«الأوقاف»: الزكاة فريضة ويجوز إخراجها في علاج الفقراء أو توفير اللقاح

وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة
وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة

ألقى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، خطبة الجمعة بمسجد «الجامع الكبير» بمدينة أسوان، اليوم الجمعة، بعنوان: «فريضة الزكاة وأثرها في تحقيق التوازن المجتمعي».

وفي بداية خطبته أشار جمعة، إلى أن أفضل الزكاة أن تتصدق وأنت صحيح شحيح، مصداقًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ فَقالَ: أَما وَأَبِيكَ لَتُنَبَّأنَّهُ أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ، تَخْشَى الفَقْرَ، وَتَأْمُلُ البَقَاءَ، وَلَا تُمْهِلَ حتَّى إذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ: لِفُلَانٍ كَذَا، وَلِفُلَانٍ كَذَا، وَقَدْ كانَ لِفُلَانٍ»، مؤكدا أن الزكاة فريضة محكمة وهي فريضة ثابتة وعدم إخراجها من الكبائر ، فهي الركن الثالث من أركان الإسلام بعد الشهادتين والصلاة.


وقال وزير الأوقاف، إن القرآن حذر تحذيرًا شديدًا من كنز المال وعدم إخراج زكاته فهو حق الله وحق الفقراء، وما نحن إلا مستخلفون عليه، فالمال مال الله وما نحن إلا مستخلفون عليه، قال تعالى محذرا من كنز المال وعدم إخراج زكاته.

 

 

وأشار وزير الأوقاف، إلى أن الأيام بين الناس دول، فغني اليوم قد يكون فقير الغد، وفقير اليوم قد يكون غني الغد؛ هكذا الأيام، يوم لك ويوم عليك، مضيفا:«رتب الشرع الحنيف الثواب العظيم على الإنفاق من مال الله الذي استخلفنا الله عليه فقال سبحانه: { آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ}».

ثم أجاب وزير الأوقاف، عن بعض الأسئلة التي تدور بخُلد بعض الناس الخاصة بالزكاة وإخراجها ومنها: هل في المال حق سوى الزكاة؟ وأجاب بنعم، في المال حق فوق الزكاة وهو الواجب الكفائي والصدقات، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: «ما آمن بي من بات شبعانَ و جارُه جائعٌ إلى جنبِه و هو يعلم به»، فإطعام الجائع وكساء العاري  ومداواة المريض من فروض الكفايات حتى لو كانت من الصدقات الزائدة بعد الزكاة.

وردا على من يقول هل يجوز إخراج الزكاة لعلاج الفقراء، أو توفير اللقاحات والأمصال لهم أو لأبنائهم سواء في «كورونا» أو في غيره، أجاب معاليه أن نعم، يجوز إخراج الزكاة في علاج الفقراء أو توفير اللقاح لهم، بل هو من أولى أولويات الزكاة ، فدفع المرض من أولى الأولويات وبخاصة في النوازل، قال تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ}، وبما أن الفقراء هم في مقدمة المستحقين للزكاة فعلاجهم أولى لأن دفع المرض أهم من دفع الجوع، علاج الفقراء من أولى الأولويات في الزكاة، ويجوز أن يكون هذا في شكل لقاح للفقراء وأبنائهم .

وفي إجابته عن جواز تعجيل الزكاة قبل حلول الحول قال: «أن نعم يجوز، وهذا دليل على سماحة النفس مع الله والناس، وعلى كرمه مع الله والخلق».

وأكد أن تعجيلها في أوقات النوازل والكروب  والأزمات مستحب، وذلك لتفريج كُرب المكروبين، فمن سمحت نفسه بتفريج الكروب من الصدقات ومن باب فروض الكفايات، ومن لم تسمح نفسه جاز أن يُعجل بالزكاة، وهذا وقت ينبغي على الناس فيه التراحم والتكافل، فإن لم يتراحم الناس في أوقات المحن والنوازل والشدائد والكروب فمتى يتراحمون؟، ومن لم يتعظ بتخطف الموت لبعض أهله ولأصدقائه ولأقاربه فلا واعظ له.

حضر الخطبة الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، واللواء أشرف عطية محافظ أسوان، والشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني، والدكتور مصطفى وزيري رئيس المجلس الأعلى للأثار، والدكتور أحمد غلاب رئيس جامعة أسوان، والدكتور محمد عزت مدير مديرية أوقاف أسوان، وعدد من القيادات التنفيذية والدعوية بالمحافظة، مع مراعاة الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية اللازمة والتباعد الاجتماعي.