2,4 مليار جنيه لتنفيذ مبادرة «حياة كريمة» بالقرى والنجوع

محافظ أسيوط: تشغيل مشروعى الصرف بديروط ومنفلوط بعد توقف 24 عاماً

اللواء عصام سعد خلال حواره مع «الأخبار»
اللواء عصام سعد خلال حواره مع «الأخبار»

بعد سنوات وعقود طويلة من الانتظار أخيرا سيكون أبناء أسيوط على موعد مع السعد فى عام 2021، حيث ستشهد المحافظة انتهاء لمشكلات مزمنة عمرها ربع قرن وتحقيق أحلام مؤجلة من التنمية، بالإضافة إلي أن الافتتاحات التى ستشهدها المحافظة خلال الشهور الثلاثة الاولى من العام الجديد تؤكد أن أسيوط على موعد مع السعد مع محافظها اللواء عصام سعد.

ويتمثل ذلك فى افتتاح أضخم مجمع صناعى مجهز بالصعيد على 71 فدانا، وحل مشكلة الصرف الصحى فى ديروط ومنفلوط لخدمة أكثر من مليون وربع المليون مواطن بعد البدء فى المشروع عام 1997 ولم ينته إلي الآن، وحل أزمة الاختناق المرورى وسط مدينة أسيوط والذى وصل عمره إلي سنتين بسبب محطة الغاز الوحيدة التى كانت موجودة بالمدينة بعد افتتاح 9 محطات يعقبها ست محطات آخرى فى جميع أرجاء المحافظة.

جاءت هذه الأنباء السارة خلال الحوار التالي مع اللواء عصام سعد محافظ أسيوط:

- ما رؤيتك التنموية لمحافظة أسيوط حتى تدخل عامها الجديد وقد قطعت شوطا فى مشوار التنمية؟

أسيوط تحتاج إلى شبكة طرق قوية متكاملة حيث لا توجد تنمية بدون طرق وهذا ما وضعته الدولة نصب أعينها لتحقيق تنمية حقيقية على أرض الصعيد عامة، وأسيوط خاصة لأن الطرق هى العمود الفقرى للتنمية وهو ما تم انجازه فى أسيوط فى العامين الماليين 2019− 2020 و2020− 2021 يؤكد ذلك، حيث تم إنشاء 411 كيلو مترا من الطرق بتكلفة أكثر من 650 مليون جنيه، كما تم إنفاق 375 مليون جنيه فى مشروعات رصف طرق، و275 مليون جنيه فى مشروعات حياة كريمة وهناك محور ديروط الحر الذى يعد نقلة نوعية كبيرة فى حركة النقل والمواصلات ويساهم فى الربط بين التجمعات العمرانية والصناعية لأنه يشمل 13 عملا صناعيا منها 2 كوبرى رئيسي هما (كوبرى أعلى نهر النيل بطول حوالى 1000م، وكوبرى على السكة الحديد بطول 865م أعلى طريق "أسيوط/سوهاج" الزراعى وسكة حديد "القاهرة/أسوان" وترعة الإبراهيمية) بعدد 4 فتحات ملاحية، 2 رئيسية و2 فتحة مساعدة و10 كبارى سطحية و1 بربخ لمخرات السيول حيث يصل طوله 15 كيلو مترا وعرض 21 مترا على حارتي مرور لكل اتجاه وبعرض 7.5 متر للاتجاه الواحد.

ثم يأتى بعد ذلك اكتمال شبكات الصرف الصحى ومياه الشرب والبنية الأساسية لأنه لا يمكن حدوث طفرة صناعية بدون بنية أساسية فى المناطق الصناعية.

- لكننا نسمع عن وجود المناطق الصناعية منذ أكثر من ربع قرن ولكن لم نر تنمية صناعية حقيقية بأسيوط حتى الآن؟

معك حق لأن المرافق الأساسية فى أكبر منطقتين صناعيتين بأسيوط وهما عرب العوامر وبنى غالب لم يكن قد تم الإنتهاء منهما حتى هذا الشهر، وبالتالى لم يكن ممكنا أن يتم إنشاء المصانع خاصة الصناعات الزراعية التى تعتمد على طبيعة محافظة أسيوط كمحافظة زراعية، لكن تم الانتهاء من توصيل المرافق اللازمة لمنطقتى عرب العوامر والصفا بأبو غالب خلال الفترة الماضية.

- وما أبرز الصناعات المرشحة للعمل فى المجمعين الصناعيين فى عرب بنى غالب وعرب العوامر؟

ستكون الصناعات الغذائية هى باكورة الطفرة الصناعية فى أسيوط، وبالطبع فإن مصنع الرمان سيكون على رأس الصناعات لأن هناك مصنع عصائر رمان ومصنع دبس الرمان ومركزات الرمان التى تستخدم طبيا لأن أسيوط تزرع 11 ألف فدان رمان وتنتج 195 ألف طن سنويا من الرمان وتمثل نسبة 90% من انتاج مصر وتواجه منافسة شديدة من تركيا واليمن فى تصدير الرمان، مما يجعلنا نخفض سعره ولكن بعد استخدامه فى الصناعة سيحافظ على سعره لعدم الخوف من تلفه أو تحكم المصدرين فى صغار المزارعين حيث يشترونه بثمن بخس منهم.

- ولكن يبدو أن مشكلة المرافق الأساسية ليست فى الصناعة فقط ولكن بعض المدن الكبرى فى أسيوط مثل ديروط ومنفلوط تعانى من عدم تشغيل الصرف الصحى حتى الآن؟

أزف لأبناء المركزين الذين يزيد عددهم على مليون وربع المليون نسمة أن مشروع الصرف الصحى فى كلا المركزين سيتم تشغيله خلال شهر مارس المقبل بعد توقف 24 عام، حيث تم الاتفاق مع شركة مياه الشرب والصرف الصحى على استلام المشروعين من المقاول وتسجيل كل ملاحظاتهم عن مشاكل التنفيذ وقيام شركة مياه شرب أسيوط بعمل هذه الملاحظات على حساب الشركات المنفذة للمشروعين.

- وماذا عن مشكلة الاختناق المرورى داخل مدينة أسيوط بسبب تشغيل محطة غاز فى المحافظة كلها رغم وجود محطة آخرى فى عرب المدابغ؟

تم الاتفاق على تشغيل 9 محطات غاز خلال الشهور الثلاثة القادمة، وسيتم تشغيل إثنين منها خلال شهر يناير، ثم يعقب ذلك تشغيل 6 محطات غاز لتشمل جميع مراكز المحافظة ويتواكب ذلك مع سياسة الدولة فى التوسع فى استخدام الغاز الطبيعى كوقود نظيف وآمن ورخيص للسيارات، بل سيتم تعميمه فى المخابز والمناطق الصناعية وسيتم تشغيل 50 مخبزا فى مدينتى ديروط والقوصية بالغاز، حيث سيتم تقليل تكلفة انتاج الخبز بدلاً من استخدام السولار.

- هل حققت المصالحات فى مخالفات البناء فى أسيوط المستهدف منها؟

حققت محافظة أسيوط 170% من المستهدف ووصلت بعض المركز مثل مركز القوصية إلى 200% من المستهدف، بينما كانت نسبة مركز أسيوط 103% من المستهدف، حيث تم تقديم 120 ألف طلب تصالح وهذا يدل على وعى أبناء أسيوط الكبير فى اتباع الأساليب القانونية فى البناء، وتم جمع أكثر من 800 مليون جنيه كمقدمات جدية تصالح حتى الأسبوع الأخير من العام المنقضى، كما تم تسليم 679 عقدا لمستصلحى أراضى أملاك الدولة كحق للشعب.

وبالطبع هذه المصالحات ستفيد المواطنين قبل الدولة لأنها تحفظ حقوقهم، كما أنها ستكون جزءا من تكملة مشروعات البنية الأساسية التى تتكلف أضعاف ذلك، وتم اختيار 60 قرية من أسيوط فى برنامج "حياة كريمة" فى المرحلة الأولى وسيتم اختيار 90 قرية فى المرحلة الثانية، وساعدت هذه المشروعات فى تشغيل أبناء أسيوط ولم يشعر أحد بمشكلة أثناء توقف البناء لتكفل الدولة بتشغيل العمال فى هذه المشروعات.

- وماذا عن مواجهة ارتفاع الكثافة فى الفصول وزيادة أعداد التلاميذ الملتحقين سنويا بالتعليم؟

بالفعل نحن فى زيادة سنوية مستمرة فى أعداد الأطفال الراغبين فى الالتحاق بسنوات الروضة وكذلك السنوات التالية ما دفعنا إلى ضرورة إنشاء المزيد من المدارس، وحاليا يجرى العمل فى 144 مدرسة بطاقة 2166 فصلا دراسيا بتكلفة إجمالية بلغت 284.2 مليون جنيه فى خطة 2020 − 2021 وتم استلام 34 مدرسة جديدة تم الانتهاء منها واستلامها فى يوليو الماضى بطاقة 485 فصلا دراسيا بتكلفة 155.5 مليون جنيه، كما يجرى العمل فى 23 مدرسة أخرى بتكلفة 128.8 مليون جنيه.

وتم إنشاء 37 مدرسة جديدة بالقرى الأكثر احتياجًا ضمن مشروعات المرحلة الأولى للمبادرة الرئاسية "حياة كريمة" فى قطاع التعليم بالمحافظة بإجمالى 533 فصلا دراسيا بتكلفة إجمالية بلغت 183 مليونا و620 ألف جنيه، كما تم فتح 29 قاعة إضافية "لا تنمو" لمرحلة رياض الأطفال (kg1) بعدد 17 مدرسة فى 10 مراكز.

- وماذا عن الجديد فى الخدمة الصحية خلال العام الجديد؟

سوف يتم احلال وتجديد كامل لمستشفى القوصية المركزى ولن نقوم بترميم المستشفى لأن ذلك مكلف بدون جدوى وتم الاتفاق مع الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة على ذلك لأن المبنى الحالى قديم وغير مؤهل وسوف يتم تطوير العديد من الوحدات الصحية من خلال مبادرة حياة كريمة، وتم اعتماد مبلغ 2.4 مليار جنيه لتنفيذ مشروعات المبادرة الرئاسية بالمرحلة الثانية بعدد 90 قرية من القرى الأكثر احتياجاً بالمحافظة وذلك استكمالًا للمرحلة الأولى التى استهدفت 60 قرية، وهناك بعد وقائى للحفاظ على الصحة والمظهر العام معا لذا تم شراء 21 ماكينة شفط أتربة لتنظيف الشوارع حفاظا على صحة المواطنين بتكلفة 34 مليون جنيه.

- ومتى يتم وضع أسيوط على الخريطة السياحية حتى يتم الاستفادة من هذا المورد لابنائها؟

المحافظة حظيت بوجود محطتين من محطات مسار رحلة العائلة المقدسة بـ "دير السيدة العذراء بدير درنكة ودير المحرق بالقوصية" وذلك ضمن 25 موقعا لرحلة العائلة المقدسة بمصر بطول 3500 كيلو متر قطعتها العائلة المقدسة ذهابًا وإيابًا، كما أن إحياء هذا المسار هو بمثابة تنمية حقيقية وحفاظ على إرث إنسانى ملكيته للإنسانية، كما تم استكمال أعمال الصيانة والرصف للطرق الواقعة فى مسار رحلة العائلة المقدسة وبخاصة طريق "القوصية − مير" بطول 5 كم والذى تم رصد مبلغ 55 مليون جنيه لتطويره ورفع كفاءته وتوسعة الطريق من أول فم ترعة القوصية أول طريق الدير حتى عزبة أنطون، بالإضافة إلى توسعة الطريق على ترعة القوصية 3 أمتار وعمل سور حضارى للطريق، فضلًا عن رفع كفاءة عدد من الطرق المؤدية إلى دير السيدة العذراء مريم "دير المحرق" بالقوصية.