فجر جديد

جينات المصريين

هبة حسين
هبة حسين

لازالت جائحة كورونا تثير تساؤلات عديدة عن الاختلافات التى تنشأ من جراء الاصابة بها سواء فى الأعراض أو الاستجابة للأدوية أو معدلات الشفاء والوفاة بين البشر.. والسر فى ذلك يكمن فى جينات الانسان التى تحمل خبايا مناعته وقدرته على التعامل مع أى مؤثرات خارجية.

 

فالتركيبة الجينية للبشر تختلف بشكل جزئى من منطقة لأخرى فى جميع أنحاء العالم، فكما تحدد مظهرنا، تكشف قابليتنا للإصابة بالأمراض والاستجابة للعلاج؛ فالدواء الذى يتناسب معك قد لا يكون بالضرورة فعالا لغيرك، ليس فقط لعوامل كالعمر وأسلوب الحياة والحالة الصحية، وانما أيضا بسبب جيناتك.

 

من هنا تأتى أهمية مشروع الجينوم البشرى المصرى الذى تبدأ أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا تنفيذه لمدة خمس سنوات لتكون لدينا قاعدة بيانات مرجعية تضم جينات المصريين الأكثر شيوعا والتغيرات الجينية المرتبطة بالأمراض الشائعة بينهم بالاضافة لدراسة التركيب الجينى لأجدادنا الفراعنة من خلال فحص المومياوات..فقد اكتشف العلماء أن الجينوم البشرى العالمى ليس فعالا بالقدر الكافى للتطبيق على المصريين لأنه اعتمد أساسا على تسجيل جينات أفراد من أصول أوروبية.

 

ولهذا بدأت دول عربية وإقليمية مشروعها الوطنى الخاص لبناء قاعدة بيانات جينية، ومنها الإمارات والسعودية وتركيا. . ويمهد مشروع الجينوم المصرى لتحسين حياة المصريين من خلال فتح المجال أمام تطبيق "الطب الشخصى"وهو توجه حديث يستهدف تصميم الرعاية الصحية والعلاج وأساليب الوقاية لكل فرد وفقا لتركيبته الفريدة من المادة الوراثية وطبيعة البيئة التى نشأ فيها. هذا المشروع رصدت له الأكاديمية مبدئيا مليار جنيه مصرى لمعرفة التركيب الجينى لـ 20 ألف متطوع أملا فى الوصول لرسم التسلسل الوراثى لـ 100ألف شخص.

 

ولأن علاجات المستقبل سيجرى تصميمها وفقًا للعوامل الجينية، فنحن بحاجة للاسراع بتأسيس قواعد بيانات جينية خاصة بالمصريين ليكون البروتوكول العلاجى تفصيلا لكل مريض دون تعميم للدواء كما يحدث حاليا، حتى نضمن الاستجابة ونعمل على تطويرعلاجات أكثر فعالية للأورام المستعصية والأمراض الوراثية.