الخلل الأمني لأحداث الكونجرس يكشف عن العنصرية الدفينة «النائمة»

أحداث الكونجرس
أحداث الكونجرس

«الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها»، تساؤل خطير يدور في أفق الولايات المتحدة الأمريكية التي يتسم الواقع السكاني لها بتعدد الأعراق والألوان.

تشير الخريطة السكانية في أمريكا إلي أن نسبة البيض تمثل 60.1%، بينما يشكل اللاتينيين مقدار 18.5%، ويليهم في العدد السكاني الأمريكان المنحدرون من أصل أفريقي بنسبة 13.4%، ثم الأمريكان الأسيويون أو من جزر المحيط الهادي يشكلوا 6.1%، في الوقت الذي يبلغ فيه تعداد السكان الأصليون لأمريكا 1.3%. 

ذلك الكوكتيل البشري الذي على أساسه قامت الولايات المتحدة الأمريكية، يجب يحدوه القانون وينصهر فيه المجتمع حتي لا تتغلب قوي علي أخري، وما حدث علي أرض الواقع، خلال السنوات الأربع الماضية اشعل الرئيس المنتهية ولاياته دونالد ترامب فتيل العنصرية، والتي أودت في النهاية إلي أحداث الأربعاء الدامي والهجوم علي الكونجرس تحت سمع وبصر رجال الشرطة العنصريين. 

حيث كشف جانب من تحقيقات رجال المباحث الفيدرالية أن هناك ضابط في الخدمة السرية الأمريكية يخضع للتحقيق بعد اتهامه للمشرعين بالخيانة ونشر نظريات المؤامرة حول الانتخابات على وسائل التواصل الاجتماعي.

اقرأ أيضا: نانسي بيلوسي: ترامب يمثل خطرًا على بلادنا

ومن ناحية أخري تم إيقاف ضابطي شرطة في الكونجرس الأمريكي، ويخضع ما لا يقل عن 10 آخرين للتحقيق لسلوكهم خلال هجوم الأسبوع الماضي. 

وقال متحدث باسم النائب الديمقراطي عن ولاية أوهايو، تيم رايا، إن ما لا يقل عن 10 من ضباط شرطة الكونجرس يخضعون للتحقيق لدورهم في أعمال الشغب. 

التحقيقات مع رجال شرطة الكونجرس، تفتح بابا من التشكيك ردده الكثيرون، في أعقاب أحداث الكونجرس، حول مدي وجود خيانة وخروقات داخلية من قبل بعض رجال شرطة الكونجرس، وانتماءاتهم العقائدية التي أدت إلى تقاعسهم عن أداء الواجب الذي اقمسوا عليه وعدم الدفاع والصمود في 6 يناير أثناء الهجوم على مبني الكونجرس، كما نقلتها وسائل الإعلام عبر شاشتها.

وتسبب الأداء الهزيل لرجال شرطة الكونجرس في طرح التساؤل البديهي لدي الغالبية العظمي من متابعي الأحداث، ماذا لوكان الهجوم من جانب جماعات من السود، أكان من المتوقع إن يتعامل رجال الكابيتول يأتي بمثل هذا التراخي الزائد عن اللازم، أكان رجال شرطة الكونجرس سيترددون في استخدام العنف وأدوات الدفاع من غازات مسيلة للدموع و رذاذ الفلفل وغيرها من مواد دفاعية مسموح بها أثناء الشغب، أم أن تلك التصرفات كتبت علي أصحاب البشرة السمراء دون البشرة البيضاء الذي أكدت الأيام أنهم الأكثر عنفا وشراسة مثلما شاهدنا في أحداث الكونجرس.

قامت وكالات إنفاذ القانون أثناء تحقيقاتها حول الدور الذي لعبه ضباطها في يوم التمرد المخيف على مبنى الكونجرس الأمريكي بالبحث في منشورات وسائل التواصل الاجتماعي. 

وكانت المفاجأة عندما وجدت ضابط المخابرات السرية قد نشر على فيسبوك يتهكم من الأوضاع قائلا "إليكم الانتقال السلمي للسلطة" حيث يصافح الرئيس دونالد ترامب نفسه في المكتب البيضاوي. بعد يوم من حصار مبنى الكابيتول الأمريكي، نُشر تعليق باسم الضابط انتقد فيه محاولات عزل ترامب من منصبه واتهم المشرعين الذين قبلوا تصويت الهيئة الانتخابية بـ "ارتكاب الخيانة على التلفزيون المباشر".

وجاء في التعليق، "صباح الخير يا وطنيوا! بدأ يوم أمس جميلاً وكالعادة توتر أنتيفا المزاج وهاجمت الشرطة وقتل أحد قدامى المحاربين في سلاح الجو..حان وقت الهجوم أخيرًا!!".

وفي الوقت الذي رفض فيه مسئولو الخدمة السرية التعليق علي التحقيق مع عدد من ضباط الخدمة السرية ومدي تورطهم في الاحداث، ولكنه أكد على أن الوكالة "تنفذ مهمتها في إنفاذ القانون بطريقة موضوعية وغير سياسية".

وقال المتحدث: "سيتم التحقيق في أي مزاعم بأن أحد الموظفين لا يقوم بواجباته بهذه الطريقة. وبما أن هذه مسألة تتعلق بالموظفين، فلن تقدم الوكالة مزيدًا من التعليقات".


في الوقت الذي أشار فيه أحد مساعدي مجلس النواب أن هناك ما يصل إلى 17 ضابطًا قيد التحقيق كجزء من ثماني تحقيقات التمرد في مبنى الكابيتول. كما خضع ما لا يقل عن سبعة ضباط في خمس إدارات أخرى في جميع أنحاء البلاد لتحقيق داخلي حيث ظهر وجودهم في واشنطن أثناء الهجوم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل أخرى.

تلك المؤشرات على مشاركة عناصر من رجال الشرطة في أحداث الكونجرس تؤكد علي أن ملف الشرطة في حاجة إلى تدقيق سريع من جانب المتخصصين يكشف ويوضح انتماءاتهم ومعتقداتهم التي تؤثر بشكل ما على حيادتهم في أداء مهامهم من ناحية، ومن ناحية أخري، تشير مجريات الأمور إلى أن هناك فتنة نائمة تحت الرماد أشعلها الرئيس دونالد ترامب بتغريداته المستمرة والتي ايقظت العنصرية لدي الكثيرين متناسين صفتهم المهنية ومغلبين أهوائهم المتعصبة التي سيطر عليها القانون فيما سبق، وانفرط عقدها كالمارد مع أول إشارة للانفجار. وهو ما نادت به رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي كثيرا، وأخرها في أحداث مايو الماضي عندما تفجرت واقعة جورج فلويد في مايو الماضي.