نائب الرئيس يتعهد باحترام تاريخ بلاده وضمان انتقال السلطة بأمان إلى بايدن... والحرس الوطنى يحكم قبضته على واشنطن

الادعاء الأمريكي: مثيرو الشغب بالكونجرس هدفهم «أسر واغتيال» مسئولين منتخبين

الحرس الوطنى الأمريكى ينتشر فى واشنطن قبل حفل التنصيب
الحرس الوطنى الأمريكى ينتشر فى واشنطن قبل حفل التنصيب

عرض الادعاء الاتحادي الأمريكى صورة قاتمة جديدة لعملية الحصار التى نفذها أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب لمبنى الكونجرس خلال الأسبوع الماضي قائلا في مذكرة مقدمة إلى المحكمة إن مثيري الشغب كانوا يعتزمون "أسر واغتيال مسئولين منتخبين".

وطلب الادعاء في المذكرة إصدار أمر باحتجاز جيكوب تشانسلى، وهو من سكان أريزونا ومن مروجى نظريات المؤامرة والذى تم تداول صورته على نطاق واسع وهو يضع على رأسه فراء متدليا عليه قرنان ويقف على مكتب مايك بنس نائب الرئيس فى مجلس الشيوخ.

وتطرقت المذكرة التى كتبها محامو وزارة العدل فى أريزونا إلى تفاصيل أكبر عن تحريات مكتب التحقيقات الاتحادي فى أمر تشانسلي، كاشفة أنه ترك ملحوظة مكتوبة لبنس يحذر فيها من "أنها مجرد مسألة وقت.. العدالة قادمة".

وجاء في مذكرة الادعاء "دلائل قوية من بينها كلمات تشانسلى نفسه وأفعاله فى الكابيتول "مبنى الكونجرس" تدعم فكرة أن نية محدثى الشغب كانت أسر واغتيال مسئولين منتخبين في حكومة الولايات المتحدة".

يجيء هذا في الوقت الذي بدأ فيه المدعون وأجهزة اتحادية توجيه اتهامات أشد خطورة مرتبطة بما وقع من عنف، ومنها الكشف عن قضايا تتهم رجل الإطفاء المتقاعد روبرت سانفورد بإلقاء مطفأة على رأس شرطي كما تتهم شخصا يدعى بيتر ستيجر بضرب شرطي آخر قائم عليه العلم الأمريكي.

يذكر أن وزارة العدل الأمريكية رفعت أكثر من 80 قضية جنائية تتعلق بأحداث العنف التي شهدها الكونجرس الأسبوع الماضي حين اقتحم أنصار لترامب المبنى ونهبوا مكاتب وهاجموا الشرطة فى جانب من الأحداث، لمنع عقد جلسة التصديق على فوز المرشح الديمقراطى جو بايدن بانتخابات الرئاسة على حساب ترامب.

من ناحيته تعهد مايك بنس نائب الرئيس الأمريكى باحترام تاريخ الولايات المتحدة وضمان انتقال السلطة بأمان إلى الرئيس المنتخب جو بايدن، وذلك بعد ثمانية أيام من محاصرة أنصار الرئيس دونالد ترامب لمبنى الكونجرس.

وأدلى بنس بالتصريحات قبل إفادة أمنية بمقر الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ، وخلال اجتماع مع قوات الحرس الوطنى التى تحرس مبنى الكونجرس "الكابيتول". وكان بنس واحدا من كبار المسئولين الأمريكيين الذين اضطروا للاختباء خلال هجوم الأسبوع الماضى.

وقال بنس خلال أول ظهور فى مناسبة عامة منذ الهجوم: "لقد عشنا جميعا ذلك اليوم، السادس من يناير، وكما أوضح الرئيس أمس، نحن ملتزمون بانتقال منظم وتنصيب آمن. الشعب الأمريكى لا يستحق أقل من ذلك".

وقال إن بايدن ونائبته كاملا هاريس سيؤديان اليمين يوم 20 يناير "بطريقة تتماشى مع تاريخنا وتقاليدنا وبطريقة تشرف الشعب الأمريكى والولايات المتحدة".

وأصبح ترامب، الذى لا يعتزم حضور حفل التنصيب، يوم الأربعاء أول رئيس فى تاريخ الولايات المتحدة يؤيد مجلس النواب مساءلته مرتين، حيث انضم عشرة من زملائه الجمهوريين إلى الديمقراطيين فى المجلس لاتهامه بالتحريض على تمرد فى إشارة إلى هجوم الكابيتول.

وقد وافقت وزارة الدفاع الأمريكية على نشر نحو 21 ألفا من أفراد قوات الحرس الوطنى لتأمين حفل التنصيب المقرر يوم 20 يناير الجارى، كما أعلنت الخدمة السرية فى واشنطن قائمة بالممنوعات المحظور اصطحابها خلال حضور حفل التنصيب.

وطالب نواب ديمقراطيون بالإسراع فى محاكمة الرئيس ترامب بمجلس الشيوخ بالرغم من انتهاء ولايته بحلول يوم الأربعاء القادم إلا أن الديمقراطيين يصرون على المضى قدما فى إجراءات العزل والتى من المتوقع أن تكون طويلة حيث قد تمتد لشهور وذلك لردع اى رئيس قادم من ناحية وضمان عدم ترشح ترامب فى انتخابات 2024.

وقد اختلف موقف الخبراء الدستوريين حول أهمية المضى فى إجراءات العزل مع رئيس منتهية ولايته حيث لم يتطرق الدستور الأمريكى لذلك بشكل مباشر. ويرى بعضهم أن المحاكمة تهدف للعزل، وأن انتهاء حكم ترامب يجعل من العزل غير ذى معنى. فى حين يرى البعض الآخر ان انتهاء حكم ترامب لا يعنى انتفاء أهداف المحاكمة وهى منعه من الترشح مجدداً للرئاسة.

وهذا ما أكّد عليه زعيم الأقلية الديمقراطية تشاك شومر، الذى قال إنه ستكون هناك محاكمة عزل فى مجلس الشيوخ. وسيكون هناك تصويت لإدانة الرئيس. وانه فى حال إدانته، سنصوت لمنعه من الترشح مجددا. إلا ان بعض الديمقراطيين يتخوفون من أن تأجيل بدء المحاكمة لما بعد تنصيب بايدن يهدف لعرقلة أجندة وتعيينات الرئيس الجديد التى يتوجب على مجلس الشيوخ البدء بها.