لست نبياً.. و ليست عذراء

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

هددتها بإحضار طبيبة للتأكد من شكوكي، صمتت، تلعثمت ببعض الكلمات، لمحت دمعة سريعة تهبط ببطء على إحدى خديها ،أدارت ظهرها لتخفيها، وفتحت درفة الدولاب على مصراعيه للفصل بينى وبينها حتى لا أتتبع ارتباكها وخوفها.. بعد دقيقة من الصمت التام.. قررت الاستسلام، كشفت سرها، لكنها توسلت أن أكون نبيا، محافظا عليها، وان أكتم قهرًا واطفئ جام غضبى بكلمات الستر والنصيحة.. من هنا بدأت قصتي

كانت ليلة سعيدة، أخيرا تزوجت من أحببت، نعم تلك الفتاة الجميلة التى كان يتغنى بها الجميع، أصبحت ملكي، لقد انتهينا من إجراءات العرس، اطربنى والدها والمأذون بترديد كلمة البكر الرشيد، شعرت بالطمأنينة، فلم التق بزوجتى طوال فترة الخطوبة سوى مرتين على مدار عامين من العمل فى دولة عربية لتوفير نفقات عرسى، وما كان يربطنى بها طوال هذه الفترة مكالمات الماسنجر عبر الفيس بوك.

بعد أن انتهينا من إجراءات العرس، توجهنا إلى منزلنا فى منطقة المهندسين، كانت السعادة تغمرنا، والأحلام تجوب شقتنا الفارهة.. لكن حدث ما يعكر صفونا، وبدل حالنا إلى أسوأ لحظة فى حياتي.

كعادة الأزواج ليلة الدخلة طلبت من زوجتى أن ندخل إلى غرفتنا، وافقت، لكنها طلبت منى أن أغادر حتى تهيئ نفسها.. انتظرت دقائق، ثم طرقت باب الغرفة، طلبت أن أنتظر أكثر.

بعد ١٥ دقيقة طرقت الباب، ترددت فى الفتح، لكن بعد ثوانى، أزاحت الباب قليلًا فى قلق واضح ، وأخبرتنى على استحياء، ان لديها عذرًا يمنع استكمال ليلة الدخلة، تفهمت ذلك فقد اكون انا السبب، حيث حددت موعد زفافنا قبل أسبوعين من سفرى دون أن أعود إليها وانسق معها.

قضينا الأسبوع الأول من زواجنا نمرح ونضحك فى شقتنا بالمهندسين، زرنا معظم الأماكن فى القاهرة، وفى الأسبوع الثانى سافرنا إلى شرم الشيخ لقضاء شهر العسل، وفى الليلة الأولى لنا معا، أدركت ان زوجتى مازالت تخشى الاقتراب منى، شعرت أن هناك شيئًا يخيفها، لست متأكدًا منه، لكنى أدركت ان هذا الشعور لدى معظم الفتيات عند الزواج فى ليلة الدخلة.

اقتربت من زوجتي، دقائق وانتهينا من ليلة الدخلة، بعدها اكتشفت الفاجعة، نعم زوجتى ليست عذراء، هذه هى الحقيقة التى اكتشفتها عندما التقينا لأول مرة كالأزواج، بعد ثمانية أيام من الزفاف.

نهضت مسرعًا من على الفراش، طلبت منها بهدوء ان تتبعنى إلى بلكونة الغرفة بالفندق لنتحدث، كنت اشعر ان هناك شيئا غريبا تخفيه، وكان يسيطر عليها منذ ان التقينا فى منزل واحد، وتأكدت منه عندما كنا على الفراش.

أدركت أنه لابد من المواجهة مهما كانت النتائج،

سألتها :هل هناك سر تخفيه عنى

أجابت :سر! ماذا تقصد؟

قلت :أنت تدركين ماذا اقصد

قالت: ليس هناك شيء أخفيه

قلت : لكن اعتقد ان هناك شيئًا تخفيه، هذا واضح من تصرفاتك.

قالت : أنت تعلم أن هذا الشعور يحدث مع معظم الفتيات ليلة الدخلة

قلت : نعم أنا أدرك ذلك، لكن هناك شكوك تقتلني... اعذرينى يجب أن نشرك شخصًا بيننا يزيل هذه الشكوك.

قالت : ماذا تقصد؟

قلت : هذا الأمر لايحتاج شرحا أو خجلا.. دعينى أحضر طبيبة لنزيل كل الشكوك بيننا، صدقينى انا جاد ومصر، مهما كانت العواقب.

بمجرد ان سمعت كلمة طبيبة،اسرعت إلى حجرة نومها، تبعتها، وما ان لمحتنى خلفها، حتى ادارت ظهرها، وتلعثمت بكلمات غير مفهومة ثم تساقطت دموعها، فجأة، استدارت نحوى، ثم بصوت يتخلله همس وتوسل.. طلبت منى ان استرها ولا أخبر أسرتها بحقيقة ما اكتشفت.

حقيقة لم أعرف ما هذا الهدوء الذى تملكنى فى هذه اللحظة، طلبت منها ان تتحدث، لكنها فاجأتنى بإجابة هادئة وسريعة وصادمة، رغم أننى لم امنحها وعدا بعدم إخبار أسرتها.

قالت تزوجت عرفيا من زميل لى فى الجامعة، وعدنى بإشهار زواجنا والتقدم لوالدى، لكنه سافر إلى أمريكا وقام بتمزيق الورقة العرفى وألقى على يمين الطلاق، ثم أغلق هاتفه ولم اصل اليه حتى الان.

وتابعت: عندما تقدمت للزواج بى كنت الشاب رقم 50 الذى يتقدم وارفضه، لكن ضغط والدى أجبرنى على الموافقة، وخوفى من ابى دفعنى إلى عدم البوح له بما حدث بينى وبين زميل الدراسة، لأن القتل سيكون مصيرى∪.

حقيقة لم اتمالك نفسى، سبقت يدى لسانى، صفعتها أكثر من مرة على وجهها، كدت اكتم أنفاسها، إلا أننى تمالكت نفسى، وطلبت منها ان تجهز حقائبها للعودة إلى القاهرة صباحا.

جلست افكر مع نفسى، وتساءلت ماذا افعل، هل مطلوب منى أن اتستر على زوجتي، انتهيت بعد ساعات من الشد والجذب، أن الحقيقة الوحيدة التى أؤمن بها، اننى لن استطيع العيش معها بعد أن انكشف سرها وخداعها.

نعم انا لست نبيا، حتى اغفر كل هذا الكذب والخديعة، واتستر على زوجة اختارت الكذب طريقا للزواج..ونعم هى ليست عذراء دون إرادتها، بل كانت موافقة على كل ماحدث لها، .

حقيقة، لم يكن هذا فقط ما كان يشغلني، كل اموالى ذهبت فى هذا الزواج وإذا طلقت زوجتى سأخسر كل شيء، هناك مؤخر صداق 300 ألف جنيه وعفش وشقه أنفقت عليهم كل ما املك، ولم يعد فى جعبتى مليما، بعد أن انتهى تعاقدى مع شركة البترول فى الخارج.. انا الان عاطل.

مرت أيام الأسبوع، ولم أستطع خلالها النظر إلى وجهها، قضيتها كلها فى الكافيهات، حتى قررت أخيرا أن اخبر والدها فقط بسر ابنته، لحل الأمور بشكل ودى.

بمجرد أن انتهيت من إخبار والدها، حدثت الصاعقة الثانية فى حياتى، نفت زوجتى زواجها عرفيا، اتهمتنى بالجنون، وكشفت لوالدها عن آثار الضرب الذى طالها.

لم تتوقف زوجتى عن الصراخ، طلبت منه اصطحابها إلى بيت أسرتها، حتى لا اقتلها على حد زعمها.. لم استوعب ماحدث، أصابتنى الصدمة، ولم أجد ردًا على كذب زوجتي،حاولت أن أشرح لوالدها، لكنه لاحقنى بسيل من الأسئلة، هل اكتشفت اليوم ان ابنتى ليست بكرًا بعد شهر من الزواج، انت بالفعل مجنون وحق ابنتى يأخذه بالقضاء.. أدركت أننى وقعت فى مصيدة ويجب ان أخرج منها، لم اجد سوى القضاء نصيرى، أقمت دعوى امام محكمة الاسرة لفسخ عقد الزواج، تم رفض الدعوى، لجأت إلى الاستئناف، لكن للأسف صدر حكم نهائى برفض الدعوى.. من هنا استسلمت للواقع الذى اعيشه،. أصبحت جاني،. وليس ضحية، مطاردة بدعوى النفقة والمتعة والتبديد.. لكنى مازلت متمسكا بكلماتى فى المحكمة.. سيدى القاضى عذرا.. انا لست نبيا وهى ليست عذراء..ابحثوا عن حل.