احم احم !

شهريار البيت الأبيض!

هشام مبارك
هشام مبارك

ولما كانت الانتخابات الأمريكية لاختيار الرئيس السادس بعد الأربعين كان الملك شهريار فريسة الهواجس والأفكار، فقد انتهت إليه الأخبار أن احتجاجات عنيفة ومخزية وقعت فى بلاد بعيدة تسمى الولايات المتحدة الأمريكية وصحبتها ظواهر غريبة وخوارق عجيبة، فاستبدت به الآلام وأصبح على غير ما يرام، لهذا وما كاد ينفض الاجتماع وانصرف الوزراء والتباع حتى صعد شهريار إلى غرفة الأسرار وهو شبه منهار وعلى غير عادته ارتمى على أريكته وهرش فى جبهته براحته قبل أن تدركه الغالية شهرزاد التى جاءت حسب الميعاد ولأول مرة لم يشعر شهريار بدخولها فراحت تداعبه معاتبه.

- أين أنت يا مولاي وما الذى يأخذك من حبيبتك الملتاعة؟

- أنا حيث تشاء الأقدار يا شهرزاد.

- أضائق انت بى، ألا ترانى جميلة يا مولاى؟

- اووه شهرزاد لست فى حالة مزاجية تسمح بالدلع والهزار.

- ألا يعجبك شعرى الغجرى المجنون هذا وهو ينسدل على كتفى كالماء الجارى فى الأنهار؟

- شعرك مع جبينك يجمع بين الليل والنهار.

- وماذا تقول عيناى يا مولاى؟

- اووووووه بقى اسكتى وإلا استدعيت مسرور السياف وجعلت دماءك كالأنهار.

- ماذا بك يا سيدى ومولاى؟

- هناك أخبار غير سارة يا شهرزاد.

- أليس لدينا من الغذاء ما يكفينا شهورا طويلة يا مولاى؟

- الأمر أكبر من ذلك يا شهرزاد، هل سمعتى عما حدث فيما يسمى بلاد الأمريكان؟

- طبعا يا مولاى، فما حدث لا يخفى على إنس ولا جان!

- ولماذا لم تخبرينى بما حدث وما كان؟ أمامك فرصة ذهبية للنجاة من قبضة مسرور القوية، أما إذا لم تكن حكايتك مسلية؟

- صبرا صبرا يا مولاى ودعك من هذه العصبية.. فقد بلغنى أيها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد أن ترامب الشهير بأبو ايفانكا دعا أنصاره ليخرجوا من الخانكة ويتجمعوا حول الكونجرس ليحتجوا أمام الشاشات ووكالات البرس على نتيجة الانتخابات التى أطاحت بكبيرهم المعتوه صابغ شعره بالأصفر المموه.

- وماذا يكون «الكون جرس» هذا يا شهرزاد؟

- مكان تجمع النواب الأمريكيين يا مولاى الأمير.. ومنه يحكمون كل العالم، الغنى منهم والفقير.

- أكملى أكملى يا شهرزاد ماذا حدث بعد ذلك؟

- أنصار ترامب لم يكتفوا بالتجمع الصريح، بل اقتحموا الكونجرس وهاتك ضرب طوخ طاخ طيخ!

- لقد تذكرت الآن يا شهرزاد، أو ليست تلك أمريكا بلد الحرية التى طالما حكيتى لى عنها حكاياتها مع الديمقراطية؟

- نعم ولكن فجأة انقلبت الديمقراطية إلى فوضى وملوخية!

- قومى هاتيلنا من التلاجة مهلبية، خلى القعدة تبقى طرية.

- أتعنى أنك تفضل على أنيستك فى وحدتك طبق مهلبية؟

- بلاها مهلبية واكملى الديمقراطية التى أصبحت ملوخية.

- الحكاية ببساطة يا مولاى أن ترامب منذ أربع سنوات أقبل عليه الزمان ودانت له الأيام، وظن أن ذلك سيدوم فأصبح يحلم وهو صاحى وبعد أن يقوم من النوم أنه مبعوث العناية الإلهية لإنقاذ الأمة الأمريكية، لذا لم يتصور أن يفوز عليه بايدن الغلبان الذى يسميه جو النعسان، فجن جنونه وحرمه الله من نعمة العقل والتفكير فحول بلاده إلى فوضى وتكسير.

- أليس له نائب يتدخل ليرد له عقله؟

- النائب بنس؟ اتضح يا مولاى أنه رجل نمس يخطط بكل دهاء ليزيح الوباء ليضمن بعد أربع سنوات أن تدين له الأمة بالولاء!

- ماذا فعل الوزير شعلان بالملك جهلان.. هاهاها اقصد النائب النمس مايك بنس.. ها أخبرينى بما جرى وما قد كان.

- لقد كان ما لم يخطر على بال إنسان ولكننا يا مولاى أصبحنا أو نكاد! إذا استبقيتنى للغد ولم تقتلن أكملت لك يا مولاى.

- هاهاها كم أنت مكارة يا شهرزاد.. على كل حال الجنة موعدك مع الله يوما آخر يا شهرزاد فإلى الغد!

- مولاى!