وجع قلب

زيارة حافلة

هبة عمر
هبة عمر

بقلم- هبة عمر

كان الطقس شديد البرودة فى العاصمة الأمريكية واشنطن حين زرتها لأول مرة فى شتاء عام ٢٠٠٢بعد عام من أحداث ١١سبتمبر ٢٠٠١، ولكنه لم يمنع حرارة الاستقبال لنساء عربيات جئن بدعوة من برنامج الزائر الدولى بوزارة الخارجية الأمريكية شملت ٥٠ إمرأة من كل الدول العربية،عدا العراق والسودان لخضوعهما لعقوبات دولية، ولم يمنع سخونة المناقشات والإختلافات فى بعض الموضوعات التى تم طرحها وخاصة مايتعلق بفلسطين والعراق والسياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط.

كان برنامج الزيارة حافلا بأنشطة متعددة وزيارات لعدة ولايات أمريكية، ولقاءات مع رؤساء تحرير صحف محلية، وزيارة للكونجرس ولقاء مع كوندليزا رايس مستشار الأمن القومى، وآخر مع وزير الخارجية كولن باول،ودعوة إلى إفطار رمضانى مع الرئيس بوش وزعماء الجاليات الإسلامية فى البيت الأبيض،ومقابلات مع عدد من مديرى الحملات الانتخابية لرؤساء سابقين، ومحاضرات بالمعهدين الديمقراطى والجمهورى حول سياسات الحزبين الرئيسيين،ولقاء مع زوجة ديك تشينى نائب الرئيس، بخلاف دعوات ثقافية للمتاحف والمسارح والمعالم التاريخية، وكان الهدف المعلن هو التعرف على أمريكا من أرض الواقع، وفهم سياستها وثقافتها الداعية إلى تمكين النساء سياسيا واقتصاديا، وتقديم صورة مثالية لأرض الأحلام وبلد الحريات وموطن الديمقراطية، ولكن خطاب حالة الاتحاد الذى ألقاه الرئيس بوش فى نفس توقيت الزيارة أثار القلق وألقى بظلاله على كل المناقشات التى جرت بعده.

فقد طرح ثلاث قواعد أساسية سميت "مبدأ بوش"، تضمنت استراتيجية الردع لكل مايهدد المصالح الأمريكية، واستخدام القوة المطلقة فى أرض العدو عن طريق الضربات الوقائية )وهو ماحدث فيما بعد عام ٢٠٠٣ مع احتلال العراق(، والسعى بقوة لتشجيع المبادئ الديمقراطية فى الشرق الأوسط، وبدا واضحا أن استراتيجية جديدة تم وضعها للمنطقة بعد ١١سبتمبر الدامى،تفرض هيمنة أمريكية لحماية مصالحها دون الحاجة للتنسيق مع أى دولة أخري، وحماية أمن إسرائيل،والتحكم فى النفط، وفى نفس الوقت يتم تجميد القضية الفلسطينية بوعود لاتتحقق، ويستمر بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضى الفلسطينية دون أى اعتراض أمريكى، وهو ماتضمنته رسالة وجهتها بعض وفود النساء العربيات إلى الرئيس الأمريكى ونشرتها إحدى الصحف الأمريكية.

وللحديث بقيه.