدخنين

 

ومن أبرز هذه الحوادث هو تعرض عارضة الأزياء ومقدمة البرامج الإنجليزية كيت إليزبيث بابير، عام 2008 لإلقاء حمض الكبريتيك (الأسيد) عليها نتج عنه تشويه وجهها وأجزاء من جسمها وفقدها إحدى عينيها بتحريض من صديقها السابق.

 

كما تعرضت أيضا، متسابقة ملكة جمال إيطاليا السابقة جيسيكا نوتارو للتشوه باستخدام حمض الأسيد، بعد انفصالها عن صديقها السابق، الذي لم يكف عن مطاردتها إلى أن هاجمها بالأسيد، ما أدى إلى ترك آثار وندوب مروعة في وجهها وأصبح مصير وجهها مشوها، إلى أن قامت بعمليات تجميلية.

 

وقصة أخرى، روت فتاك قصة الحادث المأساوي، الذي غير مجرى حياتها في عام 2005، عندما ألقى الرجل الذي رفضت الزواج منه الأسيد عليها على مرأى ومسمع المارة في الشارع. مما تسبب لها بحروق بالغة في كل أنحاء جسدها قلبت حياتها رأساً على عقب.

 

حينها، كان لدى سينغ البالغة من العمر 19 عاماً ، من مدينة دلهي، الكثير من الأحلام والتطلعات، ولكنها لن تتمكن من مسح ذلك الحادث المروع من ذاكرتها أبداً. وأضافت سينغ قائلة: "إنها لحظة لا تنسى في حياة أي فتاة، الحرق المؤلم، والصراخ طلباً للمساعدة، أمر مروع، لا أريد الكلام عن ذلك أكثر"، وذكرت أن الجاني اعتاد ملاحقتها ومراقبتها والضغط عليها للزواج منه، وعندما رفضت طلبه، استشاط غضباً وقرر الانتقام منها.

 

في السنوات اللاحقة، دخلت سينغ (30 سنة) المستشفى تكراراً وأجريت لها ما يقارب الـ 50 عملية جراحية. تلقت سينغ الدعم الكبير من عائلتها، من والدها بشكل خاص، ومن أصدقائها أيضاً. وهي تعيش الآن في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة حيث تدرس تسويق الأزياء كما أنها أسست مؤسستها الخاصة كما تظهر بشكل منتظم كمتحدثة لبقة في البرامج الحوارية.